كتب-محمد عبدالله:
تباينت أسعار سندات (ديون) الحكومة الأمريكية صباح اليوم الخميس وسط تراجع المخاوف من مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران، بعد ما خفضت كل منهما خطابهما القتالي بعد الضربات الإيرانية الانتقامية على أهداف عسكرية أمريكية في العراق، ردًا على مقتل أكبر قواد إيران قاسم سليماني الأسبوع الماضي، وفق ما قالت شبكة سي إن بي سي الأمريكية.
وقالت سي إن بي سي، إنه قد ارتفع العائد على سندات الخزانة المقومة بفترة عشر سنوات بشكل جيد، بينما انخفض العائد على سندات الخزانة لمدة 30 عامًا بشكل طفيف عند 2.3574٪.
على الرغم من أن المخاوف من نشوب صراع عسكري قد خفت حدتها مؤقتًا، مما أدى إلى ارتفاع عائدات سندات الخزانة في وقت متأخر من يوم أمس الأربعاء وإلى اليوم، إلا أن بعض المستثمرين يترددون فيما يبدو في التراجع في التدوال والبيع والشراء بالشكل المعهود.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس، إن إيران ”تبدو وكأنها تراجعت” بعد إطلاق ما لا يقل عن عشرة صواريخ باليستية على أهداف أمريكية. ومع ذلك ، أعلن أن واشنطن ”ستفرض على الفور عقوبات اقتصادية إضافية معاقبة للنظام الإيراني”.
من جانبها ، قالت شبكة بلومبرج، إن الأسهم في آسيا عادت للارتفاع بعد أن بدا أن الولايات المتحدة وإيران تراجعتا عن صراع عسكري أكبر، وحافظت الملاذات من الين إلى سندات الخزانة على خسائر محدودة واستقر النفط بعد انخفاضه، وقبلها ارتفاعه القياسي منذ الجمعة الماضية وقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
وخلال التداولات الآسيوية ، تفوقت أسهم اليابان، وارتفعت قيم الأسهم في هونج كونج وكوريا الجنوبية أيضًا، كما ارتفعت الأسهم في أستراليا إلى جانب ارتفاع في عائدات السندات. وارتفعت العقود الآجلة الأوروبية.
كما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في وقت سابق حيث أشارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إيران، إلى أن التوترات مع إيران قد تراجعت، لكن بقي المتداولون والمستثمرين حذرين من التطورات بعد أن أفادت تقارير عن احتمالية حدوث هجوم صاروخي في بغداد، بعد انقضاء جلسة إيجابية في بورصة وول ستريت مساء أمس الأربعاء.
لكن بقيت الأسهم الآسيوية دون مستوى الأسبوع الماضي قبل الضربة الأمريكية عندما قتلت الولايات المتحدة قائد فيلق القدس الإيراني، وفي ذلك قالت منى ماهاجان، الخبيرة الاستثمارية في أليانز جلوبال إنفيستور لبلومبرج :” عدم التصعيد لايعني وقف العداء، لكن يهدأ قليلا من المخاوف، وهو ما تمثل في تدوال مقبول وجيد للأسهم الأمريكية وفي بعض دول العالم، إلا أن الحالة عامة، هي معدلات منخفضة أقل مما سبق بأسبوعين، من تضخم منخفض ونمو منخفض”.
مع المخاطر الجيوسياسية التي تلوح في الأفق على الأسواق ، يراهن المستثمرون على إمكانية احتواء الصراع.
تراجعت الأسهم في وقت مبكر من يوم أمس الأربعاء في آسيا بعد أن شنت إيران هجومًا انتقاميًا على القواعد العسكرية الأمريكية في العراق، لكن تبع ذلك انعكاسات أقل حدة مع بدأ البلدين الإشارة إلى وقف القتال.
وذكرت بلومبرج، إن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكية ، ريتشارد كلاردا وجون ويليامز وجيمس بولارد وتشارلز إيفانز، سيتحدثون اليوم الخميس، عن الأوضاع السوقية، والاقتصاد الامريكي خلال الفترة الماضية.
