أسئلة وأجوبة عن قيمة وموعد وجاذبية طرح أرامكو

محمد عبد الله

أعطى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الضوء الأخضر لبدء طرح شركة النفط العملاقة أرامكو في بورصة بلاده، بعد تأجيل دام عدة سنوات، وذلك في أغلى عملية اكتتاب من نوعها في العالم.

E-Bank

وأعلنت أرامكو خطتها للطرح في الثالث من نوفمبر الجاري، بينما سيتم الطرح فعليًا في ديسمبر المقبل.

ووفق أي سعر للطرح فستظل قيمة أرامكو أكثر بما لا يقل عن 50% من أعلى شركتين من حيث القيمة التداولية على مستوى العالم، وهما: مايكروسوفت وآبل، اللتان يبلغ رأسمال السوقي لهما نحو تريليون دولار، أما أرامكو فالهدف من طرحها هو الوصول إلى تريليوني دولار، أو تريليون ونصف دولار كحد أدنى، توقعه العاملون في الشركة نفسها. 

ووفق هذا التوقع، قالت شبكة بلومبيرج الأمريكية، إن أرامكو تحقق أرباحا أكبر من أي شركة أخرى في العالم، ولكن هل هي الأرباح الأكثر قيمة؟.

إجابة السؤال، يمكن أن تأتي في ديسمبر، عندما تنفذ أرامكو أكبر طرح عام أولي في التاريخ، بعدما أكدت الشركة في 3 نوفمبر الجاري عزمها إدراج أسهمها في البورصة السعودية.

ويعد الاكتتاب الذي طال انتظاره جزءًا من رؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الكبرى لإعادة تشكيل اقتصاد المملكة. لكن عملية بيع الأسهم لن تكون عادية، وفقًا للنقاط التالية:

1- ما هي قيمة أسهم أرامكو؟

تأجل اكتتاب أرامكو عن الإطلاق المتوقع لشهر أكتوبر الماضي بعد ظهور شكوك حول التقييم الذي وضعه الأمير محمد بن سلمان بتريليوني دولار، حتى تم الإعلان رسميًا عن خطة الطرح قبل أيام.

وسبب الشكوك كان لما سبق وأن صرح به ولي العهد في عام 2016 عندما أعلن عن خطة الطرح لأول مرة وقدم تقديرًا كبيرًا لقيمة الأسهم، يجعل أرامكو ضعف حجم شركة أبل ومايكروسوفت مجتمعتان بالإضافة إلى شركات أخرى.

ولذا، فهي بلا جدال أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، إلا أن بعض محللي الأسهم قالوا إن القيمة الأقرب هي 1.5 تريليون دولار، أما تقدير بلومبيرج فيقول بـ1.1 تريليون دولار.

ووفق مصادر مطلعة – لم تعلن عن نفسها أو موقعها- تحدثت لبلومبيرج، فإن المملكة مستعدة الآن لقبول تقييم يتراوح مابين 1.6 تريليون دولار إلى 1.8 تريليون دولار.

2- هل سيكون الطرح قياسيًا؟

كانت الخطة الأصلية في الطرح هي ببيع 5٪ من الشركة في الأسواق الدولية والمحلية، وكان من شأن هذا أن يقدم طرح عام أولي يتراوح بين 50 و100 مليار دولار، وهو ما يفوق بكثير الرقم القياسي العالمي البالغ 25 مليار دولار الذي جمعته مجموعة علي بابا القابضة المحدودة في نيويورك في عام 2014.

ووفق مصادر لبلومبيرج، جرى تخفيض قيم الاقتراح، ليدور حول خطط بيع 2٪ فقط في البورصة المحلية في الرياض، يليه طرح آخر في وقت لاحق.

ومع ذلك، فإن بيع حصة تبلغ 2٪ فقط لا يزال يمثل رقما قياسيا إذا وصلت قيمته إلى 2 تريليون دولار.

وقال ياسر الرميان ، رئيس مجلس إدارة الشركة، في مؤتمر صحفي عقد في الثالث من نوفمبر الجاري، إن تقييم أرامكو سيتحدد خلال الحملة الترويجية للمستثمرين وبناء على ماستقوله الدفاتر.

3- ما هي النقطة الفاصلة في هذا الاكتتاب؟

يتوقع أن يجذب الطرح الكثير من المستثمرين حول العالم، وهناك تشجيع للعائلات الثرية في المملكة على المشاركة. وتحاول السعودية أيضًا إقناع صناديق الثروة السيادية بالانضمام إلى العملية المرتقبة.

ومحليًا، سيكون في وسع كل مستثمر سعودي الحصول على سهم واحد لكل 10 إذا احتفظ بها لمدة 180 يومًا من تاريخ الإدراج في البورصة المحلية.

4- لماذا سيقتصر الأمر في البادئ على البيع محليًا وليس في نيويورك؟

لا يوجد مانع من طرح الأسهم في الخارج، إلا أن الخطر من الطرح في نيويورك يتعلق بمخاوف سياسية ترتبط بأي ضرر قد يترتب على فرض عقوبات. ومن مزايا طرح الأسهم في البورصة السعودية تحقيق هدف الحكومة بأن يسمح الإدراج بمساعدة البورصة على أن تصبح بوابة للاستثمار الأجنبي في المملكة.

5- ماذا عن وقت الطرح ؟

تضخ أرامكو حوالي 10٪ من النفط العالمي، لكن أسعار النفط الخام انخفضت بنسبة 16٪ خلال السنة الماضية، وتشير توقعات النمو العالمي إلى أنها قد تنخفض أكثر.

كما أدى هجوم جوي على منشأتي أبقيق وهجرة خريص شرقي السعودية منتصف سبتمبر الماضي، إلى تعطيل الإنتاج لفترة قصيرة، وتوقف نصف الطاقة الإنتاجية للشركة، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية المتزايدة في المنطقة، وهي كلها أمور حثت السعودية على أن يكون خلال هذه الفترة، للهروب من مسألة استمرار انخفاض أسعار النفط، رغم إن هذا ليس بالأكيد، فقد ترتفع الأسعار.

6- ما مدى جاذبية الاكتتاب العام؟

تعيد السلطات السعودية تشكيل الموارد المالية؛ طمعًا في نسب ربح أعلى؛ ولهذا تعد عملية الاكتتاب ذات جاذبية إذا علم حاملو الأسهم أن التوزيع سيبدأ عام 2020، بإجمالي 75 مليار دولار على خمس سنوات إلى 2024، بأكبر من الأرقام المتداولة والتي تدفعها شركات النفط الكبرى الأخرى بالعالم.

وتدرس أرامكو الآن زيادة الأرباح إلى 80 مليار دولار لتعزيز الطلب.

7. هل سيشتري المستثمرون الأجانب؟

وفق ما ذكرته مصادر، فقد تم تسويق الاتفاق على نطاق واسع للمستثمرين الدوليين، مثل ماليزيا بتروليوم ناسونال، ومجموعة سينوبك الصينية وشركة الصين الوطنية للبترول، هذا علاوة على مستثمرين آخرين من العالم.

الرابط المختصر