ارتفاع التكاليف التشغيلية وراء تراجع هوامش ربحية شركات الأدوية

aiBANK

رنا ممدوح

رأي أحمد عبد النبي نائب مدير إدارة البحوث بشركة شعاع لتداول الأوراق المالية، أن مصنعو الأدوية المصريين سيظلوا يعانون من تراجع هوامش ربحيتهم مع عدم وجود زيادة جديدة في أسعار الأدوية.

E-Bank

وأرجع عبد النبي في تقرير صادر عنه اليوم، رؤيتة إلى ارتفاع التكاليف التشغيلية وسقف الأسعار المفروض من قبل وزارة الصحة على منتجاتهم النهائية.

وسلط نائب مدير إدارة البحوث بشعاع الضوء في تقريره على معادلة التكاليف التي يتحملها مصنعو الأدوية وتأثيرها على أرباحهم تاريخيًا بنهاية يونيو 2019.

ونوه أنه قام بمقارنة النتائج السنوية لشركة الأدوية المملوكة للدولة خلال التقرير الصادر عنه والتي ينتهي عامهم المالي في 30 يونيو 2019 بنتائج الشركات التي ينتهي عامهم المالي في ديسمبر خلال أخر 12 شهرًا من يوليو 2018 إلى يونيو 2019.

نمو متواضع في الإيرادات وتراجع في الأرباح

أشار عبد النبي أن شركات الأدوية التسعة المدرجة في البورصة المصرية حققت نموا في إيراداتها المجمعة بنسبة 7.7% لتصل إلى 8.81 مليار جنيه في 30 يونيو 2019.

وأوضح أن شركة النيل للأدوية والصناعات الكيماوية ساهمت بالنصيب الأكبر في النمو المطلق للإيرادات بزيادة 38% على أساس سنوي إلى 636 مليون جنيه.

يليها شركة المصرية الدولية للصناعات الدوائية بزيادة 4% على أساس سنوي لتصل إلى 3.13 مليار جنيه.

ولفتت إلى أن الأرباح الصافية للتسعة انخفضت بنسبة 1.9% إلى 982 مليون جنيه.

تقلص الهوامش بشكل كبير

قال نائب مدير إدارة البحوث بشعاع لتداول الأوراق المالية أن هناك 7 شركات من أصل 9 ومدرجة بالبورصة المصرية شهدت تقلصًا في هامش مجمل الربح لديها بنهاية يونيو 2019.

وأضاف أن هامش مجمل الربح تراجع بشكل أكبر قدر لكل من شركة القاهرة للأدوية والصناعات الكيماوية بتراجع 454 نقطة أساس على أساس سنوي إلى 25% والإسكندرية للأدوية والصناعات الكيماوية بتراجع 421 نقطة أساس سنوي إلى 29%.

بينما تعافي هامش مجمل الربح بشكل واضح لكل من شركة العربية للأدوية والصناعات الكيماوية بزيادة 931 نقطة أساس على أساس سنوي لتصل إلى 35%، تلاها شركة ممفيس للأدوية والصناعات الكيماوية بزيادة 218 نقطة أساس على أساس سنوي لتصل إلى19%.

وأشار أن ذلك التعافي جاء على الرغم م ن كونها لاتزال تحقق صافي خسائر.

ما السبب الحقيقي وراء ارتفاع المصروفات التشغيلية؟

قال عبد النبي أن المواد الخام اللازمة لإنتاج أي مستحضر دوائي تنقسم إلى مواد فعالة وغير فعاله وكلاهما يمثل مانسبتة أكثر من 70% من إجمالي تكلفة البضاعة المباعة في إنتاج أي مستحضر دوائي.

وأوضح أنه يتم استيراد المواد الفعالة كليا من الخارج، مشيرًا إلى أن هذا أدى إلى ارتفاع التكلفة على خلفية تراجع قيمة الجنيه في أعقاب عملية التعويم في نوفمبر 2016 بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار العالمية.

وأضاف أن المواد غير الفعالة بالإضافة إلى مكونات تكلفة البضاعة المباعة الأخري مثل الأجور ومواد التغليف والوقود وغيرها تخضع أيضًا لزيادات سنوية خاصة مع وضع التضخم المرتفع حاليا والذي أثر بالفعل على هذة المكونات.

وتابع:” تحت ضغط ارتفاع تكلفة البضاعة المباعة والسقف الذي تحدده الحكومة لأسعار الأدوية فقد بدأت هوامش مصنعي الأدوية في التقلص بعد تعويم الجنيه المصري”.

التقييم

قامت شعاع باستخدام مضاعفات الربحية للمقارنة بين تقييمات شركات الأدوية بناء على أرباح العام المالي 2018/19 لتلك الشركات التي ينتهي عامهم المالي في 30 يونيو وبناء على الأرباح في آخر 12 شهرًا بنهاية 30 يونيو 2019 للشركات التي ينتهي عامهم المالي في 31 ديسمبر.

وأشارت أنه استنادا على معيار مضاعف الربحية يتضح أن كل من العربية للأدوية والصناعات الكيماوية ادكو والإسكندرية للأدوية والصناعات الكيماوية والقاهرة للأدوية والصناعات الكيماوية تصعد ضمن الأسهم الأرخص نسبيًا حيث تتداول عند مضاعف ربحية 4.1 مرة و5.3 مرة و4.8 مرة على التوالي وكلها تتداول بخصم كبير مقارنة بوسيط مضاعف ربحية القطاع لأخر 12 شهرًا والبالغ 11.3 مرة.

في حين وجدت شعاع كل من مينا فارما للأدوية والصناعات الكيماوية وسبأ الدولية للأدوية والصناعات الكيماوية وأكتوبر فارما يتم تداولهم بعلاوة بينما النيل للأدوية والصناعات الكيماوية والمصرية الدولية للصناعات الدوائية ايبيكو يتم تداولهما بالقرب من المتوسط وبشكل كبير بناء على الأرباح المتوقعة.

وذكر أن كل من القاهرة للأدوية والصناعات الكيماوية والإسكندرية للأدوية والصناعات الكيماوية لا تزال تعد أسهم رخيصة نسبيًا حيث تتداول عند مضاعف ربحية قدره 4 مرات و5.2 مرة على التوالي وكلاهم أقل من وسيط القطاع عند 5.7 مرة.

في الوقت نفسه تتداول العربية للأدوية والصناعات الكيماوية أعلى بقليل من الوسيط، وتتداول المصرية الدولية للصناعات الدوائية ايبيكو أعلى وبشكل كبير منه.

وختامًا لاحظت شعاع أن النيل للأدوية والصناعات الكيماوية حولت خسائرها الفصلية خلال العام المالي 2017/18 إلى أرباح خلال العام 2018/19 لتواصل مسيرة التحول نحو الربحية.

في حين أن شركة ممفيس للأدوية والصناعات الكيماوية لاتزال تتكبد خسائر بقيمة 17 مليون جنيه في العام المالي 2018/19 وإن كانت أقل من الخسائر المسجلة في العام المالي 2017/18 والبالغة 45 مليون جنيه.

الرابط المختصر