اللواء محمد عبد اللطيف: العاصمة الإدارية وقعت عقودا تكنولوجية بقيمة 42 مليار جنيه
مئات الفرص الاستثمارية تنتظر القطاع الخاص بالاتصالات والطاقة والنقل
بكر بهجت
قال اللواء محمد عبد اللطيف، المدير العام لشركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، إن هناك العديد من العقود التي تم توقيعها مع شركات في مجال التكنولوجيا والاتصالات، سواء على صعيد البنية التحتية التي يتم إنشاؤها أو فيما يتعلق بالأنظمة والتقنيات والشبكات، مشيرًا إلى أن آخر الاتفاقيات تتمثل في الشراكة مع المصرية للاتصالات لإنشاء وتشغيل وتأجير وإدارة وصيانة شبكات الاتصالات وكذلك الخدمات الذكية والأمنية داخل العاصمة الإدارية الجديدة.
وأضاف في تصريحاته لجريدة «حابي» أن شركة العاصمة الإدارية وقعت اتفاقيتين كبيرتين في قطاع التكنولوجيا والاتصالات، بتكلفة تصل إلى نحو 42 مليار جنيه، الأولى مع شركة هانيويل الأمريكية، لإدارة الشق الأمني في العاصمة الإدارية، من خلال إنشاء أول مركز تحكم وسيطرة، بتكلفة تصل إلى 2.2 مليار جنيه، والثانية مع شركة المصرية للاتصالات لإنشاء شبكات الاتصالات وشبكات الخدمات الذكية والأمنية داخل المدينة، والتي ستبدأها بالمرحلة الأولى بتكلفة نحو 40 مليار جنيه.
وأكد أن العاصمة الإدارية الجديدة أهم نموذج في تطبيق الخدمات التكنولوجية بداية من كونها مدينة ذكية بالكامل حيث إنه من المتوقع أن يقيم في العاصمة نحو 2.5 مليون مواطن، بمعدل زيارات نحو 2.8 مليون مواطن وأكثر من 570 ألف طالب.
وتابع عبد اللطيف أن العاصمة الإدارية الجديدة تجهز لطرح العديد من المشروعات في الشق التكنولوجي للراغبين في العمل بالمشروع العملاق، وذلك في قطاعات النقل وأنظمة الإنارة والطاقة، مشيرًا إلى أن كل ما تم توقيعه حتى الآن يأتي ضمن المرحلة الأولى فقط من المشروع، مما يعني أن هناك مئات الفرص الاستثمارية تنتظر الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا.
وأوضح أن تلك الفرص سيتم طرحها من خلال مناقصات مثلما تم على مشروع مركز التحكم والسيطرة، والذي تنافست عليه نحو 16 شركة محلية وأجنبية، وفازت بالمناقصة شركة «هانيويل» الأمريكية العاملة في قطاع التكنولوجيا.
ووفقًا للاتفاق المبرم بين العاصمة الإدارية وشركة هانيويل، ستتولى الشركة الأمريكية وضع معايير السلامة والأمن، إضافة لإدارة مشروعات البنية التحتية على أعلى مستوى من الكفاءة، وبأحدث الآليات التكنولوجية، وستتولى إنشاء بنية تحتية فائقة التطور، تراعي معايير السلامة العامة والأمن بالشوارع.
خبرات كبيرة للأجانب في القطاع التقني ونراعي قدرات الشركات المحلية
كما سيتم نشر أنظمة الأمن والمراقبة والتي تزيد عن 8 آلاف كاميرا، في جميع أنحاء المدينة، كجزء من المرحلة الأولى من أعمال التطوير، لدمج أنظمة الأمن حول العاصمة في نقطة تحكم واحدة، تُعرف باسم مركز القيادة والتحكم المتكامل.
ومؤخرًا قدر اللواء أحمد زكي عابدين رئيس شركة العاصمة الإدارية حجم أعمال قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في العاصمة الإدارية بنحو 30 مليار جنيه، مشيرًا إلى أن الشركة المصرية للاتصالات مسؤولة عن البنية التحتية وكابلات الفايبر.
