ماجد شوقي: تأثير متفاوت لاضطرابات الشرق الأوسط على الاقتصاد المحلي

 جزء كبير من النمو قائم على التجارة الخارجية.. وهذا هو التحدي الأول

aiBANK

ياسمين منير ورضوى إبراهيم

أكد ماجد شوقي، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة بلتون المالية القابضة، ورئيس البورصة المصرية الأسبق، أن انعكاسات الاضطرابات الحالية في منطقة الشرق الأوسط على الاقتصاد المصري متفاوتة إلى حد كبير.

E-Bank

وأوضح شوقي أن مدى تأثير الأزمة “الليبية – التركية” على اقتصادات المنطقة ومن بينها مصر رهن طول مدة الاضطرابات، وأن في حالة حسم الأزمة بشكل أو بآخر طبقًا لاتفاقيات المجتمع الدولي سيكون تأثيرها على مناخ الاستثمار المحلي محدودًا جدًّا.

وأضاف شوقي: «أما فيما يتعلق بالأزمة «الإيرانية – الأمريكية» فقد تختلف انعكاساتها عن أزمة ليبيا، وذلك لأن تأثيرها ليس رهن طول فترة الأزمة فقط، ولكنها ستتضح بعد رد فعل إيران، فليس معلومًا حتى الآن ما إذا كان رد فعل إيران دبلوماسيًّا، أو مزيجًا سياسيًّا عسكريًّا، أو رد فعل شبيهًا لما تعرضت له، فبكل تأكيد ستختلف انعكاسات الأزمة وفقًا لمعطيات رد الفعل، ومن الصعب التكهن بمدى تأثيرها حاليًا».

وأكد رئيس شركة بلتون أن التوترات والاضطرابات الراهنة بمنطقة الشرق الأوسط إذا طالت مدتها ستفجر بعض التحديات أمام صانع السياسة الاقتصادية المصرية بوجه عام ولكن بصورة متفاوتة.

وأشار إلى أن أول هذه التحديات يتمثل في أن جزءًا كبيرًا من النمو الذي تستهدفه الحكومة المصرية معتمد على نمو حركة التجارة الخارجية والصادرات، ومن الطبيعي أن تتأثر حركة التجارة بين مصر ودول العالم الخارجي بمثل هذه التوترات خاصة إذا طالت مدتها.

وتابع: “اضطرابات الحركة الأمنية البحرية تؤدي لزيادة المخاطر وبالتالي تزيد تكلفة التأمين على الشحنات، وهو ما قد ينتج عنه تباطؤ النمو المتوقع من التجارة الخارجية لحين انتهاء الأزمات أو تراجع حدتها».

ضرورة الانتباه مبكرًا إلى تكلفة الاقتراض الخارجي في المدى المتوسط

وأضاف: «كما من المتوقع أن تتأثر تكلفة الاقتراض من الخارج على المدى المتوسط، ففي مثل هذه الظروف قد يزيد تسعير السندات الدولية الصادرة عن مصر، وأرى أنها نقطة مهمة علينا الانتباه إليها مبكرًا».

أما فيما يتعلق بتأثر سعر صرف الجنيه أمام الدولار بتوترات المنطقة، رأى شوقي أن لا تأثير لتلك الأزمات على سعر الصرف، مؤكدًا أن سعر الصرف يتأثر بصورة كبيرة بحركة النمو المحلي والشأن الاقتصادي الداخلي.

وقال: “تدفقات وعوائد السياحة في مصر قد تتأثر بصورة بسيطة، خاصة وأنه من الوارد جدًّا أن تخرج علينا إحدى الحكومات الخارجية ببيان تحذير لرعاياها من التواجد ببعض الدول المجاورة للتوترات، وبالتالي سيكون لذلك انعكاس سلبي على حركة السياحة ومواردها ولكنه محدود جدًّا».

استبعاد تأثر سعر الصرف والاستثمار المباشر.. والبورصة تحدياتها داخلية

وفيما يتعلق بمدى تأثر تعاملات البورصة وحركة سوق المال المصرية بهذه التوترات، أكد رئيس شركة بلتون المالية القابضة أن البورصة المصرية مشكلتها داخلية بصورة أكبر من تأثرها بالاضطرابات الخارجية حاليًا، والدليل على ذلك أنها تعاني نقصًا كبيرًا جدًّا في السيولة المتاحة والمتداولة قبل اشتعال هذه الأزمات، وذلك على الرغم من وصول أسعار الأسهم لمستويات متدنية للغاية.

وتابع: «أعتقد أن التحديات التي تواجهها البورصة داخليًّا أكبر بكثير من التحديات الخارجية، وأرى أن انتعاشها سيبدأ مع إعلان القطاع الخاص المحلي عن المزيد من التوسعات الاستثمارية، والتي من شأنها تأهيل البورصة لجذب أموال جديدة من الخارج وفقًا لما كان متوقعًا لفترة ما بعد تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي”.

واستبعد شوقي تأثر بيئة الاستثمار المباشر في مصر بمثل هذه التوترات، خاصة وأن وتيرة نمو الاستثمارات الأجنبية في مصر خلال السنوات الأخيرة ليست بالكثافة الكافية وغير مناسبة لتحسن الوضع الداخلي، وبالتالي ليس من المتوقع أن تتأثر جراء الاضطرابات الحالية.

ارتفاع أسعار البترول عالميًّا يرفع الضغوط التضخمية

وفيما يتعلق بأسعار البترول، توقع شوقي ارتفاع سعر البترول عالميًّا وبالتالي سيكون هناك ضغط على أسعار الطاقة داخليًّا واستخداماتها المحلية.

وتابع: «إذا استمرت هذه الصراعات الدولية في المنطقة لفترة طويلة سينتج عن ارتفاع أسعار البترول ضغوط تضخمية محليًّا على المدى المتوسط».

الرابط المختصر