وكالات
يعتزم كارلوس غصن الرئيس التنفيذي السابق لتحالف رينو-نيسان-ميتسوبيشي موتورز، الكشف عن أسماء أشخاص، قال “إنهم وراء انقلاب أطاح به من رئاسة ذلك التحالف”.
وأوضح غصن أن من بين هؤلاء الأشخاص “بعض مسؤولي الحكومة اليابانية”، حسبما أفادت وكالة “بلومبيرج” للأنباء.
وقال “إن لديه أدلة ووثائق تثبت أن عملية إلقاء القبض عليه كانت مخططا لإسقاطه، لأنه كان يرغب في دمج “نيسان موتور” مع “رينو إس أيه”، وفقا لما نقلته “الألمانية”.
ومن المقرر أن يعقد غصن، وهو مواطن لبناني، مؤتمرا صحافيا اليوم، ليقدم روايته بشأن تلك التطورات.
وكان قد تم القبض على غصن في اليابان في نوفمبر 2018 لاتهامه في جرائم مالية، وجرى الإفراج عنه بكفالة في انتظار محاكمته التي كان من المقرر أن تبدأ هذا العام.
وتردد أن غصن فر عن طريق إسطنبول إلى لبنان، التي ليس لديها أي اتفاق مع اليابان بشأن تسليم المجرمين.
وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية “إن.إتش.كيه” الأسبوع الماضي نقلا عن مصادر مطلعة على التحقيق، أن إحدى كاميرات المراقبة الأمنية التقطت غصن وهو يغادر مقر إقامته في طوكيو وحيدا في وقت الظهيرة يوم هربه.
وبحسب التقارير، فإن المفتشين في مطار كانساي لم يجروا فحصا بالأشعة السينية على حقائب كبيرة، من بينها حقيبة لآلة موسيقية كبيرة تم تهريب غصن فيها، نقلت إلى متن الطائرة، التي يعتقد أن غصن استقلها للهرب.
وذكر تقرير إعلامي، أمس، أن السلطات اليابانية كشفت عن أن أمريكيين اثنين ساعدا غصن، على مغادرة اليابان، في الوقت الذي بدأت فيه تفاصيل رحلته في الظهور.
ونقلت هيئة الإذاعة اليابانية “إن إتش كي” عن مصادر تحقيقية لم تكشف عنها أن غصن، الذي واجه محاكمة في اليابان بتهمة ارتكاب مخالفات مالية، غادر منزله في طوكيو بمفرده بعد ظهر يوم 29 ديسمبر الماضي وسار لمسافة 800 متر إلى فندق، حيث التقى أمريكيين اثنين.
وذكرت الهيئة أن الأمريكيين كانا قد وصلا إلى مطار كانساي الدولي في أوساكا في الصباح على متن طائرة خاصة قادمة من دبي، ونزلا في فندق قريب وكان معهما صندوق كبير ثم استقلا بعد ذلك قطارا فائق السرعة من محطة شين أوساكا إلى محطة شيناجاوا في طوكيو.
وأوضحت أن غصن والأمريكيين استقلوا قطارا مزدحما فائق السرعة من شيناجاوا إلى شين أوساكا ووصلوا إلى الفندق الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي “11:00 بتوقيت جرينتش”.
وبعد ساعتين، غادر الشخصان الفندق ومعهما صندوقان كبيران، بينما لم تتم مشاهدة غصن.
ولم يخضع الصندوقان الكبيران، اللذان تم إعلان أنهما يتعلقان بأدوات موسيقية، للفحص بأشعة إكس. ولم يفتح مسؤولو الجمارك الصندوقين. وأقلعت الطائرة المتجهة إلى تركيا الساعة 11:10 مساء، حسب وسائل إعلام محلية.
وتعتقد السلطات اليابانية أن غصن كان مختبئا داخل أحد الصندوقين.
إلى ذلك، قالت متحدثة باسم كارلوس غصن لـ”رويترز” أمس، “إن مذكرة الاعتقال التي أصدرها ممثلو ادعاء يابانيون بحق زوجته كارول تدعو إلى الأسف”.
تأتي مذكرة اعتقال كارول غصن قبيل تحدث زوجها علنا لأول مرة منذ وصوله إلى بيروت بعد الفرار من اليابان.
وقالت المتحدثة “في المرة السابقة أعلن كارلوس غصن أنه سيعقد مؤتمرا صحافيا وتم القبض عليه مجددا. هذه المرة قبل اليوم الذي أعلن أنه سيتحدث فيه علنا بحرية للمرة الأولى، أصدروا مذكرة اعتقال بحق زوجته كارول غصن”.
وذكرت المتحدثة أن كارول عادت طواعية إلى اليابان قبل تسعة أشهر للرد على أسئلة ممثلي الادعاء وغادرت دون توجيه أي اتهامات إليها.
وأضافت “إصدار مذكرة الاعتقال هذه أمر يدعو إلى الأسف”.
من جهته، قال مسؤول في وزارة العدل اليابانية أمس، “إن المسؤولين القانونيين اليابانيين يعكفون على دراسة القوانين اللبنانية لإيجاد سبيل لإعادة كارلوس غصن”، مبينا أن طوكيو ستبذل ما في وسعها لإعادته ليحاكم في اتهامات بارتكاب مخالفات مالية.
وأضاف المسؤول “ندرس بالتفصيل القوانين المحلية اللبنانية.. وسنبذل ما في وسعنا لإعادته”.
وأكد أن فرص إقناع لبنان بترحيل غصن ضئيلة للغاية، لأن لبنان مثل عديد من الدول الأخرى لا يسلم مواطنيه.
وأشار المسؤول إلى أن غصن قد يواجه اتهامات إضافية لانتهاكه قوانين السفر اليابانية بفراره من البلاد، وستتعقب الشرطة أي شخص قد يكون ساعده على الهرب.