خمس ملاحظات حول استطلاع حابي

بقلم أحمد رضوان ـ رئيس تحرير جريدة حابي

في عددِها الخاص الذي صدر الأحدَ الماضي تحت عنوان قياس التفاؤل، نشرت جريدة «حابي» استطلاعًا للرأي حولَ عددْ من المؤشرات الاقتصادية والقطاعية، شارك به 50 من قياداتِ مجتمع الأعمال والاقتصاد والاستثمارِ، وضم 14 سؤالًا رئيسيًّا حول توقعاتِ النموّ والتضخم والبطالة والموازنة وأداء ميزان المدفوعاتِ وحركة السياحة وسعر الصرف واتجاهات البورصة وغيرها حتّى نهاية العام المالي الجاري.

E-Bank

كشفَت نتائجُ الاستطلاع عن مجموعة من الملاحظات المهمة، ولكن قبل عرضها سنلخّص النتائج التي جذبت أصوات المشاركين؛ فقد توقعت الغالبية أن يحقّق الاقتصاد معدل نمو بين 5و6%، وأن يرتفع التضخمُ عن مستوى 10% وتحت 11%، ويدور معدل البطالة بين 8% وتحت 9%، وأن يكون عجز الموازنة أعلى من 7% وأقل من 8%.

كما رجّح غالبية المشاركين أن يدور سعر البترول بين 60 دولارًا للبرميل وأقل من 70 دولارًا للبرميل، وأن تنتعِش الصادرات، ويستقرّ أداء ميزان المدفوعات، وتساوت توقعاتهم لمناخ الاستثمار بين التحسن والاستقرار، وتوقعوا أن يدور سعر صرف الدولار حول مستوى أعلى من 16 جنيهًا وأقل من 17 جنيهًا، وأن تستقر مرونة الحصول على التمويل المصرفي. وبالنسبة لسوق المال.

توقّعت الشريحة الأكبر من المشاركين أن تنتعش الطروحاتُ الجديدةُ وأن تتّجه مؤشرات البورصة نحو الصعود، واقتنصت توقعات رواج قطاع السياحة أعلى نسبة من بين مختلف أسئلة الاستطلاع، وجاء الاستثمار في الأسهم كأفضل وعاء في العام الجاري.

تابعنا على | Linkedin | instagram

أما بالنسبة للملاحظات فكان أوّلها وربما أهمها هو حصول العقار على المركز الأخير في قائمة أوجهِ الاستثمار الأكثر جاذبية في العام الجاري، فمن بين 50 مشاركًا في الاستطلاع، رأى 5 فقط أنَّ القطاع العقاري هو أفضل وعاء استثماري حتى نهاية العام الجاري. هذه المفارقة تتّفق مع الكثير من التحليلات لكنها تتعارضُ مع الإقبال غير العادي على تطوير مشروعات عقارية جديدة من القطاعين الخاص والحكومي.

الملاحظة الثانية هي وجود موجة تفاؤل غير عادية تجاه قطاع السياحة، فرغم معدلات النمو الكبيرة التي حققها القطاع في العامين الأخيرين، إلا أنه ما زال يتمتّع بزخم كبير من وجهة نظر المشاركين في استطلاع الرأي، وكان القطاع جديرًا بجذب أصوات 47 من المشاركين الذي توقعوا مزيدًا من رواجِه، في مقابل 3 رجحوا استقرار معدلات نموه، ولم يصوت أي من المشاركين لصالح تراجع جاذبية القطاع.

الملاحظة الثالثة هي تفوق الأسهم على الذهب كوجهةٍ استثمارية مفضلة، فرغم مرور أسعار الذهب بأكبر موجةِ صعود متتالية على مدار العامين الماضيين وتسجيلها أرقامًا قياسية لم يعرفها التاريخ من قبل، إلا أن المشاركين في الاستطلاع رأوا فرصًا للعوائد من سوق الأسهم تفوق تلك التي يمكن أن يحققها الاستثمارُ في الذهب، وتناسب ذلك مع إجابات المشاركين على سؤالين آخرين، الأول هو توقع 56% منهم صعود مؤشرات البورصة، والثاني توقع 64% أن تزيد عدد الطروحاتِ الجديدة مع نهاية العام الجاري مقارنة بالعام المالي السابق.

الملاحظة الرابعة هي توقع مجتمع الأعمال معدل نمو اقتصادي أقل من الذي تتوقعه الحكومة في مشروع موازنة العام الجاري، فلم يتّفق مع توقعات النمو الرسمية البالغة 6.5% سوى 8% فقط من المشاركين، في مقابل 72% توقعوا معدل نمو بين 5 و6%، و20% رجحوا معدل نمو بين 4 و 5%. لكن توقعات عجز الموازنة جاءت متوافقةً مع الهدف الحكومي البالغ 7.2%، حيث أكّد 56% من المشاركين في استطلاع حابي أنهم يتوقعون عجزًا فوق 7% وأقل من 8%.

الملاحظة الخامسة هي تفاؤل كبير بين مجتمع الأعمال تجاه معدلات التضخم، فنصف المشاركين توقعوا معدل تضخم تحت مستوى 10%، في مقابل 40% رجحوا معدلًا أعلى من 10%، وأكد 10% فقط أن التضخم سيكون أعلى من 15%.

أخيرًا، وجبَ توجيه الشكر لكل من شاركوا في الاستطلاعِ على وقتهم الثمين، ونأمل أن يكونَ قد خرج بالصورة المفيدة التي نصبو إليها دائمًا.

الرابط المختصر