فاروق يوسف
أكد المشاركون في الجلسة الافتتاحية لمعرض القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات Cairo ICT 2019، أن التحول الرقمي أصبح أحد الفرص الواعدة لتنمية المجتمعات الإفريقية.
وتطرقت الجلسة، التي عقدت تحت عنوان «التحول الرقمي في إفريقيا»، وأدارها الإعلامي أسامة كمال، الرئيس التنفيذي لشركة تريد فيرز المنظمة للمعرض، إلى المحاور الرئيسية للاستثمار في مجالات التحول الرقمي داخل القارة السمراء وكيف يمكن النهوض بالشعوب الإفريقية من خلال هذا التحول.
وتستمر فعاليات معرض القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خلال الفترة من 1 حتى 4 ديسمبر، بمركز مصر للمعارض الدولية، تحت شعار “The Digital Experience”.
وفي بداية الجلسة، قال حمدين توريه، الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، إن مصر حجر الزاوية لقطاع الاتصالات الإفريقي مع سوق يمثل نحو 1.2 مليار مستهلك.
وأضاف توريه أن هناك نحو 3 مليارات فرصة للاستثمار في سوق البنية التحتية في إفريقيا، وأن القطاع محظوظ بوصول الرؤساء الأفارقة إلى بنود التجارة الحرة، لافتا إلى أن قطاع الاتصالات سيمكن العالم الإفريقي من التواصل عبر تلك السموات المفتوحة.
وأكد الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات أن قيادات إفريقيا، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يرأس الاتحاد الإفريقي، سيمنح الفرصة للعديد من القيادة الشابة، وفتح المزيد من الفرص الاستثمارية عبر الاستثمار في الشباب منذ الطفولة من خلال تكنولوجيا المعلومات في السنوات المقبلة.
وقال لاسينا كونيه، مدير عام مؤسسة سمارتك إفريقيا، إن هناك فرصة جيدة جدًا للوصول إلى إفريقيا الذكية، وأن سمارت إفريقيا منظمة دولية هدفها تحويل القارة إلى سوق موحدة رقمية وهو تحد كبير، خاصة مع وجود مليار و200 مليون نسمة، منهم 80% شباب.
وتابع: “وهو الأمر الذي يمنح العديد من الفرص والتحديات في نفس الوقت”، لافتا إلى إمكانية تحويل تلك التحديات إلى فرص عبر تعليم الشباب التكنولوجيا واللحاق بالثورة الصناعة الرابعة، مشددًا على ضرورة التوعية بأهمية التكنولوجيا في تطور الدول وتقدمها.
وأكد كونيه أهمية وجود قواعد البيانات القوية لمستخدمي القارة الإفريقية عبر وجود مراكز «الداتا سنتر» للكبيرة في سبيل التحول لسوق رقمية موحدة، مشيرًا إلى انتشار الذكاء الاصطناعي حول العالم، ضاربًا المثل بشباب رواندا، الذين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي في جميع مناحي الحياة.
من جانبه، قال محمد أمين، نائب رئيس شركة دل للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن السوق الأفريقية لها خصوصية كبيرة تجاه السوق العالمي الرقمي، مشيرًا إلى أنها المرة الأولى منذ فترة طويلة يتم التحدث عن التحول الرقمي، وهو أمر يشير إلى أننا نسير على الطريق السليم للمستقبل.
ولفت إلى أن وجود نحو 1.2 مليار مستخدم في السوق الإفريقية يمنح الشركات فرصة عظيمة للتحول الرقمي، مع الأخذ في الاعتبار من بعض المخاوف، التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار.
من جهته، قال عادل حامد، العضو المنتدب للشركة المصرية للاتصالات، إن استراتيجيتها تقوم على محورين هما تحويل مصر لنقطة تجميع البيانات المحلية والعالمية اعتمادًا على الكابلات البحرية، والثانية هي أن ريادتها لتشغيل خدمات اتصالات وتكنولوجيا باعتبارها أول مشغل اتصالات متكامل في مصر.
وأضاف حامد أن المصرية للاتصالات تبنت مفهوم الهرم الرقمي، التي ترتكز قاعدته على تقديم خدمات البنية التحتية بأحدث الحلول فيما تعتلي قمته الخدمات الرقمية الحديثة التي تطور حياة المواطن بما يمكنه من مواكبة التقدم التكنولوجي المعاصر.
وتابع حامد أن الهرم الرقمي يتضمن تعزيز القدرات في مجال الشبكات ومراكز البيانات والتطبيقات الجديدة والحوسبة السحابية، مشيرا إلى أن الشركة تضخ استثمارات بصفة مستمرة فى تدعيم البنية التحتية المعلوماتية وشبكات الاتصالات، كما تستهدف طرح خدمات لدعم التحوّل الرقمي من خلال الحلول المبتكرة في مجالات المحتوى الرقمي والصحة والتعليم والتكنولوجيا المالية.