وأشار اللواء محمد عبد اللطيف إلى أن كافة أعمال البنية التحتية في العاصمة الإدارية الجديدة تم تجهيزها لتتناسب مع أعلى متطلبات الاتصالات وتقنيات الجيل الخامس التي تعمل بها كافة مراحل المشروع، لافتًا إلى أن تقنيات المدينة العملاقة تتضمن توفير بنية رقمية موحدة وشبكة مرافق ذكية وكاميرات المراقبة والعدادات الذكية وأنظمة السيطرة والتحكم في الدخول والخروج وتأمين البوابات وساحات الانتظار الذكية وأنظمة المرور والنقل والطرق والإنارة وإدارة المباني والحماية المدنية والإعلانات التجارية والحكومة الذكية.
وفيما يتعلق بالاتفاقيات الجديدة التي تخطط لها شركة العاصمة الإدارية في قطاع التكنولوجيا، قال المدير العام للشركة إنها ستتضمن مجالات النقل والطاقة، من خلال إدارة المنظومة وإنشاء الشبكات الخاصة بها.
وفي تصريحات له مؤخرًا أعلن العميد خالد الحسيني المتحدث باسم شركة العاصمة الإدارية الجديدة، أن الشركة تتفاوض حاليًا مع شركة «المرافق الفرنسية EDF» المملوكة للدولة الفرنسية لتنفيذ منظومة الكهرباء داخل المرحلة الأولى من العاصمة الإدارية، مشيرًا إلى أن شركة العاصمة الإدارية ستشتري الكهرباء من وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة مقابل سعر سيتم تحديده لكل «كيلو وات»، وسيتم تنفيذ محطات جهد منخفض لتحويلها إلى كهرباء صالحة للاستخدام المنزلي.
وأوضح أن «EDF» ستتولى تنفيذ المنظومة الداخلية من العدادت والتوصيلات وإصدار الفواتير وآلية التحصيل وستحصل على عائد مقابل الإدارة وتدريب العاملين بشركة العاصمة الإدارية.
وقال المدير العام لشركة العاصمة الإدارية الجديدة إن أنظمة الاتصالات في المشروع ستعتمد على نوعية متقدمة من التكنولوجيا القائمة على توصيل كابلات الفايبر إلى كافة المناطق وتغطية العاصمة بالكامل بكابلات الألياف الضوئية، بالإضافة إلى حزمة متكاملة من الخدمات يتم توصيلها بالتزامن مع البناء كواحدة من المرافق الأساسية مثل الكهرباء والمياه وكذلك الإنترنت.
البنية التحتية بالعاصمة مؤهلة لإقامة مختلف مشروعات الجيل الرابع والخامس
ولفت إلى أن العاصمة الإدارية ستمد المباني الحكومية والإدارية والتجارية بنفس الخدمات، منوهًا إلى أن العاصمة ستكون بالاعتماد على تلك البنية الأساسية على أتم استعداد لدخول الجيل الخامس خاصة وأنها سيتم تغطيتها بالكامل بكوابل الألياف الضوئية.
وفي تصريحات سابقة لجريدة «حابي» أكد اللواء محمد عبد اللطيف أن المرافق بشكل عام تمثل المحور الرئيسي الذي تدور حوله مباحثات استثمارية مع عدة شركات وتحالفات عالمية ترغب في العمل بالمشروع، وشركة العاصمة الإدارية تدرس كافة العروض المقدمة إليها، مع مراعاة وجود شركات محلية قادرة على القيام بنفس الدور في قطاعات بعينها، إلا أنه مع اهتمام شركة العاصمة بالشق التكنولوجي والتقني فإن الشركات الأجنبية هي الأكثر خبرة في هذا المجال.
وأشار إلى أن الغرض من التعاقد مع شركات أجنبية لإدارة منظومة المرافق بالمدينة هو تقديم أفضل خدمة لتواكب التطور والمستوى الراقي في الخدمات المنفذة في المدينة حيث إنها أول مدينة ذكية وحديثة في مصر، فمثلًا مرفق الكهرباء في مصر يعاني من نسبة فاقد تبلغ نحو ١٠٪ وبالتالي فإن الغرض من الإدارة الأجنبية ترشيد الاستهلاك ومنع الفاقد.