منطقة مينا تسجل صفقات دمج واستحواذ بقيمة 115 مليار دولار في النصف الأول
رنا ممدوح
أظهر تقرير صادر عن شركة إرنست ويونغ EY لأنشطة الاندماج والاستحواذ أن قيمة الصفقات المعلنة خلال النصف الأول من عام 2019 سجلت نموًا بنسبة 220.8% في منطقة مينا.
وأفاد التقرير، أن قيمة الصفقات المعلنة خلال النصف الأول من عام 2019 وصل إلى 115.5 مليار دولار مقارنة مع 36 مليار دولار بالفترة المماثلة.
ونوه إلى أن حجم الصفقات تراجع في النصف الأول من العام بنسبة 10.7%، مسجلاً 216 مقابل 242 صفقة بالفترة المقارنة.
وذكر أن أكبر صفقة خلال النصف الأول من العام هي موافقة أرامكو السعودية الاستحواذ على 70% من أسهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) من صندوق الاستثمارات العامة، بقيمة 69.1 مليار دولار .
ووفقًا للتقرير وخلال النصف الأول من 2019، شاركت مؤسسات مملوكة لحكومات في 55 صفقة، أي ما يمثل 25% من إجمالي الصفقات المعلنة، وبقيمة بلغت 104,5 مليار دولار أمريكي، أي بما يعادل 90% من إجمالي قيمة الصفقات، منها صفقات ضخمة بمشاركة أرامكو السعودية، وأدنوك، وجهاز أبوظبي للاستثمار.
وفي هذا السياق، قال ماثيو بنسون، رئيس خدمات استشارات الصفقات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى EY: “توصلت الشركات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى سبل مبتكرة لزيادة رأس المال، وقامت أيضاً بزيادة وتيرة تقييمات محافظها”.
وتابع ” بحسب تقرير مؤشر ثقة رأس المال EY هناك 61% من المديرين التنفيذيين المستطلعة آراؤهم في المنطقة بأن شركاتهم تقوم بتقييم محافظها كل ثلاثة أشهر أو حتى أقل من ذلك، وهي وتيرة أكبر مما أشار إليه المديرون التنفيذيون على مستوى العالم”.
وأضاف ” مع زيادة وتيرة تقييمات المحافظ الاستثمارية، فإن عددًا من الشركات تخطط لتصفية أعمالها غير الرئيسية، مما سيعزز من نشاط الصفقات”.
وأشار: “يعتقد أن 87% من المديرين التنفيذيين في منطقة مينا أن الاقتصاد العالمي في تحسّن مستمر، مقابل 93% في المتوسط من بين جميع المديرين التنفيذيين المشاركين في الدراسة على مستوى العالم، بينما يتشارك 82% منهم في منطقة مينا نفس الشعور تجاه اقتصاداتهم المحلية”.
ولفت “نتوقع أن تواصل الشركات في المنطقة إعادة صياغة محافظها الاستثمارية لتكون قادرة على مواجهة أية صعوبات تلوح في الأفق في المستقبل، حتى في ظل سعيها المستمر لتحقيق أهدافها الطموحة للنمو”.
أبرز خمسة قطاعات مستهدفة بحسب قيمة الصفقة
ذكر تقرير EY أن قطاع الكيماويات خلال النصف الأول من عام 2019 سجل أعلى الصفقات من حيث القيمة بواقع 69.3 مليار دولار أمريكي، بفضل صفقة أرامكو السعودية وسابك، وتلاه قطاع النفط والغاز بقيمة 14.2 مليار دولار أمريكي.
وسجل قطاع موفري الرعاية الصحية صفقات بقيمة 10,3 مليار دولار أمريكي، بينما سجل قطاع المصارف وأسواق رأس المال صفقات بقيمة 5.1 مليار دولار أمريكي، تلاه قطاع التكنولوجيا 4.6 مليار دولار أمريكي، تضمنت صفقة استحواذ أوبرشركة على “كريم نتوركس” بقيمة 3,1 مليار دولار أمريكي.