ولفت حامد إلى أن الشركة المصرية للاتصالات حصلت على ترخيص IPTV وتدخل فى مناقشات الفترة الحالية لتقديم الخدمات الرقمية التليفزيونية كما طرحت مؤخرًا خدمة المحفظة المالية الرقمية we pay.
وشدد على أن السوق المحلية مليئة بالفرص الاستثمارية الواعدة ما يتطلب ضخ استثمارات بصفة مستمرة لتحديث وتطوير الشبكة والخدمات، وأن المصرية للاتصالات مكلفة بتنفيذ دور محوري لتطوير قطاع الاتصالات بجانب دعم عملية رقمنة أجهزة وخدمات الدولة المصرية من خلال عدة مراحل.
وقال العضو المنتدب للشركة المصرية للاتصالات إن الخدمات التي تقدمها الشركة تعزز استفادة عناصر المجتمع من مشروع التحول الرقمي، والتي ترتكز على ثلاث محاور هي المواطن والعائلة والمؤسسة.
وأضاف أن الشركة تستهدف من مشاركتها في معرض ومؤتمر «كايرو آي سي تي 2019» تعريف العملاء بخدماتها بداية من شبكة البنية التحتية ومراكز الاتصالات والتطبيقات الجديدة.
من جانبه، أكد كريس جيبسون، رئيس منظمة فيرست للأمن السيبراني، تواجد المنظمة في 16 فرعا حول العالم، مشيرا إلى أنه في الماضي لم يكن الإنترنت منتشرًا بالقدر الكافي، الذي يسمح بالتطوير أما الآن تغير الوضع تمامًا، وأصبح الإنترنت يستخدم في كل مكان وفي معظم القطاعات، مما يستلزم أهميه توافر جميع عناصر التأمين اللازمة لاستمرار الاستخدام الآمن للإنترنت.
وتابع: “فمعظم المعتمدين على خدمات الإنترنت في أعمالهم أو في مناحي حياتهم إن لم يشعروا أن هناك آليات آمنة للاستخدام فلن يستخدموه”.
وأضاف جيبسون أن الذكاء الاصطناعي منبعا لطموحات عريضة على جميع الأصعدة، والتي ستظهر بشكل ملموس في القريب العاجل؛ لذلك نجد كل من يعمل في مجال الأمن السيبراني يتحدث عن التطور الرهيب، الذي يصاحب أنظمة الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات.
وتابع: “وفي المقابل هناك أشرار يستخدمون نفس هذه السبل للهجوم، واختراق المنظومات وهذا لايزال مقلق بالنسبة لجميع وذلك بسبب التطور المستمر، الذي يلجأ إليه القراصنة”.
وأشار رئيس منظمة فيرست للأمن السيبراني إلى أن الحكومات الإفريقية لديها من الخطط والأفكار والاستراتيجيات الطموحة جدًا، والتي تعتمد على التكنولوجيات المتطورة فمثلا أوغندا لديها استراتيجية 2030، والتي تتحدث خلالها عن التطوير في القطاعات الحيوية كالصحة والتعليم والمدن الذكية، وفي مصر لديها أيضا استراتيجية طموحة للتحول الرقمي كل هذه أمور إيجابية جدًا تحتاج فقط إلى تنظيمها ليكون التأثير كبير وواضح على القارة السمراء.
وكشفت جُلستان رضوان، مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لشئون الذكاء الاصطناعي، أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة كبيرة لإفريقيا للتطور التكنولوجي ومواكبة التحول التقني العالم، مشددة على ضرورة استغلالها على عدة أصعدة مختلفة بهدف تقليص الفجوة الرقمية بين أفريقيا باعتبارها منطقة نامية والعالم المتقدم من حولها.
وأكدت رضوان أن إفريقيا تحتاج لأن يكون لها صوت موحد ومسموع على مستوى العالم في مجالات حماية البيانات وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي وبناء القدرات البشرية، منوهة إلى أن متطلبات الدول تختلف وتتباين من دولة لأخرى حسب مجموعة من المؤشرات والمعايير.
وضربت رضوان مثالا بجانب الأمية، التي تحاول الدول الأفريقية القضاء عليها بنسب مختلفة حسب كل دولة، مشيرة إلى أن هناك ثغرات في أنظمة الدول الأفريقية تعمل كل دولة على سدها على حسب حاجتها.
