عبد العزيز نصير: المعهد المصرفي يتوسع في التعلم الإلكتروني ويهدف لتغطية 38 بنكا خلال عامين
إتاحة الخدمة في السوق الإفريقية في مرحلة لاحقة
أمنية إبراهيم _ يسعى المعهد المصرفي المصري EBI، الذراع التدريبية للبنك المركزي، لنشر خدمات التعلم الإلكتروني وتطوير مستوى ومحتوى الخدمة المقدمة للعاملين بالقطاع المصرفي، في إطار استهدافه تغطية نحو 38 بنكًا في غضون عامين.
وكشف عبد العزيز نصير، المدير التنفيذي للمعهد المصرفي، على هامش المائدة المستديرة التي تم عقدها الأسبوع الماضي لعدد من الصحفيين لاستعراض النتائج المحققة بعد مرور نحو عامين على تدشين خدمة E-Learning بالمعهد، عن تجاوز عدد المستفيدين من خدمات التعلم الإلكتروني 16.6 متدرب، بما يزيد عن 19 ألف ساعة تدريبية، من نحو 13 بنكًا.
قال نصير، إن فترة الإعدادات لإطلاق خدمات التعلم الإلكتروني E-Learning، استغرقت نحو 3 سنوات، نظم فيها المعهد عدة بعثات لواحدة من أكبر المؤسسات العالمية العاملة في مجال تطوير مهارات العنصر البشري وهي Association for talent development وذلك لتأهيل الكوارد المسؤولة حاليًا عن صنع المحتوى التدريبي في برامج التعلم الإلكتروني.
وأشار إلى أن الخروج من تقديم الخدمة التعليمية بشكلها التقليدي المتعارف عليه والذي يقدمه المعهد المصرفي من سنوات عديدة، والانتقال إلى طرحها بشكل مختلف عبر إتاحة برامج التعلم الإلكتروني، مثّل نقلة نوعية في مستوى الخدمات، وجاء ضمن خطط التحول الرقمي.
وأكد نصير، أن المعهد بدأ مبكرًا في الإعداد لتطوير الخدمات والمحتوى التدريبي بما يتماشى مع خطط الدولة للتحول الرقمي وزيادة الاعتماد على الوسائل التكنولوجية الحديثة، وكان دخول مجال التعلم الإلكتروني تحديًا صعبًا، حيث لم ينتظر المعهد المصرفي نجاح وتكرار التجربة ودخولها في مرحلة النضج بما يضمن نتائجها في السوق المحلية، حيث دخل النشاط في مراحله الأولى، مشيرًا إلى أن نتائج ما تحقق على مدار عامين من تدشين خدمات E-Learning للبنوك جاءت جيدة جدًّا.
وتابع نصير: «عندما ظهر التعلم الإلكتروني كفكرة جديدة في تقديم الخدمات التدريبية، لم ننتظر تبلور الفكرة ونضجها بالشكل الكافي، وقررنا من واقع المسؤولية الواقعة علينا وريادة المعهد في تقديم الخدمة التدريبية لوحدات القطاع المصرفي، البدء في الإعداد لها وتدشينها بشكل رسمي في أوائل عام 2018».
وأشار إلى أن المعهد بدأ قبل سنوات، ضخ استثمارات كبيرة لإدخال تكنولوجيا التعلم الإلكتروني، وتأهيل الكوادر، حيث يتم تصميم المادة العلمية وتصويرها وعمل الرسوم المتحركة وتسجيل الصوت داخل ستديو صمم وتم تجهيزه خصيصًا داخل المقر الرئيسي، ليتم إتاحة المادة العلمية في صورة برامج عبر المنصة الرقمية التابعة للمعهد.
16.6 ألف متدرب في 13 بنكًا استفادوا من خدمات E-Learning 4
وقال نصير، إن عدد المستفيدين من خدمات التعلم الإلكتروني بلغ في الفترة من فبراير 2018 وهو تاريخ بداية تدشين الخدمة رسميًّا، وحتى يناير 2020، أي أقل من عامين، نحو 16.638 ألف متدرب، ينتمون لنحو 13 بنكًا، حصلوا على تدريب لأكثر من 19 ألف ساعة تدريبة.
ونوه إلى أنه تم إطلاق الخدمة بعدد 6 دورات تدريبية فقط، وبلغ عدد المستفيدين خلال عام 2018 نحو 4 آلاف متدرب، فيما تضاعف عدد المستفيدين من خدمات التعلم الإلكتروني أكثر من مرة، ليصل إلى نحو 16.6 ألف متدرب، من نحو 13 بنكًا الآن.
