فاروق يوسف
حدد مجموعة من الخبراء ورؤساء شركات الاتصالات العاملة في السوق المصري، الآليات والركائز الأساسية لتوصيل الألياف البصرية إلى المنازل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جاء على رأسها توفير البنية التحتية لهذه العملية، والتي تتطلب بيئة تشريعية تنظيمية كونها تتعلق أكثر بالجانب البيئي أكثر من الجانب التجاري، كما أنها في حاجة إلى تكنولوجيا متطورة تتناسب وطبيعة عمل هذه المشاريع.
جاء ذلك خلال مؤتمر مجلس توصيل الألياف البصرية إلى المنازل بمنطقتى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا FTTH Council MENA، في دورته الحادية عشر هذا العام في القاهرة، اليوم بمشاركة 12 شركة ، تعمل في مجال صناعة FTTH وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
في البداية قال هارتويج كولينا، من المجلس النمساوي للاتصالات ان تقنية الألياف الضوئية ليست فقط بنية تحتية ولكنها أساس لتطوير المجتمع، فهي تنتشر بشكل كبير في كافة القرى والمناطق الريفية بالنمسا والتي يزيد عدد سكانها عن 5 الاف نسمة، مشيراً إلى أن المجلس يسعى إلى توسيع انتشار الألياف الضوئية لتخدم ظهور الـ 5G.
وأضاف خلال كلمته بالمؤتمر، أن تقنية الجيل الخامس لازالت جديدة وغير منتشرة، وجاري العمل خلال الفترة القادمة على تبني الـ 5G خاصة وأن الكثير من العملاء سعداء بالجيل الرابع، ومن المتوقع أن يكون هناك توجه للجيل الخامس خلال عامين.
وأوضح أن تكلفة إنشاء المرحلة الأولى لشبكة الألياف الضوئية بلغت 100 مليون يورو لـ 4 آلاف منزل، مشيراً إلى أن الحكومة تسعى إلى إشراك القطاع الخاص لتوسيع الاستثمار في الألياف الضوئية، مشيراً إلى أن الحكومة في النمسا تساهم بحصة 25% من أسهم شركات الألياف الضوئية.
ولفت إلى أن نموذج شبكات الألياف الضوئية بدأ في النمسا منذ أكثر من 40 عاماً، مؤكدًا على أن المشغلين يبيعون الخدمة بقيمة واحد يورو للمستهلكين.
من جانبه دعا ألكسندر فرومنت كورتيل الرئيس التنفيذى لشركة فودافون مصر، إلى ضرورة إشراك القطاع الخاص والكيانات الخارجية في مساعدة الدولة على تعزيز العمل على تقنية الـ 5G ، مؤكدًا على أن هناك تعاون كبير في تطوير البنية التحتية الخاصة بالألياف الضوئية للمشغلين فيما يتعلق بالقدرات وإتاحتها لمختلف المستهلكين.
ولفت إلى أن الحكومة عليها أن تقود تلك المبادرات نظرًا لكونها مسئولية قومية لا تتعلق فقط بالنواحي التجارية موضحًا ان تطبيق نموذج المشاركة من شأنه ان يحقق المعاجلة بتحقيق ايرادات تجارية مناسبة وفي الوقت نفسه توطين التكنولوجيا بصورة أسرع.
وتعرض إلى واحد من النماذج الناجحة في سنغافورة هو تدشين صندوق استثمار مشترك بين كافة المشغلين لتدشين بنية تحتية مشتركة على المستوى القومي مما يسهل عملية نشر البنية المعلوماتية بشكل أسهل وأسرع.
وأوضح فرومنت، أن نسبة المصريين المستخدمين لتقنية الجيل الرابع لا تتخطى 25% فقط من إجمالي المستخدمين، مشيرًا إلى أن مصر فرصتها ضئيلة في تبني تقنية الجيل الخامس خلال الفترة الحالية.
وقال الكسدر أن شركة فودافون مصر تعمل بشكل سنوي على ابتكار تطوير جديد في تقنية الجيل الرابع، وأيضًا تسعى إلى زيادة سرعة الإنترنت كل عام لتصل إلى جميع قرى ونجوع مصر.
أما سعيد المندهاري ممثل برنامج البرودباند في الحكومة العمانية إن البنية التحتية من الفايبر هي العمود الأساسي لخدمات الجيل الخامس ويجب إحلال البنية التحتية الحالية واستبدالها بكابلات الفايبر ومشاركتها بين المشغلين العاملين داخل الدولة الواحدة مشيرًا إلى أنها الجزء الأغلى في الشبكة والأكثر حاجة للاستثمارات.
أضاف خلال الجلسة الأولى لمؤتمر FTTH أن عمان تعتمد على نموذج البنية التحتية المفتوحة ومشاركة على كل المستويات من البنية الأساسية سواء من الكابلات أو حتى مشاركة الأبراج ومراكز البيانات والخدمات السحابية، موضحًا أن ذلك الرهان الاول على نشر الخدمات الجديدة مثل المدن الذكية بصورة أكثر سرعة وانتشاراً.
من جانبه قال محمد شمروخ، نائب الرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات، أن شركته تعتبر ركيزة أساسية لتوفير خدمات البنية الأساسية ونشر الألياف الضوئية منذ عام 2012، ونجحت الشركة في زيادة عدد المناطق التي يتم توفير الألياف الضوئية لها.
وأضاف خلال كلمته أن المصرية للاتصالات استثمرت ما يزيد عن 3 مليار دولار منذ 2015 لتطوير البنية التحتية وزيادة السعات الدولية للانترنت.
ولفت إلى أن هناك العديد من الأولويات التي تركز عليها المصرية للاتصالات في خطتها لتطوير البنية التحتية متطرقًا إلى خطتها لتوصيل 2 مليون منزل بالألياف الضوئية بحلول 2020 .
وأشار إلى أن الشركة لديها خطة طموحة لزيادة المناطق المغطاة خلال العامين المقبلين، ولكن تظل الموافقات الرسمية من الهيئات والسلطات هو التحدي الأبرز أمام تعزيز هذه الخطة بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة التنفيذ نتيجة ارتفاع تكلفة المواد المستخدمة، لافتا إلى أن الشركة لديها حلول تكاملية وتسعى لتقديم خدمة أفضل بأسعار أفضل.
وأوضح أن هناك بعض المناطق في مصر لم يتم تمثيل الشركة المصرية للاتصالات بها ولذا يجب تسهيل الوصول لكل المجمعات السكنية، كما أن الشركة ليس لديها حواجز للتعامل مع أي بنية تحتية ومستعدة للتعاون مع كافة الأطراف، مشيرا إلى أن الشركة لديها حلول تتناسب مع طبيعة الشرائح المختلفة بالسوق المصرية.