نظمت هيئة تنمية الصادرات منتدى التعاون الاقتصادي المصري الصيني مع وفد مقاطعة هونان الصينية الذي يضم 27 شركة من كبريات الشركات الصينية في المقاطعة والتي شاركت في المعرض الصيني الأفريقي الأول المنعقد بمدينة هونان خلال الفترة من 27-29 من شهر يونيه الماضي.
وقد تضمن برنامج عمل المنتدى عقد لقاءات ثنائية بين الشركات الصينية والشركات المصرية التي شاركت بالمعرض الصيني الأفريقي، بالإضافة إلى إقامة معرض مشترك للمنتجات الصينية والمصرية يحتوي على المنتجات التي يرغب الجانبين في تصديرها.
وأكد الدكتور عبد العزيز الشريف، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية الصادرات أن العلاقات المصرية الصينية تشهد زخماً سياسياً واقتصادياً كبيراً وتوافق في الرؤى بين القيادة السياسية في كلا البلدين وهو ما ساهم في ارتقاء العلاقات الثنائية بين البلدين الى مستوى الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تعبر عن توافق الطموحات والمصالح الاقتصادية على المستويين الثنائي والإقليمي والدولي.
وأوضح الشريف أن هذا التوافق أثمر عن توقيع العديد من الاتفاقيات في مجالات التجارة والصناعة وغيرها ليبلغ إجمالي الاتفاقيات الموقعة بين البلدين حوالى 58 اتفاقية وبروتوكول، الأمر الذي شجع مجتمع الأعمال في كلا البلدين على تحقيق مزيد من التواصل لا سيما مع اهتمام القيادة الصينية بدعوة مصر للمشاركة في مختلف القمم التي تعقد في الصين مثل قمة مجموعة العشرين، وقمة البريكس، ومنتدى التعاون الصيني الأفريقي وكذا مبادرة الحزام والطريق.
ولفت إلى حرص الحكومة المصرية على امتداد التعاون المصري الصيني المشترك إلى القارة الأفريقية من خلال خلق شراكات صناعية ونقل الخبرات الصينية لأبناء القارة الأفريقية خاصةً في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي فضلاً عن تعاظم أهمية أفريقيا في خريطة المصالح الصينية الدولية.
وأضاف ان الصين تحتل المرتبة 21 بين الدول المستثمرة في مصر بإجمالي استثمارات تبلغ 7.2 مليار دولار من خلال 1320 شركة صينية عاملة في مصر، كما يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 13 مليار و855 مليون دولار منها 12 مليار صادرات صينية عام 2018.
وأشار إلى أن هناك فرصاً واعدة امام الشركات الصينية المستثمرة في مصر لتحقيق عوائد كبيرة من خلال الانتاج والتصدير من مصر للأسواق الخارجية في ضوء توافر العمالة الماهرة والرخيصة والموارد الاقتصادية وبيئة الأعمال المشجعة في مصر وتحقيق أقصى استفادة من الاتفاقات الموقعة مع التكتلات الاقتصادية الإقليمية والدولية والتي تتيح سوقا كبيرا قوامه نحو 1.8 مليار نسمة.
ونوه الشريف أن مصر تثمن التجربة الاقتصادية الناجحة لمقاطعة هونان الصينية والتي بلغ حجم تجارتها الخارجية ما يزيد على 45 مليار دولار عام 2018 أسهمت الشركات الخاصة فيها بحوالي 68% من خلال 4630 شركة تعمل في مجالات الصناعات الميكانيكية والكهربية والصناعات عالية التقنية وهي قطاعات تسعى مصر لجذب كبريات الشركات العالمية العاملة فيها للاستثمار في محور قناة السويس.
ومن جانبه أوضح لياو لى تشانج السفير الصيني بالقاهرة ان العلاقات المصرية الصينية استراتيجية وتاريخية وان العلاقات الدبلوماسية بدأت منذ 63 عام حيث كانت مصر أول دولة إفريقية وعربية تقيم علاقات اقتصادية ودبلوماسية مع الصين، مشيراً إلى أن التعاون المصري الصيني قطع شوطاً طويلا بدءًا من منتدى التعاون الصيني الأفريقي ومنتدى التعاون الصيني العربي واعتبار مصر شريك استراتيجي لمصر على سنوات حيث بلغ حجم التجارة بين البلدين 13.8 مليار بزيادة سنوية 27% لتصل الى اعلى معدلاتها في تاريخ العلاقات التجارية بين البلدين.
وأضاف السفير أن الصين فتحت الباب أمام المنتجات المصرية الزراعية للنفاذ الى السوق الصيني على رأسها البرتقال والعنب، مشيراً إلى أن مصر تعد شريك استراتيجي بالنسبة للصين في القارة الإفريقية حيث أقامت الصين في مصر العديد من الاستثمارات وانشاء العديد من المشروعات القومية في الكهرباء والطاقة والعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العاشر من رمضان وغيرها.
وأشاد شيانج بينج رئيس الوفد الصيني وممثل وزارة التجارة والصناعة بمقاطعة هونان الصينية بمستوى مشاركة مصر كضيف شرف في المعرض الاقتصادي الأفريقي الصيني الأول، مشيراً إلى أنه في ضوء توجه بلاده نحو الاستثمار في إفريقيا سيتم وضع سياسات خاصة بالمقاطعة لتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية في الفترة المقبلة وفي مقدمتها مصر، خاصةً وأن المقاطعة تعاونت مع مصر في إنتاج أول محطة لتوليد الطاقة الشمسية بمصر.
هذا وأشاد مصطفى إبراهيم، نائب رئيس جمعية رجال الأعمال ورئيس لجنة العلاقات المصرية الصينية بالعلاقات المصرية الصينية التي تطورت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، لافتاً إلى أن هناك مجالات عمل كثيرة تسعى الجمعية الى تطويرها في إطار التعاون الصناعي والاستثماري مع الصين.
وأضاف أن الجمعية تضم أكثر من 500 رجل أعمال في مجال السياحة والصناعة والتجارة والطاقة والتعدين حيث تتمتع الجمعية بعلاقات قوية مع الجانب الصيني.