بقلم د. ماهر عشم رئيس شركة كومتريكس للتجارة الإلكترونية
مر الوطن الغالي بأحداث كثيرة الأسبوع الماضي من محاولات لإحياء مظاهر الفوضى وردود أفعال متباينة بعضها كان مؤثرًا في الصعيد الاقتصادي بانخفاض حاد لمؤشرات الأسهم بالبورصة المصرية وموجات بيع عنيفة من المستثمرين المحليين والأجانب وإن لم تدُم إلا أنها أثرت في القيمة السوقية للأسهم بالبورصة المصرية.
أما ردود الأفعال الأعلى صوتًا فتجلت في صفحات وسائل التواصل الاجتماعي من فيسبوك وتويتر ووسائل الإعلام المختلفة وتسابق الجميع في التعبير عن حب الوطن والانتماء وهذه المرة تكاتف المصريون على رأي واحد حتى أن نواب المعارضة في البرلمان المصري اجتمعوا على دعم الوطن ضد محاولات الفوضى التي لم يكن متوقعًا لها أبدًا أن تنجح. توجت تلك المظاهر بالتظاهرات أو الاحتفالات التي حدثت بالأمس دعمًا للاستقرار وتجديدًا للثقة في رئيسنا الذي يدير البلاد في مرحلة غاية في الدقة على كل الأصعدة.
نحن جميعًا نسعد كل مرة بالاحتفالات التي تتجلى فيها سبل التعبير عن الوطنية من أغانٍ وأعلام وشعارات على الأرض أو عبر قنوات الإعلام أو في وسائل التواصل الاجتماعي فهي معبرة عن الشعور بالانتماء وغلاوة الوطن خاصة بعد معاصرتنا لنتائج الفوضى بأوطان شقيقة مجاورة واستيعابنا للدرس جيدًا.
فكرت جيدًا في أفضل السبل والوسائل حتى يدوم التعبير عن حب الوطن ويترجم إلى واقع يساهم في رفعته ورخائه وعزته فوجدت مناحي كثيرة أجدى بنا أن نستثمر بها تلك الطاقة الإيجابية الجبارة أودّ أن أتناول في مقالي بعضًا منها وقد تبدو غير تقليدية أو تافهة للبعض لكني من أشد المقتنعين بجدواها.
اولا النظافة: لو كان الوطن غاليًا يجب علينا أن حافظ عليه فكل منا جرب اقتناء أشياء ثمينة أو غالية وبذل كل جهده في الحفاظ عليها لأصالتها أو لاعتزازه بها. وحفاظًا على الوطن وأن تجلي في الأيام السابقة في الوقوف للفوضى ورفضها إلا أنه يمكن أن يستمر طول العالم مكافحًا للفوضى الداخلية.
فشوارعنا على سبيل المثال غير نظيفة لسببين الأول هو عدم اهتمامنا بها وإلقاء المخلفات والثاني هو عدم قيام المسؤولين بواجبات النظافة بعملهم بانتظام وإتقان والنتيجة هي وطن غير نظيف وأجد تناقضًا غير مبرر بين حي الوطن الذي دفع الكثيرين للتعبير عنه بالهتافات وعدم رغبتهم في الحفاظ عليه نظيفًا جذابًا براقًا.
هذا ينطبق على القرية والمدينة والمناطق العشوائية والراقية فلا تخلو شوارعها من المخلفات التي لا تعبر عن تقديرنا لتراب الوطن الذي روته دماء الشهداء الأبطال فلنعلم أطفالنا النظافة ولنكون قدوة لهم لأنها سلوك يبرز أهمية الوطن عندنا.
ثانيًا الموارد: ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية من مياه وطاقة من أهم طرق التعبير عن الانتماء فالمياه غالية وأعداء الوطن يتربصون بمواردنا المائية وكم من مصدر للمياه معطل وكم من مرة نترك المياه مفتوحة دون استخدام وبذلك نشارك الأعداء عن إهمال دون قصد في إهدار مواردنا المائية.
وقد يتعجب البعض من كم المياه الممكن توفيرها لو غيرنا من سلوكياتنا. كذلك الطاقة وأن تكون صديقة للبيئة ومحافظة على الطاقة سواء في الإضاءة أو التبريد أو الوقود إلخ. ومن أهم الموارد أيضاً الأرض الزراعية والحفاظ عليها ذات أهمية قصوى فهي تنتج ما نأكل وما هو في غاية الأهمية للحفاظ على قيمة اقتصادنا وتعظيم إنتاجيته.
ثالثًا الإتقان: وثقافة الإتقان في العمل بغض النظر عن نوعه وسيلة أخرى للتعبير عن الحب فلو كنت تقوم بعمل ما من أجل شخص تحبه تبذل كل جهدك على أن يخرج ذلك العمل في أبهى وأحسن صورة ممكنة.
كانت لدينا تلك الثقافة وكنا نصدرها لدول شقيقة ومجاورة بواسطة المهن المصرية والعمالة التي ساهمت مع أبنائها في بناء تلك الدول أما الآن فاختفت مظاهرها عندنا فمثلًا يقوم المقاول برصف شارع دون توفير كمية مناسبة من خامات الرصف فيترك فجوة بين الشارع الذي قام برصفه والشارع المقابل له.
ثم يأتي دور المسؤول عن استلام تلك الطرق فيتغاضى عن العيوب وبالرغم من الأموال التي أنفقت إلا أن النتيجة لا تتحقق. هذا مثال بسيط وقس عليه خبرات كثيرة في التعامل مع ناس لا تتقن العمل عن قصد أو عن إهمال وليس عن جهل وأجد به أيضاً ما يعبر عن عدم الانتماء.
والعلم والمعرفة ركن مهم من أركان الإتقان ولا يضر في شيء أن يستعين خبير أو عالم بعالم آخر بدلًا من نتيجة تضر أكثر مما تنفع والأمانة أيضاً تؤدي للإتقان فكثير منا لا يعمل إلا في وجود مدير أو رقيب ولا يعبر ذلك عن لانتماء في شيء.
رابعًا الثقافة: فثقافة شعب هي نغم يعبر عن انتمائه لوطنه ويعبر عن هويته وكانت مصر في منتصف القرن الماضي ولفترة طويلة مقصداً مهمًّا لطالبي ومنتجي الأعمال الثقافية من شعر وأدب وفنون ومن مصر انطلق معظم المبدعين العرب.
تبدلت الأحوال وصغر دور مصر الثقافي وأهملنا في تعريف وتعليم الأجيال عن عظمة الوطن وهويته الحقيقية وخير دليل على ذلك هو إنتاجها الحالي من الأعمال المختلفة في مختلف مجالات الثقافة والأدب والسينما وهو خير ما يعبر عن ما تدهور إليه الوضع الثقافي في البلاد والذي يعتبر مسؤولية كل مثقف وفي أشد الاحتياج إلى جهد كل منهم.
النقاط كثيرة في ذهني والمساحة المتاحة لن تكفي تناولها كل منها ولكن قصدت بمقالي هذا ان ابرز طرق كثيرة نحن ووطننا الغالي قي أشد الاحتياج اليها للتعبير عن حبنا له وانتمائنا لترا به الثمين وهذا اضعف الايمان حتى أكون مؤثراً لا رناناً