العربية نت
للعام الثالث على التوالي، تصدرت مصر أهم الوجهات الاستثمارية على مستوى القارة الإفريقية، وفق تقرير حديث صدر أمس.
وقال بنك “الاستثمار الجنوب إفريقي”، وهو ثاني أكبر بنوك الاستثمار في قارة إفريقيا، في تقرير بعنوان “أين نستثمر في إفريقيا للعام القادم 2020″، إنه وضع مصر في المرتبة الأولى كأكثر الوجهات جذباً للاستثمار في إفريقيا للعام الثالث على التوالي، في حين تراجعت جنوب إفريقيا من المركز الثاني في العامين الماضيين إلى المركز الثالث هذا العام لتحل محلها المغرب خلال العام الجاري.
وتربعت مصر على قمة الدول الإفريقية الجاذبة للاستثمار، نظراً إلى تحسن بيئة الأعمال من خلال الإجراءات والبرامج الحكومية التي أدت إلى تعزيز النمو الاقتصادي، ما ساعد على بروز موقع مصر على خريطة الاستثمار العالمية، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط.
ويركز تقرير البنك، على 6 قطاعات أساسية لتقييم الوجهات الأكثر جذباً للاستثمار، وهي الموارد الطبيعية خاصة التعدينية، البيع بالتجزئة، التمويل، قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الصناعة، التشييد والبناء، والتي يراها التقرير مهمة لإطلاق إمكانات النمو في القارة الإفريقية، ويرى واضعو التقرير أن تلك القطاعات هي مفتاح النمو الشامل في جميع أنحاء القارة.
ووفق مكتب التمثيل التجاري المصري في بريتوريا، فإن واضعي التقرير يرون أن الخدمات المالية تلعب دورًا حاسمًا في تأمين مستقبل إفريقيا، وأنه بدون التمويل المستدام والائتمان التجاري يظل تطوير المشاريع في مجالات رئيسية مثل مشروعات البنية التحتية والرعاية الصحية والطاقة مفهوما نظرياً بدلاً من كونه واقعاً.
وأشار التقرير إلى أن غينيا وموزمبيق وجيبوتي سجلت أكبر المكاسب في التصنيف مع تقدم ملحوظ في بيئات العمل الخاصة بها، معتبرا جنوب إفريقيا وإثيوبيا وتنزانيا من بين الدول الأكثر تراجعاً.
ولفت إلى أن التدهور في معيار سهولة ممارسة الأعمال التجارية أسهم في ضعف الأداء النسبي لها، إضافة إلى معاناة جنوب إفريقيا من تدني معدلات النمو منذ فترة.
وكانت وكالة “بلومبيرج”، قد ذكرت في شهر يوليو الماضي، أن مصر تمكنت من الابتعاد عن النمو الاقتصادي “الهزيل” الذي تشهده الدول الأخرى المماثلة لها بالقارة الإفريقية، ما يعطيها ميزة واضحة فيما يتعلق بتداول الأسهم.
وقد تراجع الناتج المحلي الإجمالي لجنوب إفريقيا بأكبر نسبة خلال عشر سنوات في الربع الأول من عام 2019، كما انخفض مؤشرها الرئيسي بنسبة 1.4% منذ شهر أبريل، فيما تكافح نيجيريا للتعافي من الانهيار الذي لحق بأسعار النفط قبل خمس سنوات.
ويشير التقرير إلى أنه، وباستثناء جنوب إفريقيا، تتداول الأسهم الإفريقية بمكرر ربحية مستقبلي بنسبة 9 مرات فقط على أساس تقديرات الأشهر الـ 12 التالية، أي أقل بكثير عن متوسط مكرر الربحية في الأسواق الناشئة والمبتدئة والبالغ 12 مرة. وعلى النقيض من ذلك، ارتفع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية 4.6% منذ بداية العام.
وتعد مصر هي السوق الأفضل في سوق إصدارات الدين المزدهرة بإفريقيا، خاصة أن السندات بالجنيه المصري التي تتمتع بسعر عائد قدره 16%، حققت نموا في قيمتها بنسبة 8% خلال تلك الفترة، لتزيد من مكاسبها خلال هذا العام إلى نحو 25%.