وعلق أنيل مينون، رئيس خدمات استشارات صفقات الاندماج والاستحواذ وأسواق رأس المال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى EY قائلاً: “أبدى المديرون التنفيذيون في منطقة مينا تفاؤلاً أكبر حيال تحسن الاقتصاد، مع استمرارهم بمراقبة المخاطر الجيوسياسية المتطورة”.
وتابع ” كشف تقرير مؤشر ثقة رأس المال من EY بأن المديرين التنفيذيين في المنطقة يبحثون عن خيارات استراتيجية استباقية لتعزيز الميزة التنافسية لشركاتهم وتسريع النمو في عصر تعمل فيه التكنولوجيا على إحداث تغييرات جذرية في نماذج الأعمال التقليدية”.
قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ المحلية تستند إلى صفقات ضخمة
ووفقًا للتقرير، سجل النصف الأول من عام 2019 زيادة ملحوظة في أنشطة الاندماج والاستحواذ المحلية من حيث قيمة الصفقات، حيث وصلت قيمة 111 صفقة إلى 79.3 مليار دولار مقارنة مع 96 صفقة بقيمة 5,5 مليار دولار بالنصف المقارن.
وذكر EY أن هناك صفقتان استراتيجيتان ضخمتان ساهمت في قيادة نشاط الصفقات المحلية من حيث القيمة، هما صفقة في قطاع الكيماويات في المملكة العربية السعودية بقيمة 69.1 مليار دولار أمريكي، وصفقة في قطاع البنوك ورأس المال في الإمارات العربية المتحدة بقيمة 4 مليار دولار أمريكي.
وإضافة لذلك، سجلت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 65 صفقة اندماج واستحواذ صادرة منها بقيمة 21 مليار دولار مقارنة مع 77 صفقة بقيمة 18,2 مليار دولار في النصف الأول من عام 2018.
وساهمت الاستثمارات الاستراتيجية في صناديق الثروة السيادية والمؤسسات المملوكة للدولة، بما في ذلك صفقات ضخمة لجهاز أبوظبي للاستثمار وأرامكو السعودية في دفع نشاط الصفقات الصادرة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ومن الصفقات الهامة خلال النصف الأول من العام، هناك صفقة استحواذ أوبر على “كريم نتوركس” مقابل 3,1 مليار دولار أمريكي، وهي أكبر صفقة في قطاع التكنولوجيا في الشرق الأوسط ليومنا هذا، حيث تجد الشركات التكنولوجيا المحلية الناشئة نفسها عرضة للاستحواذ من قبل لاعبين دوليين.
الإمارات تسجل أعلى مستوى للصفقات الواردة
أشار التقرير أن حجم صفقات الاندماج والاستحواذ الواردة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سجلت تراجعًا خلال النصف الأول من العام الجاري، حيث تم تسجيل 40 صفقة بقيمة 15.1 مليار دولار أمريكي مقارنة مع 69 صفقة بقيمة 12.3 مليار دولار بالنصف المقارن.
وحلت دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز الأعلى من حيث صفقات الاندماج والاستحواذ الواردة إلى المنطقة، حيث تم تسجيل 20 صفقة بقيمة 14.4 مليار دولار أمريكي.
وكان قطاع النفط والغاز الأعلى استهدافاً بالنسبة لنشاط الصفقات الواردة إلى المنطقة، حيث سجل صفقات بقيمة 10.8 مليار دولار .
وسجلت دولة الإمارات أربعة من أصل ست صفقات واردة في هذا القطاع، شملت ثلاث صفقات كبرى تضمنت بيع حصص شركة أدنوك في أعمالها الخاصة بتكرير النفط وخطوط الأنابيب.
وختم أنيل رئيس خدمات استشارات صفقات الاندماج والاستحواذ وأسواق رأس المال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى EY بالقول: “إن المبالغ الكبيرة التي تم ضخها في صفقات الاندماج والاستحواذ الواردة إلى المنطقة تؤكد نتائج التحليلات الاستثمارية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وما زلنا نعتقد بأن هذه الأوقات مناسبة للقيام بعمليات استحواذ استراتيجية في المنطقة”.