صديقي لؤي عبد الغفور (الحلقة الثالثة والأخيرة وما حدث مع اليخت)

بقلم صالح ناصر رئيس قسم التحليل الفني في بايونيرز

ظل لؤي فترة متخبطًا لا يدري ماذا يفعل وكيف يسدد الديون المتراكمة حتى قرر السفر للبحر الأحمر ليستجم. قررنا أنا وأحمد كمال السفر معه كي نستمتع بإجازة لعدة أيام قبل أن نرجع إلى أعمالنا.

E-Bank

وبينما نحن في شرم الشيخ خطرت على بال لؤي فكرة عبقرية… كنا نقف أنا وهو وأحمد كمال (صديقنا الثالث) على الشاطئ بلباس البحر ثم إذ فجأة قال لنا ”إيه رأيكم في اليخت ده؟“ فنظر إليه أحمد وقال له ”ماله يا لؤي“. فرد لؤي ”إيه رأيك فيه بس يا أحمد“ فقال له ”جميل يا عم حتجيب زيه ولا إيه؟ ههههههه“ فنظر إليه لؤي نظرة الواثق من نفسه وقال له ”أيوة يا معلم كلها شهر إن شاء الله وأجيب واحد زيه“.

لم نهتم أنا وأحمد بهذا الأمر وغيرنا الموضوع ونزلنا البحر وركب أحمد ولؤي الـ“جيت سكي“ وقضينا وقتًا ممتعًا في هذا اليوم.

في اليوم التالي وبينما نحن نفطر في الفندق اتصل لؤي بالسمسار وقال له ”النهارده حنشتري سهم…… بسعر السوق وخد الكمية كلها زي ما اتفقنا“ ثم سكت قليلًا وقال ”لا يا فريد حنشتري كله ماتقلقش واشتري لنفسك“. سكت لؤي برهة من الوقت يستمع للطرف الآخر ثم قال ”يا فريد من الشركة ما تقلقش أنا متفق مع أستاذ محمد…… يا عم أنا قايل له ماتقلقش، لو سمحت خد الكمية كلها زي مانا باقول لك كدة“.

تابعنا على | Linkedin | instagram

لم نسأله عن شيء وأكملنا الفطور ثم أمضينا اليوم سويًّا وبينما نحن جالسون في أحد الكافيهات رن المحمول الخاص بلؤي فرد عليه ثم قال بصوت متوسط القوة “YES”. فضحك أحمد كمال وقال له ”إيه يا عم اشتريت السهم اللي واجع دماغنا بيه؟“ فرد عليه ”اضحك براحتك أنا قلتلك تشتريه بس إنت إللي مش عايز“.

أكملنا الرحلة ثم رجعنا إلى القاهرة بعد عدة أيام وذهب كل منا إلى عمله. بعد فترة من الوقت اتصل بي أحمد كمال وقال لي ”شفت حصل إيه مع لؤي؟“ فقلت له ”لا حصل إيه“ فرد سريعًا ”باع عربيته الشيروكي وطلق نرمين“ استغربت من هذا الكلام وسألته إن كان متأكدًا فأكد لي هذا الخبر. فاتصلت بلؤي الذي كان صوته حزينًا وفاقد الأمل. كان يشكر الله ولكنه كان في حالة يرثى لها.

باختصار لؤي باع سيارته الشيروكي الجديدة ليشتري سهمًا معينًا كان متوقعًا أن يباع بسعر عالٍ (نحو ضعف الثمن) وكان على اتصال بأشخاص من العاملين داخل هذه الشركة والذين أكدوا له هذه المعلومة. فقام ببيع سيارته واستخدم خدمة الـ“كريديت“ من شركة السمسرة التي كان يتعامل معها فبدلًا من أن يشتري بالأموال التي جناها من بيع السيارة اشترى بأكثر من ضعف هذا المبلغ عن طريق الشراء الهامشي. للأسف كانت إشاعة وهبط السهم هبوطًا شديدًا وخسر لؤي كل أمواله ليضيف إلى مشاكله الكبيرة التي ما زالت تحيط به من كل جانب.

بعد فترة من الوقت تصالح لؤي مع زوجته مرة أخرى ثم بدأ يتعامل بأسلوب أكثر حرصًا من ذي قبل واتفق مع نرمين ألا يستثمر مرة أخرى في البورصة.
لؤي الأن في شركة كبيرة خارج المجال وهو بحمد الله ناجح في عمله ولكنه للأسف يفكر جديًّا الأن في العودة للمجال والاستثمار مرة أخرى في البورصة حيث إن لديه أفكارًا عبقرية كما يقول. نرجو له السلامة…

الرابط المختصر