أسواق المال العالمية في 2019.. انتعاشة كبيرة وقفزة في أرباح الأسهم والسندات

3 دول غير متوقعة تصدرت بورصات وعملات الدول

aiBANK

محمد عبد الله

في عام 2018، مرت أصول الشركات في العالم بحالة من التقلبات التي شارفت في كثيرٍ من الأحيان على الخسارة، بينما كان الأمر على العكس من ذلك في عام 2019، مع وجود العديد من الفرص للمستثمرين وحملة الأسهم. ووفق تقرير لشبكة بلومبرج الاقتصادية، فقد كان أكبر الفائزين، هم الذين لم يتوقعهم السوق.

E-Bank

وذكرت بلومبرج أن هذا العام تميز بتصاعد المتغير الجغرافي-السياسي؛ فكان لتصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين نصيب كبير من قلق المستثمرين في العالم، إضافة إلى الحرب الدرامية الدائرة، مايسمى بـ”البريكست” المتمثل في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهجمات 14 سبتمبر على منشأتي النفط السعوديتين في أبقيق وهجرة خريص.

واستدركت: “إلا أنه رغم ذلك، كان للأسواق الدولية نصيب من الدعم، تمثل في التحولات الحذرة من البنوك المركزية بما في ذلك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وعمليات ضبط الفائدة، علاوة على مرونة اقتصادية كبيرة تحلت بها الأسواق خلال العام”.

وقال ستيفن إينس، كبير المحللين للسوق الآسيوية بشركة آكسي ترايدر: “غطت حالة من الارتياح كثيرًا من الأسواق خلال التداول”.

وأضاف إينس: “بشكل عام، كان الاتجاه يميل صعودًا، ولعب هذا دورًا مثمرًا على كل الأصول المتقاطعة في جميع المجالات. لقد كانت سنة جيدة على كثير من القطاعات”.

وفي حين صب معظم المستثمرين والمحللين اهتمامهم بالأسهم الأمريكية والتداول في بورصاتها وحركة التداول في الأسهم العالمية في أسواق المال الرئيسية كلندن وهونج كونج وفانكوفر والصين واليابان وغيرها، كان هناك قفزات ملحوظة في أماكن أخرى، وفق الآتي:

ثورة مالية في روسيا

بينما فرضت الولايات المتحدة في 2019 عقوبات جديدة على روسيا، حقق أداء سوق الأسهم في البلاد أفضل أداء له على مستوى العالمي على أساس العائد الكلي بالدولار، بينما حققت عملتها المرتبة الثانية، كأفضل عملة بالعالم بالنظر إلى عامل الاستقرار.

وسمحت أسعار النفط المستقرة لرئيسة البنك المركزي الروسي “ألفيرا نابيولينا”، بخفض أسعار الفائدة خمس مرات، وقد ساعد ذلك في انتعاش الأسواق.

وحول ذلك، علق فريزر لوندي، رئيس شعبة الائتمان في شركة هيرميس للاستثمارات قائلًا: “على الرغم من التقلبات السياسية الشديدة، فإن الشركات الروسية بشكل عام، مرت بعام جيد”.

وأضاف لوندي: “لقد استفاد الكثير من الشركات خاصة تلك العاملة في إنتاج السلع الأساسية خلال العام، ودفعهم إلى هذه الحال، الاستقرار في أسواق النفط رغم ماحدث في السوق العالمي، وأسعار صرف وتداول العملات الأجنبية، ما يجعلنا نقول إن الأمور نادراً ما كانت أفضل في روسيا على هذا النحو”.

انتعاشة غير متوقعة في اليونان

تتنافس اليونان مع روسيا للحصول على أفضل أداء لسوق الأسهم خلال العام 2019، بعدما بدأ هذا البلد الأوروبي عقدًا مضطربًا بأزمة مالية كبيرة، استدعت سياسة تقشف وخطة إنقاذ من أوروبا وصندوق النقد الدولي، لتنهي العام بحصيلة حسابية جيدة لقيم الأسهم والسندات المتداولة في أسواقها.

بدأت الإصلاحات في البلاد تؤتي ثمارها بعدما أطيح بحزب سيريزا اليميني المتطرف من قبل يمين الوسط الجديد في انتخابات يوليو الماضية.

وساعدت الدفعات المالية من البنك المركزي الأوروبي في تحرك السوق، ما سمح للبلد بالاقتراض بمعدلات فائدة سلبية خلال شهر أكتوبر، وأن تشهد كذلك السندات الحكومية التي مدتها بــعشر سنوات، أكبر ارتفاع سنوي لها من بين 19 سوقًا أخرى.

أوكرانيا .. صاحبة أفضل عملة في العالم

حققت أوكرانيا معدلات أداء قياسية؛ حيث كانت عملتها “هيرفنا” أفضل عملات العالم أداء خلال 2019 من أصل أكثر من 130 عملة أخرى، قيمتها بلومبرج خلال العام.

وشهدت هيرفنا، أكبر نسبة استقرار في قيمها خلال السنة، وختم ذلك ثلاث سنوات من التقلبات في أسعارها بنحو 10٪، بعد انهيارها في أعقاب الضم الروسي لشبه جزيرة القرم، ومع اندلاع القتال مع الانفصاليين في الجزء الشرقي من البلاد.

وسمحت حزمة الإصلاحات التي كانت جزءا من برنامج صندوق النقد الدولي، للبنك المركزي بخفض أسعار الفائدة، مما ساعد على تعزيز النمو الاقتصادي، وارتفاع القيمة السوقية لعملة البلاد بشكل أسرع من جميع العملات الأخرى هذا العام.

أزمة اللحوم المزيفة

كان 2019، عامًا سيئًا على الشركات الناشئة التي ارتبطت أو تعاملت بأسهمها في شركات اللحوم المزيفة، هي منتجات نباتية تحاكي اللحوم الحيوانية والتي روجوا لها على أنها يمكن أن تساعد في تحسين الصحة العامة والحد من تغير المناخ.

ورغم رغم الأزمة، فقد أحسنت بعض الشركات الصينية استغلال هذه الأوضاع في شراء أسهم هذه الشركات المرتبطة بالاتجاه الذي بدأت به بورصة شنزين. وحققت شركة واحدة هي ” يانتاى شوانجتا” YanTai Shuangta ، عائدات إجمالية بلغت 175%.

البلاديوم يضرب رقما قياسيا

ارتفعت أسعار معدن البلاديوم حوالي 51% وتجاوز سعره ألفي دولار، مما جعله أفضل المعادن الثمينة أداءً خلال العام.

وعن هذا قال أوول هانسن، رئيس التخطيط السلعي في بنك ساكسو: “حقق البلاديوم هذه القفزة بسبب عرضه المحدود في ظل تزايد الطلب عليه من قبل مصنعي السيارات في إنتاج محركات أفضل أداء للمركبات وصديقة للبيئة كذلك”.

وأضاف: “في ظل استمرار هذه الحالة السوقية من زيادة الإقبال على الطلب وسط انخفاض في المعروض، فمن المحتمل أن يرتفع سعر المعدن أكثر”.

الرابط المختصر