10 محللين يرصدون دلالات التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران على الأسواق
انخفاض قيم العقود الآجلة في الأسهم الأمريكية.. وتراجع بالآسيوية
محمد عبد الله
حالة من الترقب والحذر أصابت الأسواق المالية العالمية بعد أن أسفرت غارة جوية أمريكية عن مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني مع عدد من رجاله من ضمنهم المسؤول في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بالقرب من مطار بغداد الدولي، وهو الأمر الذي زاد من القلق بشأن تصاعد التوترات في المنطقة العربية والعالم، وفق ما ذكر تقرير شبكة بلومبرج.
وكنتيجة أولية للضربة، انخفضت في الولايات المتحدة قيم العقود الآجلة للأسهم وتراجعت مكاسب الأسهم الآسيوية، في حين ارتفعت أسعار ثلاثة منتجات كبرى، النفط والين الياباني والذهب.
وقاسم سليماني، جنرال إيراني كان يقوم من خلال المليشيات التي تعمل تحت إمرته في بعض الدول العربية، بتوسيع سلطة بلاده، وقد قُتل بأمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ونتيجة لذلك تعمقت المخاوف في الأسواق الدولية، خاصة بعد أن قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إن «الانتقام الشديد» ينتظر قتلة سليماني.
ويأتي ذلك بعد أن حققت معظم فئات الأصول مستوى ممتازًا خلال العام المنصرم 2019، حيث توجت الأسهم الأمريكية بواحدة من أفضل سنوات العقد الماضي.
واستطلعت بلومبرج في تقريرها، رأي 10 محللين ومديري صناديق استثمارية حول العالم، وعن توقعاتهم بعد الضربة على الأسواق خلال الفترة القليلة القادمة:
1-شركة بلاك روك
قالت «وي لي»، رئيس استراتيجيات الاستثمار والتحليل المالي بشركة بلاك روك: “في غضون 24 ساعة، تحولت الأمور 180 درجة. وهو ما أكد أن المستثمرين سيكونون أكثر حذرًا تجاه التعامل السوقي بعد الحدث وظرفه المؤقت وفق التوقعات، وذلك في ظل توقع عام أن يكون عام 2020 جيدًا.. فمن ناحية، تتحسن عمليات التمويل قليلاً، كما أن التقارير حول الأنشطة التجارية بالعالم تتحسن قليلاً كذلك هي الأخرى، لكن من ناحية أخرى، ستكون نوبات التقلب متكررة، سواء بهذا الحدث أو بغيره».
المستثمرون في حالة ترقب.. وقلق على مستوى العالم
أضافت: «بالنظر إلى مدى قوة الحدث وتأثيره على التعاملات التجارية، التي هي إلى حد ما في طور التعافي من العام الماضي، يمكننا أن نرى انتهاز بعض المستثمرين للفرصة والقيام بعمليات شراء جراء الانخفاض المحتمل لبعض الأصول والأسهم. إلا أن الأجواء بصفة عامة تسيطر عليها حالة من عدم اليقين التي ستلقي بظلالها على النمو، وهو ما يجعل خيارات المستثمرين تكتيكية بشكل كبير حول الحدث».
2- فيدليتي إنفيست مينتس
قال جوريين تيمر، محلل الماكروإيكونوميك في شركة فيدليتي انفيست مينتس: «إن هناك تحسنًا متوقعًا في أرباح الشركات وهو مستمر رغم التغير الجيوسياسي، إلا أن استمرار القلق قد يرمي بظلاله ويصيب الأسواق بحالة ضعف إلى حد ما، على الأقل على المدى القريب».
3-سوسيتيه جنرال
قال كيت جوكيس، الخبير المالي في بنك سوسيتيه جنرال، في لندن : “إنه حدث ارتفاع في أسعار الذهب وأرباحه مع زيادة التوتر في المنطقة عقب الضربة الأمريكية، وكذلك ارتفعت أسعار النفط أيضًا، بينما انخفضت عائدات السندات، وتوقف ارتفاع الأسهم الذي كان جاريًا في الولايات المتحدة ولكنه لم يتراجع بشكل كبير، وفي سوق العملات الأجنبية كان هناك تذبذب كبير، واستفادت الملاذات الآمنة، وأصبح الين الياباني هو الفائز الأهم».
أضاف جوكيس : «إن المستوى الرئيسي الذي يجب مراقبته هو على الأرجح بين اليورو – الين عند مستوى 120، وقد يكون هذا ثابتًا ما لم يكن هناك تصعيد إضافي».
وحذر جوكيس : “إنه بالنظر إلى مدى استمرار التوتر في مضيق هرمز بين أمريكا وحلفائها وإيران، فإن فترة طويلة من ارتفاع أسعار النفط تشكل خطرًا على الأسواق».
