المدير الإقليمي لشركة روساتوم الشرق الأوسط: المستقبل في إفريقيا للطاقة النووية

ألكسندر فورونكوف: بلدان القارة تبدأ من الصفر في إنشاء المحطات وهنا تكمن الفرص الاستثمارية

محمود علي

قال ألكسندر فورونكوف، المدير الإقليمي لشركة روساتوم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن الاتجاه العالمي هو تطور الاعتماد على الطاقة النووية، ووفقًا للرابطة النووية العالمية WNA، نما توليد الطاقة النووية بنسبة 61 طنًّا في العام الماضي، ليصل إلى 2563 تيراواط.

E-Bank

وأضاف فورونكوف في تصريحاته لجريدة «حابي» أن واحدة من الاحتياجات الرئيسية للقارة الإفريقية هو كمية كافية من الكهرباء، مع حقيقة أن إنتاج الكهرباء في محطات الطاقة النووية أرخص من الإنتاج الكهربائي باستخدام مصادر أخرى، وهو أمر مفيد لاقتصاديات الدول الإفريقية، كما أن الطاقة النووية في تلك الدول هي أيضًا منصة تكنولوجية تحفز التطور التكنولوجي الذي تحتاجه.

وحول أبرز المشاكل التي تواجهها الشركة في إفريقيا كشف فوررنكوف أن أبرز ما نواجه في القارة الإفريقية أن معظم البلدان جديدة على الطاقة النووية والتكنولوجيا التابعة لها، ويتم تشغيل محطة طاقة نووية واحدة فقط و7 مفاعلات أبحاث في القارة، هذا يعني أن العديد من شركائنا يبدأون حرفيًّا من الصفر.

وأشار فورنكوف إلى أن الشركات في إفريقيا تدفع مبالغ كبيرة من أجل التوصيل الكهربائي أو من خلال التعريفات المرتفعة، والمستشفيات والمدارس تعمل في الغالب على مولدات الديزل، وهذا يحدث لنصف سكان القارة تقريبًا، كما ينمو عدد السكان بسرعة بنحو 3% سنويًّا.

تابعنا على | Linkedin | instagram

وتابع أن العديد من البلدان الإفريقية تعتمد على برامج تنمية واسعة النطاق لمختلف قطاعات الاقتصاد من أجل تحفيز العمالة وتحفيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية. ويتطلب تنفيذها مصدرًا وبأسعار معقولة للطاقة الكهربائية، وإدخال تكنولوجيات مبتكرة في الصناعات التقليدية مثل الزراعة والتعدين والرعاية الصحية وغيرها، وهو ما توفره التكنولوجيا النووية للدول الإفريقية.

وأشار المدير الإقليمي إلى أنه بالإضافة إلى حقيقة أن إنتاج الكهرباء في محطات الطاقة النووية أرخص من الإنتاج باستخدام مصادر أخرى، وهو أمر مفيد للاقتصاد، الطاقة النووية هي أيضًا منصة تكنولوجية تحفز التطور التكنولوجي الذي تحتاجه البلدان الإفريقية. ويتزايد الطلب على الطاقة النووية في إفريقيا.

وقال إن هناك نموًّا في صناعة الطاقة النووية بمنطقة الشرق الأوسط ودول إفريقيا وإن شركته تقوم بتنفيذ حلول للطاقة منخفضة الكربون، قائلًا: «نحن بالتأكيد راضون عن نمو صناعة الطاقة النووية في المنطقة بشكل مطرد، وأعتقد أن الفائدة الرئيسية التي نستفيد منها جميعًا، ليس فقط شركتنا، ولكن أيضًا شركاء في المنطقة والمجتمع العالمي، لهذا فالحل هو تلبية الطلب للحصول على طاقة نظيفة وموثوقة بسعر في المتناول.

وأوضح المدير الإقليمي لشركة روساتوم الشرق الأوسط أن العديد من الدول في جميع أنحاء العالم اعتمدت على الطاقة النووية كإحدى الأدوات لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، ويعد تغير المناخ هو السبب الرئيسي للزيادة الهائلة في الاهتمام بالطاقة النووية في جميع أنحاء العالم وفي المنطقة بشكل خاص، مشيرًا إلى أنه وفقًا لبرنامج الوئام العالمي لتطوير الطاقة التابع للرابطة النووية، من أجل تحقيق أهداف المناخ العالمي، بحلول عام 2050، يجب أن يمثل التوليد النووي 25 % من إنتاج الطاقة. وهذا يعني أنه في الثلاثين عامًا القادمة، ستحتاج دول العالم إلى بناء 1000 جيجاوات إضافية من الطاقة النووية. لا يمكن لبلد تحقيق هذا الهدف بمفرده، لذلك من المهم للغاية توحيد الجهود.

وقال إن الطاقة النووية ليست فقط مصدرًا للطاقة النظيفة لعقود قادمة، فمن المهم بنفس القدر أنها تحمل حافزًا اجتماعيًّا اقتصاديًّا قويًّا لتنمية البلد، وأن هذا أكبر مشروع للبنية التحتية، وخلق حافز لتطوير التعليم والعلوم، وكذلك عدد من الصناعات ذات الصلة ونمو العمالة.

ووفقًا لتقديرات عدة تقارير، فإن وظيفة واحدة في بناء محطات الطاقة النووية تخلق أكثر من 10 وظائف في الصناعات ذات الصلة، وتشكل الطاقة النووية بنية تحتية كاملة وتتيح فرصًا لاستخدام التقنيات النووية في مجالات أخرى لا تتعلق بإنتاج الطاقة على وجه الخصوص، يشمل هذا الطب النووي، واستخدام مفاعلات الأبحاث للبحث العلمي، واستخدام تقنيات الإشعاع في الزراعة، وعلوم المواد وغيرها من المجالات. وفرص جديدة لتحسين نوعية الحياة البشرية. وبهذا المعنى، فإن الفوائد التي تعود على البلدان ضخمة حقًّا.

الرابط المختصر