صديقي لؤي عبد الغفور (الحلقة الثانية)

بقلم صالح ناصر رئيس قسم التحليل الفني في بايونيرز

اتخذ لؤي قراره النهائي بالانضمام إلى المجموعة الجديدة والسفر إلى السعودية ليبدأ رحلة جديدة في حياته المهنية…

E-Bank

لم تمر عدة أشهر حتى اختلف لؤي مع أصدقائه وترك الشركة التي بدأها معهم. وبغض النظر عن المخطئ في هذا الموضوع وبغض النظر عن كون لؤي ظلم من أصدقائه أم لا فقد تركهم وأصبح وحيدًا يبحث عن عمل.

تعرف لؤي عبدالغفور على بعض المستثمرين السعوديين وكون معهم شركة جديدة وبدأ في استثمار أموالهم مقابل نسبة من الأرباح، وكان الوضع جيدًا بالنسبة له وللشركة ككل حيث حققوا أرباحًا كبيرة.

بعد فترة قرر شركاء لؤي في إدخال أحد الأشخاص كشريك أساسي معهم وباعوا له جزءًا كبيرًا من حصتهم حيث إن الشركة كانت ناجحة بفضل المجهود الكبير الذي كان يبذله لؤي في إدارة الأموال واحترافيته الشديدة في اتخاذ القرارات الاستثمارية.

تابعنا على | Linkedin | instagram

اعترض لؤي على قرار الشركاء حيث إن الشريك الجديد لم تكن سمعته جيدة في المجال وقرر لؤي ترك الشركة التي انهارت بعد ذلك وتم حبس الشريك الجديد بتهم تتعلق بالفساد المالي.

جاء لؤي إلى مصر مع زوجته وأولاده ليبدأ في عمل شركة خاصة به في مجال الأوراق المالية. وكنا نذهب إليه أنا وصديق لنا في المجال (أحمد كمال) نمضي وقتًا معًا ونتكلم في الأمور العامة.

تكلم معي لؤي في شركته الجديدة كي نشاركه أنا وصديقنا أحمد كمال ولكني في الحقيقة لم أكن مهتمًّا بهذا الموضوع نهائيًّا. وقد استغرب أحمد من عدم اهتمامي بالعمل مع لؤي في شركته الجديدة فقلت له ”يا أحمد لازم كل واحد يكون عارف قدرات نفسه.

مشكلة لؤي إنه مش عارف قدراته فممكن ياخد قرارات ماتناسبش شخصيته. أنا مثلًا مش من النوع اللي يقدر ياخد مخاطر عالية في حياته عشان كدة سقف طموحي له حدود في مجالنا بس أنا عارف ممكن أوصل لإيه. إنت لو حاسس إنك مستعد تاخد قرارات فيها مخاطرة عالية وتتحمل العواقب اعمل كدة“.

قام لؤي بشراء شركة إدارة أموال وضخ فيها أموال بعض المستثمرين من أصدقاءه وبدأ في الاستثمار في سوق الأوراق المالية. للأسف لم يكتب النجاح لهذه الشركة فاضطر أن يبيعها مرة أخرى بخسائر كبيرة.

في هذا التوقيت كان العضو المنتدب لشركة لؤي القديمة (الأستاذ حسين) يتواصل معه ليشغل مدير فرع دبي حيث كانت الشركة بها خسائر كبيرة وطلب الأستاذ حسين من لؤي تولي زمام الأمور في هذه الشركة حتى لا تقفل أبوابها.

وافق لؤي على العرض وذهب إلى دبي وتولى المسؤولية في يوليو 2007. وبعد انضمام لؤي للشركة تحولت الخسائر في عدة أشهر قليلة إلى أرباح وقد رأيت بنفسي ما فعله لؤي في الشركة من نجاحات مبهرة والتي للأسف لم تدم طويلًا بسبب مشاكل كبيرة بين المساهمين. وقد ترك لؤي الشركة عام 2008 ورجع إلى مصر مكبلًا بديون شديدة لا يزال يسدد فيها حتى الآن.

في هذه الفترة بدأ لؤي بفقد الثقة في نفسه وتحولت حياته إلى ما يشبه الكابوس حيث إن كل محاولاته لعمل شركة خاصة به باءت بالفشل سواءً بسبب قرارات حياتية خاطئة منه أو بسبب ظلم تعرض له أو سوء حظ.

ظل لؤي فترة متخبطًا لا يدري ماذا يفعل وكيف يسدد الديون المتراكمة حتى قرر السفر للبحر الأحمر ليستجم. قررنا أنا وأحمد كمال السفر معه كي نستمتع بإجازة لعدة أيام قبل أن نرجع إلى أعمالنا. وبينما نحن في شرم الشيخ خطرت على بال لؤي فكرة عبقرية

الرابط المختصر