إعداد ـ محمد عبد الله
منعت الصين بشكل مؤقت الإدراج المزدوج للأسهم بين بورصتي شنجهاي ولندن بسبب التوترات السياسية مع بريطانيا، بسبب هونج كونج، التي خرجت من تحت الإنتداب البريطاني لمدة 99 سنة لتكون ضمن الدولة الصينية بحكم مستقل، وفق ما ذكرت وكالة رويترز للأنباء، بحسب مصادر قامت باستطلاعها.
وقالت خمسة مصادر لرويترز ، أن الصين منعت مؤقتا قوائم مدرجة بين بورصتي شنجهاي ولندن بسبب التوترات السياسية مع بريطانيا.
وسيعيق تعليق الإدراج المزدوج بين البورصتين الشركات الصينية من توسيع قاعدة مستثمريها وإتاحة الفرصة أمام المستثمرين للوصول إلى الشركات المدرجة في المملكة المتحدة.
ويلقي تعليق المخطط للإدراج بين شنجهاي و لندن بظلاله على مستقبل مشروع يهدف إلى بناء العلاقات بين بريطانيا والصين بشكل أفضل، ومساعدة الشركات الصينية على توسيع قاعدة المستثمرين وإتاحة الفرصة أمام المستثمرين للوصول إلى الشركات المدرجة في المملكة المتحدة.
وقالت المصادر، التي تضم مسؤولين حكوميين وأشخاص يعملون في صفقات محتملة بين شنجهاي ولندن ، إن السياسة كانت وراء التعليق.
وقال مصدرين، إن موقف بريطانيا السياسي من الاحتجاجات بهونج كونج التي مازالت المظاهرات مستمرة بها ضد الخطط الحكومية لإتاحة الفرصة للحكومة الصينية للتحكم أكثر في المدينة الدولة، وأشار أحدهم إلى ملاحظات حول احتجاز موظف سابق في قنصليتها في هونج كونج.
وتحدثت المصادر الخمسة ، وهم مسؤولون صينيون ، إلى رويترز شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث عن الأمر علنًا.
وتترقب الشركات والبنوك البريطانية المشاركة مع الصين، إلا أن موقف رئيس الوزراء بوريس جونسون مع العلاقات من بكين والموقف الذي يتخذه بشأن هونج كونج، يبعد آمال هذه الشركات.
وتلقي الصين باللوم على الاضطرابات في هونج كونج في حدوث الازمات ، والتي تدعمها بشدة حركة معادية للحكومة تسعى إلى كبح بكين، ويساند المتظاهرين مع بريطانيا موقف أمريكي مشابه.
لم تستجب هيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية وبورصة شنجهاي للأوراق المالية لطلبات التعليق. ورفضت متحدثة باسم بورصة لندن ( LSE.L ) ومتحدثة باسم وزارة المالية البريطانية التعليق.
قالت وزارة الخارجية الصينية في بيان لها ، إنها ليست على دراية بالتفاصيل ، لكنها أضافت أنها “تأمل في أن توفر المملكة المتحدة بيئة أعمال عادلة وغير متحيزة ضد الشركات الصينية التي تستثمر في المملكة المتحدة وتهيئ الظروف المناسبة لكليهما للتعاون بسلاسة في مختلف المجالات “.
وتم الاتفاق على خطط تداول بين البورصتين منذ العام الماضي ، كوسيلة لتحسين علاقة بريطانيا بثاني أكبر اقتصاد في العالم ، واعتبرت الصين الخطوة مهمة لفتح أسواق جديدة .
وبسبب هذه الخطوة فسيكون أول المتضررين شركة هواتاي سيكيوريتز الصينية التي كانت ستستفيد من الإدراج المزدوج شهر مايو إلى جانب شركة إس دي آي سي بور ، التي كان من المفترض إدراجها في بورصة لندن في ديسمبر القادم.
وتم إبلاغ الأطراف الأخرى الطموحة مثل تشاينا باسيفيك للتأمين عن توقف التداول ، التي قال أحد المصادر أنها كانت قد خططت لإطلاق أعمالها في وقت مبكر من الربع الأول من عام 2020 .
وقال مصدر يعمل في إحدى صفقات شهادات الايداع الدولية لرويترز “هذه ليست ضربة كبيرة للشركات التي تتطلع لتوسيع قاعدة المستثمرين عن طريق الإدراج في لندن ولكن أيضا لروابط الصين مع الأسواق العالمية”، وهو ما يشير إلى إن الضرر على الجانبين.
تأتي مشكلة البرنامج في وقت سيء بالنسبة لبريطانيا التي تحرص على بناء علاقات مع دول خارج الاتحاد الأوروبي وهي تستعد لمغادرة الكتلة الأوروبية تحت وقع البريكست.
وأظهرت بيانات Refinitiv أن بورصة لندن مرت بأسوء عام لها فيما يتعلق بالقوائم الجديدة خلال 10 سنوات اعتبارًا من 4 ديسمبر، وذلك مع تقلبات سياسية ومخاوف بشأن انفصال بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.