مجمعات الأسهم الخاصة.. اتجاه استثماري لمستشاري المال والثروة

صناعة كبيرة بقيمة 4.8 تريليون دولار.. وتوقعات متفائلة لـ2020

المنصور- سيارات
aiBANK

محمد عبدالله _ ساعدت أعمال شركة للمستثمر والخبير المالي جون إيجان John Egan الكثيرين في أمريكا على التخطيط لمرحلة تقاعدهم لذلك ومع توسع أعماله قرر أن يساهم في تنمية أعماله بطريقة أكبر، من خلال دمج شركته بشركة أخرى أكبر، وترك إدارة جزء كبير من أسهم شركته لهذه الشركة، في توجه جديد أصبح ملاحظًا في السوق الأمريكية، بالاتفاق على إدارة أسهم المستثمرين لشركات أكبر (مجمعات) تدرّ أرباحًا أكبر، وفق ما ذكر تقرير شبكة بلومبرج الأمريكية.

جون إيجان
E-Bank

أبرم إيجان صفقة في عام 2016 لبيع أغلبية أسهم شركته لـشركة هاي تاور أدفيزور HighTower Advisors، وهي مجموعة خاصة مدعومة بإدارة أسهم شركات ومستشارين كثر في مجال الاستثمار والاستشارات الخاصة به، ويشرفون بشكل جماعي على أكثر من 70 مليار دولار من العمليات.

هاي تورز أدفيزور

وتضم هاي تاور أسهم وأموال مجتمع من المستشارين الماليين، والذين يركزون على تقديم دعم موضوعي شامل للثروة لعملائهم.

تدير شركة هاي تاور على سبيل المثال ترتيبات المكتب الخلفي لـ شركة “إيجان ماديسون” Egan’s Madison في مدينة نيو جيرسي، بينما يمضي مدير الشركة ورئيسها إيجان وقتًا أطول في توظيف العملاء والعمل كمدرب شخصي.

حياة أكثر رفاهية لرجال الأعمال

ومنذ صفقته مع هاي تاوزر، ارتفعت أصول إيجان الخاضعة للإدارة بنسبة 50٪ إلى 475 مليون دولار وخسر 15 مليون جنيه فقط.

أصول إيجان ترتفع بنسبة 50% إلى 475 مليون دولار منذ صفقة هاي تاوزر

ويقول إيجان إنه صار يجد وقتًا أكثر في المنزل بنحو 15 ساعة في الأسبوع، وهذا بحسب الرجل صاحب الـ59 عامًا لا يعجب زوجته التي تقول له «إنها تتمنى أن يكون في المنزل لثماني ساعات فقط”.

استثمار جديد

وعن هذا الاستثمار الجديد والذي أصبح بارزًا في السنوات القليلة الماضية، علقت شبكة بلومبرج التي رصدت الاتجاه في تقريرها، أن حياة إيجان الجديدة تعد جزءًا من عملية دمج تجتاح صناعة استشارات الثروة، وهو اتجاه تحركه إلى حد كبير شركات تمولها شركات الأسهم الخاصة، مثل هاي تاور.

ويقول الاتجاه إن شركات إدارة أصول واستشارات صارت تجلب رؤوس أموال وتجري صفقات إدارة لأسهم مساهمين في مجال الاستشارات المالية، وتقوم بإدارة الأموال مقابل حصة كبيرة من قيم الأسهم قد تصل للنصف مثل جون إيجان أو أكثر من ذلك أو أقل على حسب كل مستثمر وطبيعة الصفقات، وهو ما يتيح وقتًا أطول لرجال الأعمال والمستشارين الماليين الذين دخلوا مرحلة التقاعد أو اقتربوا منها، بهدف الحصول على مزيد من الوقت لحياتهم الخاصة والتركيز على هوياتهم التي ربما تركوها في غمرة شبابهم أو لأسباب شخصية أو استثمارية أخرى.

وتقوم هذه الشركات بإدارة أسهم الشركات الأصغر، وهو ما يجعل شركات الإدارة كبنوك أو محافظ مالية لإدارة الأموال، بشكل يضيف لها رؤوس أموال سريعة ويضمن لها عمليات توسع، وفي الوقت نفسه يدر مزيدًا من الأرباح على الأشخاص مثل جون إيجان.

توقع 10 سنوات لمجال الاستشارات المالية والإدارية

قالت بلومبرج، إنه من المتوقع أن تقوم الشركات التي تدير ما قيمته 2.4 تريليون دولار، ببيع أو دمج أو إنشاء أعمال جديدة على مدار السنوات العشر القادمة، وذلك لشركات متوسطة وكبيرة الحجم، وهو ما يقول أيضًا إن عام 2020 قد يشهد أجواء متفائلة لهذه الصناعة.

ووفقًا لشركة الدراسات السوقية سيرلوي أسوسيات (تأسست عام 1992 وتقوم أعمالها على تقديم خدمات الاستشارات الإدارية)، فإن ثلثي الصفقات لشركات مثل هاي تاورز سيدفعها المستثمرون في مجال الاستشارات بشكل خاص أو غيره، من الذين يستعدون للتقاعد.

أما عن البعض الآخر من النسبة الباقية التي قد تكون ثلثًا أو أقل، فهم يبحثون عن تعظيم رؤوس أموالهم للنمو بشركاتهم أو دعم شركات ناشئة. ورغم هذا النشاط الهام، إلا أن الدين المستخدم بشكل متكرر لإجراء عمليات الشراء هو أحد الأسباب التي يحجم بعض المستشارين عن بالتصرف فيها بيعها.

