أفادت ثلاثة مصادر مطلعة أن دويتشه تليكوم أجرت محادثات متقدمة للإبقاء على هواوي الصينية كمورد رئيسي لديها للمعدات اللاسلكية للشبكات الجديدة للهاتف المحمول قبل أن تعلق المفاوضات لأسباب سياسية.
وحثت الولايات المتحدة حلفاءها على تجميد مشاركة المورد الصيني بسبب مخاوف تتعلق بالأمن الإلكتروني.
وأبلغت واشنطن الحلفاء أن معدات الشركة قد تستخدمها الصين كأدوات للتجسس وهو ادعاء تنفيه هواوي وبكين.
وأعلنت دويتشه تليكوم، أكبر شركة مشغلة لخدمات الاتصالات في أوروبا، الأسبوع الماضي أنها لم تبرم عقودا بشأن معدات شبكة الجيل الخامس إذ أنها تنتظر ما سيتمخض عن نقاش سياسي في برلين بشأن تقييد عمل هواوي في السوق الألمانية.
وقالت المصادر التي طلبت عدم نشر أسمائها بسبب حساسية المسألة إنه قبل الإعلان، عقدت دويتشه تليكوم مباحثات مع هواوي في باريس وتوصلت إلى بنود لاتفاق محتمل، على الرغم من عدم توقع عقد.
وردا على أسئلة لرويترز بشأن المحادثات مع هواوي، أكد ممثل لدويتشه تليكوم عدم التوصل إلى صفقة أو ترتيب بشأن تولي الشركة الصينية دور المورد الرئيسي لمعدات شبكة الجيل الخامس لدويتشه.
وقالت المصادر إنه قبل تعليق المحادثات، بحث الجانبان بنودا رئيسية تنطوي على أن تقدم هواوي 70 بالمئة من معدات البث اللاسلكي لشبكات الجيل الخامس الفائقة السرعة القادمة لدويتشه تليكوم بسعر 533 مليون يورو (587 مليون دولار).
وقالت المصادر إنه جرى التوصل إلى آلية أيضا تنص على أنه في حال انخفاض حصة هواوي من بند شبكة الجيل الخامس بسبب أي تحرك من جانب حكومة برلين لتقييد الانخراط الصيني، فإن المبلغ الذي ستتقاضاه الشركة سيهبط بنفس النسبة.
وجرت محادثات باريس الشهر الماضي، حين عقدت دويتشه تليكوم محادثات مع هواوي وكذلك مع شركات بائعة محتملة أخرى لمعدات شبكة الجيل الخامس بحسب المصادر.
وقالت المصادر إنه في أعقاب ذلك، في الثالث من ديسمبر، عقد مسؤولون تنفيذيون كبار من الشركتين الألمانية والصينية اجتماعا في مطار فرانكفورت. وأضافوا أن كلوديا نعمت عضو مجلس إدارة دويتشه تليكوم وأكبر مسؤولة تنفيذية معنية بالتكنولوجيا وإريك شو نائب رئيس مجلس إدارة هواوي حضرا الاجتماع.
وأكد متحدث باسم دويتشه تليكوم عقد الاجتماعات في فرانكفورت وباريس لكنه قال إن المفاوضات بشأن المعاملات جرى تعليقها لحين اتخاذ حكومة برلين، التي تملك 32 بالمئة من شركة الاتصالات، قرارا رسميا بشأن سياستها تجاه هواوي.
وأضاف أن سبب عقد اجتماع الثالث من ديسمبر كان إبلاغ هواوي بتعليق المحادثات.
وامتنعت هواوي عن التعقيب على مباحثاتها مع دويتشه تليكوم.