أحمد السويدي: الأزمات الإقليمية فرصة لاستقطاب رؤوس الأموال.. بشرط تجاوز السلبيات
ارتفاع التكلفة يتصدر العوائق.. وزيادة دعم الصناعة والتصدير والتدريب الفني أولويات
ياسمين منير ورضوى إبراهيم
يرى رجل الأعمال المهندس أحمد السويدي، رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات السويدي إلكتريك أن التوترات الإقليمية المتزايدة قد تشكل فرصة مميزة أمام مصر لجذب واستقطاب رؤوس الأموال الباحثة عن موطئ قدم جديد لاستثماراتها.
وقال السويدي في تصريحات خاصة لجريدة حابي إن مناخ الاستثمار في مصر يعاني من سلبيات متعددة أسفرت عن ضعف الإقبال بشكل عام، كما يتزايد القلق حول جاذبية المنطقة ككل في ظل الاضطرابات السياسية المتصاعدة بين مصر وتركيا وليبيا من ناحية، وأمريكا وإيران من الناحية الأخرى.
الاستثمارات الخليجية والصينية في صدارة المهتمين بمصر بسبب الحرب التجارية ومقتل السليماني
وكان قاسم سليماني قائد فيلق “القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني قتل أول أمس إثر هجوم جوي للقوات الأمريكية قرب مطار بغداد الدولي، فيما توعدت إيران بالرد.
كما أدانت مصر يوم الخميس الماضي تمرير البرلمان التركي المذكرة المقدمة من رئيس البلاد بتفويضه لإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، كما حذرت من أي تدخل عسكري تركي في ليبيا وتداعياته.
وأكد السويدي في الوقت نفسه أن مصر تتمتع بقدر من الاستقرار يجعلها في وضع أفضل من باقي أسواق المنطقة قائلًا: “ارتفاع حدة التوتر بين أمريكا وإيران بالعراق سيؤثر بقوة على المنطقة خاصة دول الخليج، في حين تتمتع مصر بوضع أفضل قد يثمر عن جذب الاستثمارات الخليجية الباحثة عن مواطن جديدة للنمو».
وأضاف: “كما تدفع الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين العديد من الشركات الصينية لبحث فرص الاستثمار والتصنيع في مصر بهدف التصدير لأمريكا من خلال السوق المحلية وتجنب التعريفات الجمركية المرتفعة».
وتدور حرب تجارية شديدة منذ مارس 2018 بين القوتين الاقتصاديتين الأوليين في العالم من خلال تبادل رسوم جمركية مشددة على مئات مليارات الدولارات من المبادلات التجارية السنوية.
وأكد السويدي أن ارتفاع التكلفة في مصر أصبح يمثل العائق الأبرز أمام جذب الاستثمار، وذلك يشمل تكلفة الأرض والكهرباء والمياه والغاز والطرق والضرائب، لافتًا إلى أنه على الناحية الأخرى تتوافر عمالة رخيصة ولكن غير مدربة، ما يتطلب تكثيف الاهتمام بالتعليم المهني والفني والتوسع في برامج التدريب الصناعي لمواكبة التوسع الصناعي المنشود.
وقال السويدي: “المستثمر الذي سيفكر في مصر إما يستهدف التصدير أو إيجاد بديل لسلعة مستوردة، وفي الحالتين تمثل التكلفة عنصرًا فارقًا في جدوى الاستثمار، خاصة أن أمامه أسواقًا متعددة ترحب باستثماراته، لذلك علينا أن نفكر في المنافسة بمنظور أوسع يشمل المنافسة مع مختلف الدول المحيطة مثل المغرب وتونس وتركيا وغيرها من دول المنطقة التي توفر حوافز ومقومات جذب تفوق المقدمة محليًّا، فالعالم بالفعل أصبح مثل الحارة الضيقة”.
واستشهد السويدي على صعوبة المنافسة وارتفاع التكلفة بالإقبال الضعيف الذي شهده طرح الأراضي الصناعية الأخير، مشددًا على أهمية ترويج الاستثمار في مصر خارجيًّا بصورة مكثفة ومحترفة، من خلال جولات ترويجية تقودها هيئة الاستثمار بالتعاون مع القطاع الخاص.
وقال: “ما يحدث أننا نروج الاستثمار داخليًّا فقط بين جموع المستثمرين الذين لديهم تواجد ودراية بالسوق المصرية، في حين تتطلب الفترة المقبلة تسويق الاستثمار في الخارج مع استهداف استقطاب الاستثمارات الخليجية والصينية وكذلك الاستثمارات الألمانية والأوربية التي تبحث حاليًا عن مناطق جديدة للاستثمار والنمو».
لا تأثير للتغيرات الهيكلية في وزارة الاستثمار.. والمنافسة إقليميًّا تحتاج إلى المزيد
كما قلل من تأثير التغيرات الهيكلية التي شهدتها وزارة الاستثمار والهيئة بموجب التعديلات الوزارية الأخيرة، مؤكدًا أن رواج الاستثمار يحتاج إلى أكثر من ذلك، خاصة وأنه السبيل الوحيد لخلق وتوليد الوظائف التي تمثل بدورها الوسيلة الرئيسية لمواجهة الفقر ورفع مستوى المعيشة بالمجتمع.
وشدد السويدي على أهمية زيادة الدعم للصناعة بمجالاتها المختلفة، وكذلك زيادة الدعم على التصدير قائلًا: “علينا خفض التكلفة ودفع التصدير بكل السبل، فهو يمثل طوق النجاة الحقيقي لمصر».