4- كريدي أجريكول
وصف فالنتين مارينوف، مدير الأبحاث في بنك كريدي أجريكول لندن، توقيت حدوث التصعيد بأنه «مؤسف»، وقال: “يمكن أن يبدد التوتر السياسي آمال السوق في انتعاش اقتصاد العالم وهو يحاول الخروج من أحداث العام الماضي التي كانت سمتها الرئيسية الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وهو ما يعني أن حالة قلق بدأت تسيطر على المستثمرين، وذلك لأن استمرار هكذا أوضاع أو تطورها يجعل خيارات البنوك المركزية محدودة، لأنها قد تكون بطيئة في الاستجابة أو ببساطة لم يعد لديها ترسانة للرد بطريقة مناسبة على هذه المتغيرات المتلاحقة”.
ولفت مارنوف إلى أن عملات مثل الين الياباني والفرنك السويسري، عملات استفادت من الأمر وصارت ذات جاذبية أكبر، بينما على النقيض من ذلك قد تؤثر المستجدات على عملات أخرى مرتبطة باستيراد النفط مثل الوون الكوري.
5- آي إن جي جروب
يرى أنطوان بوفيت، الخبير المالي في مجموعة ING الهولندية للخدمات المالية والمصرفية متعددة الجنسيات أنه: “لم تؤدِ الأحداث الأخيرة من التوتر الكبير بين الولايات المتحدة وإيران إلى تأثر كبير على المستوى المالي، خاصة على عرض سندات الخزانة الأمريكية، الأمر ما زال في بدايته وقد ينتهي بتصعيدٍ دراماتيكي وقد ينتهي بقفزات سوقية مؤقتة».
6-كولومبو ويلث إس إيه
اعتبر من جانبه البرتو توتشيو، كبير مسؤولي الاستثمار في كولومبو ويلث بسويسرا، أن الأثر على الأسواق ليس محصورًا بالضربة الأمريكية في حد ذاتها، إنما في جانب رد الفعل أو «الانتقام الشديد» الذي قد تقوم به إيران، وهو في حقيقة الأمر ما يخيف الأسواق، لأنه قد يعني أنه سيكون هناك هجوم مضاد ضد الدبلوماسيين الأمريكيين. ويمكن للأسواق استخدام هذا في جني بعض الأرباح الوقتية.
7-ساكسو كابيتال ماركتس بي تي
قال كاي فان بيترسن، المحلل المالي في شركة ساسكو بسنغافورة: “برغم التوتر ما بين إيران وأمريكا، أجد صعوبة في رؤية ما يمكن لإيران فعله، وكفترة تقييم، فستكون هناك حالة ترقب في الأسواق حتى منتصف يناير».
ولفت إلى أن عدم ضخ استثمارات في الأسواق أو ضخ سيولة مالية يزيد من حالة الإفراط في التوقعات السلبية. ولهذا، فالمحللون سيراقبون الأسواق خلال الـ 48 ساعة القادمة حتى عطلة نهاية الأسبوع في دول لشرق الأوسط.
وقلل بيترسن من ارتفاع النفط بنسبة 4 % بعد الضربة، وقال إن الارتفاع قد يحدث لمتغيرات كثيرة، وكونه ارتفع لا يعني استمراره عند هذا الحد، إلا إذا حدثت متغيرات كبيرة.
8- كوفينانت كابيتال
من جانبه، اعتبر إدوارد ليم، المدير المالي في كوفينانت في سنغافورة: «أن هذا الهجوم يسلط الضوء فقط على المخاطر الجيوسياسية المؤثرة على أسواق النفط، وإن السوق قد تعاني من نقص محتمل في النفط في أول إلى ثاني ربع من عام 2020».
9-يو أو بي كاي هيان (هونج كونج)
وعبر ستيفن ليونج، المدير التنفيذي في الشركة التي يقع مقرها في هونج كونج عن أن الكثير من المستثمرين يخشون من تدهور الوضع في إيران، وإمكانية حدوث عملية انتقامية بعد الهجوم الأمريكي. ولهذا، يرغب المستثمرون في الحد من نسب المخاطر قبل عطلة نهاية الأسبوع، بعدما ارتفعت الأسهم كثيرًا الشهر الماضي، ولذا، فرغم التراجع السوقي إلا أن بعض المستثمرين قد يجنون أرباحًا كبيرة إذا ما استمرت الأخبار السيئة، فبينما قد يخسر الكثيرون، قد يجني البعض أرباحًا من خسائر الآخرين.
10- بنك ميزوهو
أخيرًا، قال كين تشيونج، كبير المحللين في البنك في هونج كونج «إن استمرار حالة ارتفاع المخاطر والتوتر سيبقي العملات الأجنبية الآسيوية تحت حالة من الضغط والترقب، في ظل مؤشرات متوسطة لهذه العملات، وأرقام مؤشرات جيدة للدولار الأمريكي حتى الآن. ومن المحتمل أن تدفع هذه العوامل إلى جني الأرباح من أسواق العملات الآسيوية».