إعداد محمد عبد الله
يمثل الاكتتاب العام الأولي لشركة أرامكو السعودية العملاقة، الذي يعد الأول من نوعه في العالم، لحظة فاصلة لنشاط تجاري واقتصادي يعمل على دعم ميزانية المملكة منذ عقود، في قفزة كبيرة سيكون لها ما بعدها، وفق ما ذكر تقرير لشبكة بلومبرج الأمريكية.
قالت بلومبرج إن الاكتتاب الضخم، يهدف إلى المساعدة في إصلاح اقتصاد أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، وتطوير أنظمتها الاقتصادية لتكون أكثر تنوعًا، وفق ما تقول رؤية 2030.
وعمدت المملكة إلى طرح بيع أسهم أرامكو كجزء من مخطط اقتصادي أوسع يستشرف الإمكانات والحياة بعد النفط، حيث ستقوم السعودية بجمع الأموال من أكبر أصولها ، واستخدامها لتطوير صناعات جديدة.
وتشير بلومبرج إلى أن عملية إدراج أرامكو تسعى للوصول لمبلغ 2 تريليون دولار، في 1.5٪ فقط من أسهمها ، بإدراج محلي.
وقال بيل فارن برايس ، مستشار في مجموعة آر إس الدولية “تسعى المملكة لتحقيق أكبر الإيرادات التي تتطلبها رؤية 2030. وسيحتاج التنويع الاقتصادي السعودي إلى الكثير من تلك الخطوات”.
ويعد الاكتتاب أولى خطوات الدولة الكبرى للتنويع الاقتصادي، بموجب خطة لتمكين القطاع الخاص وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة ، التي تراجعت منذ انهيار أسعار النفط في عام 2014.
وقالت مونيكا مالك ، كبيرة الاقتصاديين في بنك أبو ظبي التجاري :”إن ماتقوم به السعودية يوفر ذخيرة لدعم الاستثمارات خلال انتقالها من مرحلة البناء هذه”.
وذكرت بلومبرج، إلى إنه سيتم تحويل العائدات من الاستثمارات الجديدة إلى صندوق الاستثمار العام، الذي قام بعدد من الاستثمارات الجريئة، حيث ضخ 45 مليار دولار في صندوق رؤية ، وحصل على 3.5 مليار دولار في شركة أوبر، هذا علاوة على قيام صندوق الثروة السيادية السعودي بتمويل مشاريع ضخمة لتطوير مراكز سياحية على طول البحر الأحمر وأماكن أخرى، والتي من ضمنها، خطط إنشاء مدينة نيوم المستقبلية، التي تبلغ تكلفتة وجودها 500 مليار دولار.
بحسب زياد داود ، كبير الاقتصاديين في منطقة الشرق الأوسط في بلومبرج إيكونوميكس ، ينبغي استثمار الأموال من الاكتتاب العام في المشاريع المحلية ذات المحتوى المحلي الكبير مع تجنب المشروعات غير الضرورية”.
وأضافت بلومبرج في تعليقها، بأن اكتتاب أرامكو يمثل خطوة تصحيحية طموحة للاقتصاد بارجاعه إلى مساره الصحيح.
وحددت شركة النفط العملاقة المملوكة للدولة السعر النهائي لأسهمها بـ 32 ريالاً ( 8.53 دولار ) ، وتقدر قيمة الشركة الأكثر ربحية في العالم بـ 1.7 تريليون دولار . وتلقت مجموع عطاءات ب 119 مليار دولار ، وهو ما سيجعل أرامكو وفق هذا النمط تتجاوز شركتي مايكروسوفت وأبل.