كذلك من المقرر صدور تقرير الوظائف الأمريكي بغير القطاع الزراعي يوم الجمعة.
أما التحركات في الأسواق الرئيسية، فقد ارتفع مؤشر MSCI للأسهم الآسيوية بنسبة 1.3٪ صباحًا في لندن.
وارتفع مؤشر توبيكس الياباني 1.6٪، وارتفع مؤشر شنجهاي المركب بنسبة 0.9 ٪، وارتفع مؤشر هانج سنج في هونج كونج بنسبة 1.4 ٪، أما مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية ، فقد ارتفع نسبة 1.6 ٪.
وكذلك ارتفع مؤشر S & P / ASX 200 الأسترالي بنسبة 0.8 ٪، وارتفعت في أمريكا العقود الآجلة لمؤشر ستاندرز آند بورز 500 نسبة 0.3 ٪، وتقدّم المقياس الأساسي بنسبة 0.5٪ منذ أمس الأربعاء، كما وارتفعت أخيرًا، عقود اليورو Stoxx 50 بنسبة 0.7 ٪.
أما العملات الدولية، فحقق الين انخفاضا عند 109.26 للدولار ، بانخفاض 0.1 ٪، أما اليوان فقد قفز ليحقق 6.9235 مقابل الدولار ، بزيادة 0.2 ٪، وكذلك سار اليورو بــ1.1115 دولار ، بزيادة 0.1 ٪.
وبخصوص السندات، فلم يطرأ تغير يذكر على العائد على سندات الخزانة ذات أجل الـ10 سنوات ، لتكون عند 1.87٪، وارتفع عائد الـ10 سنوات في أستراليا أكثر من أربع نقاط أساس إلى 1.23 ٪.
أخيرًا فيما يخص النفط، استقر خام غرب تكساس الوسيط عند 59.62 دولار سعرًا للبرميل بعد انخفاضه بنسبة 4.9 ٪ أمس الأربعاء، بعد التراجع عن التصعيد العسكري، وانخفض الذهب بنسبة 0.7 ٪ إلى 1546 دولار للأوقية، بعدما كان قد وصل إلى حاجز الـ 1600 دولار للأوقية.
وقالت رويترز، إنه قد تراجعت أمس الأسهم العالمية وبدأت بورصة وول ستريت تداولها بوتيرة أضعف بعد الهجوم الإيراني على قاعدة عين الأسد بالعراق والتي تتواجد بها قوات أمريكية، لكن تحركات السوق الحادة السابقة تلاشت مع تلاشي المخاوف من أن تؤدي الغارة إلى تصعيد عسكري فوري.
وأكد بعد الضربة الإيرانية وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الإيرانيين “لا يسعون إلى التصعيد أو الحرب”.
وكان قد ارتفع سعر برميل النفط فوق الـ70 دولاراً للبرميل ، بينما وصل الذهب لأعلى مستوياته في سبع سنوات بعد الهجوم الصاروخي على قاعدة عين الأسد الجوية وعلى قاعدة في أربيل بالعراق ، بعد ساعات من جنازة قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
وأمس ارتفع الين الياباني ما يقرب من 1 ٪ إلى أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر بعد الهجمات ، وتراجع أيضا ليتداول عند108.450، و انخفضت العقود الآجلة لخام برنت من أعلى مستوياتها إلى أقل من 69 دولار للبرميل.
وقال سلمان أحمد ، كبير استراتيجيي الاستثمار في لومبارد أودير : “كان الوضع المباشر دراماتيكيًا إلى حد كبير ، لكن الشيء المهم الذي يجب التركيز عليه هو حدوث التهدئة، فرغم تصرف ترامب العشوائي ولكن ما هو واضح هو أنه لا أحد يريد الحرب وهذا ما تركز عليه الأسواق”.