4 آلاف متدرب من 4 بنوك حصلوا على الخدمة في عامها الأول
وأوضح نصير، أن برامج التعلم الإلكتروني للعاملين في القطاع المصرفي، تعتمد على المزج بين طبيعة النص المكتوب والمنطوق والمرئي، ويتلقاه المتدرب من مكتبه مباشرة عبر جهاز الحاسب الآلي الخاص به، دون تحمل عناء الانتقال والحضور، وعند اجتياز المتدرب الدورة التدريبية، يمكنه تنزيل شهادة الاجتياز مباشرة من صفحته الشخصية على منصة التعلم الإلكتروني.
وأكد حرص المعهد على تقديم خدماته التدريبية إلى المصرفيين في مختلف المناطق الجغرافية، ولذا تم استخدام خدمات الحوسبة السحابية Cloud Computing لتوفير الخدمة بطريقة مؤمنة من خلال شبكة الإنترنت، بما يتيح قدرات عالية تستطيع أن تغطي احتياجات القطاع المصرفي المصري كافة من هذه الخدمات وخاصة لصالح الفروع في المحافظات البعيدة.
برنامجا أمن المعلومات ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب يستحوذان على 75% من المستفيدين
ولفت إلى أن استهداف المعهد التوسع في تقديم خدمات التعلم الإلكتروني خلال عام 2020، كونه أحد الأهداف الاستراتيجية، نظرًا لما يحققه من زيادة كفاءة وفاعلية للمتدربين، وأشار إلى أن الخدمة تتيح أكثر من 20 برنامجًا تدريبيًّا، منها أساسيات أمن المعلومات، وبرنامج مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وأخلاقيات العميل وميثاق الشرف المهني، ومبادئ المحاسبة، وبرنامجان تعريفيان عن التكنولوجيا المالية Fintech، وE-Learning SANS Security Awareness.
وأكد نصير، استمرار المعهد في تنفيذ خطة إحلال وتجديد وتطوير كل ما يتعلق بالعملية التدريبية، والتحول الرقمي، لتسهيل العملية التعليمية والتدريب والمساهمة في تحقيق مرونة أكثر في التواصل مع المتدربين.
وأضاف المدير التنفيذي، أن التعلم الإلكتروني بالمعهد المصرفي المصري يتميز بجودة التصميم وكفاءته وتعدد أساليب عرض المعلومات، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة واستخدامها كوسيلة تعليمية، كما يضمن التفاعل الآمن الفعال بين عنصري العملية التعلمية، بما يسمح بحرية المتدرب في التعلم حسب رغبته، وسهولة المتابعة والإدارة الجيدة للعملية التعليمية.
وقال نصير، إن من أكثر البرامج التدريبية التي لاقت إقبالًا كبيرًا من قبل البنوك، أساسيات أمن المعلومات، وبلغ عدد موظفي البنوك المستفيدين منه نحو 3760 موظف حتى شهر يناير الجاري، من بينهم ألف شخص من بنك واحد.
وردًّا على سؤال لجريدة حابي حول عدد البنوك المستهدف الوصول إليها في خدمات E-Learning ومدى إمكانية إتاحة الخدمة التدريبية في إفريقيا، قال نصير، إن خطة المعهد المصرفي تستهدف نشر خدمات التعلم الإلكتروني وتغطية 38 بنكًا تمثل القطاع المصرفي بأكمله خلال عامين، كما تستهدف إتاحتها بالسوق الإفريقية في مرحلة لاحقة في إطار استراتيجية التمدد والتوسع في القارة السمراء.
وأكد نصير، أن خدمات التعلم الإلكتروني ستحقق نموًّا سريعًا وملحوظًا خلال السنوات القليلة المقبلة، لما توفره من مزايا متعددة من أبرزها، انخفاض تكلفتها اقتصاديًّا على ميزانيات التدريب بالبنوك، مقارنة بالدورات التدريبية التقليدية، إلا أنه أشار إلى أن ذلك لا يعني انحسار أو تلاشي دورات التدريب داخل الفصول العلمية مستقبلًا، حيث إن هناك بعض البرامج التدريبية التقنية التي تتطلب سير العملية التعليمية بشكلها التقليدي المعتاد وتستدعي استشارات وتفاعلًا فوريًّا مع المحاضر، مؤكدًا أن برامج التعلم الإلكتروني لن تغنى عن البرامج التدريبية التقليدية.
