مدبولي يؤكد لنظيره السوداني استعداد مصر لدعم الخرطوم في مختلف المجالات

حمدوك يشيد بالإصلاح الاقتصادي المصري ويتطلع للاستفادة منها

حابي

عقد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، جلسة مباحثات موسعة مع نظيره السوداني، الدكتور عبد الله حمدوك، بمشاركة وزراء الخارجية، والكهرباء، والمالية، من الجانب المصري، ووفد وزاري سُوداني ضم وزيرة الخارجية، ووزير المالية والتخطيط الإقتصادي.

E-Bank

وفي مستهل المباحثات، أكد الدكتور مصطفى مدبولي حرص مصر على تقديم كل الدعم والمساندة الحقيقية للسودان حكومة وشعبا.

واعتبر مدبولي أن هذه الزيارة تاريخية، حيث تأتي في ظروف دقيقة سبق أن مرت بها مصر في عام 2011، لذا فهي حريصة على مساندة السودان، وتثق في قدرة الحكومة الحالية على إدارة الموقف على النحو الذي يحقق تطلعات الشعب السوداني.

وأكد رئيس الوزراء استعداد الحكومة المصرية لتقديم كل الدعم اللازم إلى الأشقاء السودانيين، في مختلف المجالات التي سيتم طرحها خلال الزيارة، ومنها الربط الكهربائي، والسكك الحديدية، وكذا تقديم مساعدات طبية و غذائية.

تابعنا على | Linkedin | instagram

ولفت إلى تشكيل مجموعة عمل لتحديد مجالات التعاون المطلوبة، ووضع خطة زمنية محددة للعمل على تلبيتها.

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء السوداني إن الشعبين في مصر والسودان يربطهما أواصر أخوة وتاريخ مشترك، قائلاً: “نحن شعب واحد يعيش في دولتين”.

وأشار الدكتور عبد الله حمدوك إلى العديد من التحديات التي تواجه السودان في هذه المرحلة الدقيقة، وفي مقدمتها ضرورة إحلال السلام المستدام، وتخفيف المعاناة عن الأهالي في السودان، إلى جانب التحدي الإقتصادي.

وأكد أنه ينظر بإعجاب شديد إلى التجربة المصرية، ويتطلع لدور رائد منها، والاستفادة من تجربتها في علاج العديد من القضايا الاقتصادية الراهنة لاسيما التضخم، وسعر الصرف، وفتح مجالات الاستثمار.

كما وجه رئيس وزراء السودان الدعوة للدكتور مصطفى مدبولي لزيارة الخرطوم لبحث مجالات التعاون الثنائي.

وشهدت جلسة المباحثات الوسعة مداخلات من الوزراء من الجانبين، بدأت بسامح شكري، وزير الخارجية المصري، الذي أكد أن مصر ظلت دوماً تدعم السودان في كل الظروف، وأنها حريصة على استمرار هذا الدعم، بما يساهم في تدعيم أركان الدولة، وتحقيق الاستقرار، وإحداث طفرة في العلاقات الثنائية خلال الفترة القادمة.

ولفت شكري إلى أن الشأن السوداني يأخذ جانبا كبيرا من شاغل مصر خلال هذه المرحلة، وأن القاهرة تدعم قضايا السودان في جميع المحافل الدولية، كما تحرص على تنسيق المواقف مع الخرطوم في مختلف الملفات، وترى أن استقرار شُركائها في المنطقة يدعم استقرارها.

وقالت أسماء عبد الله، وزيرة خارجية السودان، إن بلدها يعول كثيرا على الدور المصري في العديد من الملفات، في مقدمتها حشد الدعم المالي، وتحسين الأجواء مع المؤسسات الدولية، والسعي لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

ولفتت إلى أن التعاون في هذه المجالات، يمثل نقطة الانطلاق للسودانيين لتحقيق ما يصبون إليه.

وأضافت وزيرة خارجية السودان أن هناك توافقا بشأن مجالات تم بحثها من الجانبين، ومنها الربط الكهربائي، والتعاون في مجال السكك الحديدية، وأن هناك خطوات تنفيذية ستتم من الجانبين.

ومن جانبه، قال الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء أنه فيما يتعلق بالربط الكهربائي، فإن هناك عددا من الأمور الفنية يجري العمل عليها بين الجانبين، مع تقديم الدعم الفني اللازم للجانب السوداني في هذا الشأن.