ولفتت إلى أن مصر تقدمت منذ شهر بمقترح لتكوين أول فريق عمل أفريقي لوضع أول استراتيجية موحّدة للذكاء الاصطناعي في أفريقيا، تدور أهدافه حول تشكيل أول موقف إفريقي موحد للتعبير عن كل أفكارها من خلال صوت واحد عن طريق الذكاء الاصطناعي والتكامل في بناء القدرات بالتعاون مع القطاع الخاص والمؤسسات العالمية، لكي تساهم القارة في دعم الذكاء الاصطناعي على المستوى الدولي، والتشارك بين العاملين في مجالات أخرى تستفيد من الذكاء الاصطناعي مثل التعليم والصحة والزراعة سواء كان بين الحكومات وبعضها أو بين الحكومات والقطاع الخاص.
وبدوره قال أحمد مكي، رئيس شركة فايبر مصر، إن “تركيزنا الرئيسي خلال تلك الفترة هو التحول الرقمي في إفريقيا، التي أعتبرها منطقة الفرص، وأن أبناء هذه القارة هم الأولى بهذه الفرص في مجالات التحول الرقمي، وأهمها مجال البنية التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، التي تعتبر هي العامل الرئيسي لتنفيذ مشروعات التحول الرقمي”.
وأشار إلى أن مصر حاليًا تستحق أن تقود هذه الصناعة لظروف المكان والموقع الجغرافي المتميز، وأيضا لعوامل الزمان والتوقيت الراهن نتيجة للقيادة السياسية الواعية والمدركة لأهمية هذا التحول وتأثيره على المجتمع المصري والشعوب الأفريقية وهو ما جعل الحكومة المصرية تضخ استثمارات ضخمة لمشروعات التحول الرقمي.
وأضاف أن “الاستثمار متوسع في مجالات التحول الرقمي بداية من مشروعات البنية التحتية والاستثمار في مجال الداتا سنتر وأبراج الاتصالات، ولذلك انطلقنا شركة إفريقيا تاورز المتخصصة في هذه المجالات بجانب الاستثمار في مجال كابلات المارينز لربط كابلات العالم”.
وأشار إلى أن مصر ثاني أكبر دولة في العالم يمر بها كابلات بحرية وهو ما شجع على اتخاذ المبادرة بالتعاون مع المصرية للاتصالات لإنشاء أول شركة إفريقية في هذا المجال بهدف الاستفادة من الفرص المتاحة في مجال التحول الرقمي من وإلى القارة السمراء.
و قال وائل عبدوش، مدير عام شركة IBM، إنها حرصت على أن تكون مشاركتها في هذه الدورة من معرض كايرو آي سي تي مميزة من خلال إطلاق العائلة الجديدة من تكنولوجيا حاسبات IBM وهو Z50 أحدث إصدار شركتنا، والتي استثمرت فيها الشركة منذ فترة سواء فيما يتعلق بالأبحاث أو استطلاع آراء العملاء.
ولفت عبدوش إلى أن Z50 أول تكنولوجيا متخصصة في التحكم بعملية تأمين البيانات والمعلومات أثناء تنقل البيانات على أكثر من نظام حوسبة علاوة على الدقة في عملية تشفير البيانات خاصة في ظل أهمية عملية التشفير والتأمين، التي باتت تعتمد عليه أغلب القطاعات بشكل كبير.
وأكد أن نظام Z50 يتمتع بالعديد من الخصائص والمميزات الكثيرة، التي سيتم كشف النقاب عنها خلال فعاليات المعرض.
ومن جهتها، قالت باستورا فاليرو، نائب رئيس شركة سيسكو للسياسات العامة والحكومة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وروسيا، إن التحول الرقمي يحدث بشكل سريع للغاية في المنطقة وإفريقيا والعالم ككل، وإنها سعدت كثيرا بالمبادرات التي تدعم التحول الرقمي في مصر مثل رقمنة مكاتب البريد وغيرها من الجهات والخدمات الحكومية مما يستلزم أهمية وجود بينة تحتية على أعلى مستوى وإيجاد شبكات تدعم خدمات الاتصالات بصورة جيدة وتجنب القرصنة مما سيخلق تأثيرًا عظيمًا علي أفريقيا ككل.
وتابعت: “خاصة وأن إفريقيا تمتلك من الكوادر البشرية المؤهلة لنقل القارة السمراء إلى العصر الرقمي، ولدينا في سيسكو خطط لتطوير المهارات البشرية حيث قمنا بتطوير مهارات 100 ألف طالب كما أننا على وشك الانتهاء من تأهيل 20 ألف طالب وخريج بنهاية 2019”.
وأضافت: “في جنوب إفريقيا كان هناك تصريح شهير في ديسمبر 2018 لأحد الوزراء والذي أكد خلاله خطة بلاده لتدريب وتأهيل مليون طالب بحلول 2025 مما يدل على أهمية التعليم والمعرفة”.