طرح برنامج تفاعلي للتثقيف المالي مجانًا مارس المقبل
من جهته أكد الدكتور زياد شاكر، مدير برنامج التعلم الإلكتروني بالمعهد المصرفي المصري، أن برامج التعلم عبر المنصة الرقمية شهد تطورًا ملموسًا منذ إطلاق الخدمة، حيث بلغ عدد المتدربين نحو 4 آلاف متدرب من نحو 4 بنوك فقط خلال عام 2018، ارتفع إلى 16.6 ألف متدرب من نحو 13 بنكًا في 2019، لتحقق معدل نمو مرتفع.
فيما قال نصير، إن المنصة الرقمية الخاصة بالتعلم الإلكتروني تتيح نحو 12 عنوانًا رئيسيًّا إلى جانب 4 دورات تعريفية، منها الفاتكا والفينتك والبتكوين، لافتًا إلى أن المعهد سيركز خلال المرحلة المقبلة على إضافة برامج تدريب جديدة تعتمد بشكل أساسي على تطوير المهارات ومنها مهارات التواصل والتفاوض.
وأشار المدير التنفيذي للمعهد المصرفي المصري، إلى أن برنامجي أساسيات أمن المعلومات، ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، سيظلان الأكثر طلبًا من قبل البنوك المصرية.
وردًّا على سؤال لجريدة حابي، قال الدكتور زياد شاكر، إن هذين البرنامجين يستحوذان على ما بين 65 إلى 75% من إجمالي عدد المتدريبن المستفيدين من خدمات التعلم الإلكتروني منذ تدشين الخدمة في فبراير 2018 وحتى يناير الجاري، مشيرًا إلى أن المنصة تتيح 4 دورات تعريفية يصدر عنها شهادة حضور للدورة فقط، ونحو 20 برنامجًا تدريبيًّا تتضمن اختبارات وتمنح شهادة اجتياز.
فيما أشار شاكر، إلى أن خطة المعهد للعامين المقبلين تستهدف بشكل أساسي تطوير برامج E-Learning عبر استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، موضحًا أن لكل خدمة مراحل عمرية متعددة، وأن برامج التدريب التي يوفرها المعهد عبر منصته الرقمية تتيح في الوقت الحالي التفاعل مع المحتوى، ومن المتوقع والمخطط له أن تتيح مستقبلًا التواصل مع أحد الخبراء والذي سيتم على مرحلتين، الأولى ترك الاستفسار وانتظار الرد عليه في وقت لاحق، ثم الاستفسار اللحظي عبر خدمات الذكاء الاصطناعي كخدمات محادثة Chat Bot؛ لتمكين المتدرب من توجيه الأسئلة والاستفسارات والرد عليها بشكل لحظي.
ومن جانبه كشف نصير، عن استعداد المعهد المصرفي تدشين دورة تدريبية تفاعلية للتثقيف المالي، عبر منصة التعلم الإلكتروني، مجانًا دون أي رسوم، في شهر مارس المقبل، موضحًا أنها ستكون دورة تعريفية ضمن فعاليات الأسبوع المالي العالمي، في إطار السعي وراء توسيع نطاق الشمول المالي، ورفع درجة الوعي لدى عموم المواطنين بالخدمات المالية والمصرفية.
وقال نصير، إن الدورة التعريفية ستتناول توضيح مفاهيم مثل الادخار والاستثمار والفرق بينهما، والتعريف ببطاقات الدفع المختلفة، وكذلك الحسابات المصرفية وأنواعها على سبيل المثال لا الحصر، مشيرًا إلى أن البرنامج التعريفي سيتضمن مجموعة أسئلة لضمان تفاعل المتلقى مع المحتوى، والتعرف على مدى استفادته.
وفي سياق آخر، أكد نصير، أن عام 2020 هو عام التحول الرقمي في المعهد المصرفي ولذا تم الاتفاق مع شركة SAP، الرائدة عالميًّا في تطوير نظم وتطبيقات إدارة موارد المؤسسات، بهدف تطبيق أنظمتها داخل المعهد، في إطار الانتشار والتطورات التكنولوجية المتسارعة، حيث سيتم استبدال أنظمة البرامج التكنولوجية الحالية بالمعهد بنظام SAP ليكون النظام الأساسي، حتى يتمكن المعهد من تشغيل جميع العمليات تلقائيًّا بنظام واحد متكامل لتعظيم الاستفادة من التكنولوجيا وتطوير الخدمات التدريبية.