وأكد أن هذه الجهود تساهم في تحقيق الربط الكهربائي بين البلدين بقدرة 240 ميجاوات بنهاية العام القادم.

ومن ناحيته، وجه رئيس الوزراء المصري بضرورة التوصل إلى منظومة ربط كهربائي تحقق الاستدامة بين البلدين، وتراعي ظروف الجانب السوداني، مقترحا أن يتم الحصول على قيمة الكهرباء المصدرة للسودان في صورة سلع ومنتجات سودانية.

وقال الدكتور إبراهيم البدوي، وزير المالية والتخطيط الإقتصادي السوداني إن هناك آفاقا كبيرة يمكن الوصول إليها في التعاون الاقتصادي خلال المرحلة المقبلة، ومشاريع طموحة يمكن الحديث عنها، خاصة في مجالي الزراعة والكهرباء، مع أهمية تفعيل التعاون بين رواد الأعمال من الجانبين للاستفادة من الفرص الراهنة، لاسيما في مجال التجارة والتصنيع والمشاريع الانتاجية.

ودلل على ذلك بمنطقة جنوب مصر وشمال السودان التي يمكن أن تكون واعدة في مشروعات الثروة السمكية والتصنيع الزراعي، مع تنفيذ المشروعات بنظام B.O.T لتفادي الديون، والتوسع في استخدام التكنولوجيا الحديثة، والنهوض بالبنية التحتية.

وقال الدكتور محمد معيط، وزير المالية، إن مصر لديها خبرات كبيرة في مجال تنفيذ المشروعات بنظام B.O.T ، وهي مستعدة لنقل هذه الخبرات إلى الجانب السوداني، معربا عن تطلعه إلى تحقيق التقارب بين مجتمع الأعمال في البلدين للاستفادة من الفرص الواعدة.

وعقّب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مؤكدا استعداد الحكومة المصرية لتقديم أي مساعدات عاجلة إلى السودان الشقيق، مثل إرسال القوافل الطبية، ومد خدمات برنامج القضاء على فيروس C إليه، للمساهمة في علاج عدد من الأشقاء هناك.

كما أشار مدبولي إلى أن ملف تحقيق الربط في السكك الحديدية يمكن التوصل إلى اتفاق بشأنه من خلال بناء محطة تبادلية لتفادي اختلاف خط السكة، من خلال وفد من الجانبين يعمل على دراسة هذا الأمر والأسراع في تنفيذه، إلى جانب تفعيل النقل النهري بين البلدين.

ووجه رئيس مجلس الوزراء بإرسال وفد من رجال الأعمال المصريين إلى السودان، للتعرف عن قرب على فرص الاستثمارالممكنة، والاستفادة منها بضخ استثماراتهم.

وعقبت وزيرة خارجية السودان، بأن هناك أهمية للمساعدات العاجلة التي طرح الجانب المصري تقديمها، معربة عن تطلعها في أن يكون التركيز على القوافل الطبية، وبرنامج القضاء على فيروس C، والإيواء لضحايا الفيضانات والسيول.

من جانبه، أعرب رئيس وزراء السودان عن سعادته بما تم طرحه خلال الاجتماع من مجالات للتعاون بين البلدين، مؤكدا أهمية تعزيز التعاون في ملف التعليم أيضا، إلى جانب التعاون في مجال التصنيع، لافتا إلى أن السودان ما زال يصدر المواد الخام.

ولفت إلى أن التجربة المصرية مُلهمة فيما يتعلق بالإصلاح الإقتصادي، لاسيما فيما يخص تحرير سعر الصرف، وتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص، واستقطاب تحويلات المصريين في الخارج، والتي تمثل داعما هاما للاقتصاد.

وفي ختام المباحثات، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن هذه الزيارة واللقاءات التي تمت، تمثلُ نقطة تحول تاريخية في العلاقات بين البلدين، وسيتبع ذلك تعاونا وثيقا وتواصلا دائما لتلبية متطلبات الشعب والحكومة السودانية.

واقترح رئيس الوزراء تفعيل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين برئاسة رئيسي الوزراء، بحيث يكون هناك زيارات دائمة متبادلة، وتنسيق دائم، وتدعيم للعلاقات الثنائية، مع المتابعة الشخصية لتلك الملفات من جانب رئيسي الحكومتين بما يساهم في دعم التعاون الثنائي قدما.

الرابط المختصر