حجم صناعة الاستشارات المالية

ووفقًا لـسيرلوي، فإن مجال مستشاري الاستثمار المسجلين، صناعة كبيرة تبلغ قيمتها 4.8 تريليون دولار، بلغ متوسط ​​نموها السنوي 10٪ في الأصول على مدار الأعوام الخمسة الماضية. وتنمو أكبر 10 مجمعات مالية (شركات) بأكثر من ضعف تلك السرعة. وظلت رسومها، والتي عادة ما تكون 1٪ من الأصول الخاضعة للإدارة، ثابتة حتى مع استمرار صناديق الاستثمار والوساطة في خفض الرسوم.

صفقات قياسية

تداولت خلال العام الماضي 2019 ما لا يقل عن 85 شركة من هذا النوع، بأقل من العام الذي سبقه 2018، والتي تداولت فيه 92 شركة، وفقًا للبيانات التي جمعتها بلومبرج. وتم الإعلان عن سبع صفقات أخرى في الأسبوع الأول من عام 2020. كما بلغت التقييمات أعلى مستوياتها على الإطلاق، خاصة بالنسبة للبائعين مثل إيجان.

وقال جون لانجستون، المدير الإداري لبنك ريبابليك كابيتال بارتنرز، وهو بنك استثماري مقره هيوستن متخصص في صفقات مديري الثروات: «في السنوات الثلاث إلى الخمس الماضية، رأيت هذه الشركات فائقة التوسع ذات المكاتب والفروع المتعددة، تجد لها قوة دفعًا وزخمًا كبيرين. ولديهم كل ميزة على منافسيهم الأصغر في الحجم”.

تحذيرات

لكن العجلة والتوسع السريع قد لا يسير على نفس الوتيرة، حيث إن مديري الثروات في مجال المستشارين الماليين، قد لا يقفون صامدين أمام المنافسة. ويمكن أن تؤدي عوامل التراجع في الأسواق والصناعة إلى ارتفاع عمالقة في البيع بالتجزئة مثل فانجارد جروب، وهو ما قد يغير من القيم الحالية.

وقالت مارينا شيتركوف، وهي محللة أبحاث في شركة سيرلوي: «هذه النماذج الموحدة غير مجربة نسبيًّا في تراجع السوق أو حتى سوق أكثر اضطرابًا».

حصل ستة من أصل 10 من كبار الداعمين لمستشاري الاستثمار المسجلين على تمويل خارجي من مستثمري الأسهم الخاصة أو شركات رأس المال الاستثماري، وفقًا لسيرولي. ومن بين المستثمرين الآخرين البنوك، مثل مجموعة جولدمان ساكس، التي أنفقت 750 مليون دولار لشركة يونايتد كابيتال العام الماضي، ومديري الأصول مثل فرانكلين ريسورسيز، التي قالت هذا الشهر إنها ستشتري شركة أثينا كابيتال أدفايزورس.

وتعتمد عمليات الاستحواذ، مثلها مثل معظم معاملات الأسهم الخاصة، على إعادة رسملة شركة هاي تور التي تعهدت بمبلغ 100 مليون دولار للاستثمارات الاستراتيجية الجديدة بموجب اتفاقية عام 2017 مع توماس إتش لي بارتنرز، وهي شركة أسهم خاصة مقرها بوسطن. ولدى هاي تاور حاليًا 430 مليون دولار من الديون المستحقة في يناير 2025.

ثلثي الصفقات لشركات مثل هاي تاورز سيدفعها المستثمرون في مجال الاستشارات بشكل خاص من الذين يستعدون للتقاعد

وتمتلك هاي تاور التي تتخذ من شيكاغو مقرًّا لها حصص في 107 شركات استشارية في 34 ولاية بأصول تبلغ قيمتها 72.7 مليار دولار. وتوفر الشركة الأموال لمساعدة المستشارين على تنمية أعمالهم التجارية كما تقدم خدمات الدعم لهم. وهذا يتيح للشركات الجديدة التابعة لها الاحتفاظ بهوياتها المستقلة، مما يعني أن العملاء لن يلاحظوا أي تغيير، وفقًا لإيجان.

التراجع في الأسواق والصناعة قد تؤثر على القيم الحالية لأعمال مديري الثروات

واختار ستيف مورتون (أحد عملاء الشركات) بيع شركته في عام 2018 إلى مجمع آخر، هو (شركة) كابتراست فايننشال أدفيزرو، وقال إنه اختار كاب تراست لأنه على عكس الشركات الداعمة للأسهم الخاصة، لا يوجد لدى كاب تراست، ديون ولن تخضع لعمليات بيع قسرية أو إعادة تمويل.

قال مورتون: “لا أحد يحاول بيعها أو ضخ الأرباح على المدى القصير. الجميع موجودون فيها للعمل على المدى الطويل”. وزادت أصول شركته التي تتخذ من جرينزبورو بولاية نورث كارولينا أصولًا بأكثر من 16٪ إلى ما يقرب من 470 مليون دولار منذ البيع.

مثل إجان، قال مورتون إنه يستطيع قضاء المزيد من الوقت مع العملاء حتى في الوقت الذي يقضي فيه إجازة لمدة 12 أسبوعًا في السنة.

ويتقاضى رسومًا أقل مقابل الصفقات والخدمات الأخرى لأن كاب تراست تمنحه نفوذًا للتفاوض مع البائعين أكثر من ممارسته المنفردة. قال مورتون، 66 عامًا.

الرابط المختصر