خالد بشارة القدوة والنموذج

aiBANK

بقلم ياسمين منير ورضوى إبراهيم مديرا التحرير _ رسم العام الجديد جرحًا غائرًا في قلب مصر برحيل واحد من أنبغ ما أنجبت، في حادث طريق أليم مثل مئات الحوادث التي تشهدها الطرق المصرية منذ عقود طويلة دون وجود خطة واضحة لوقف نزيف الأسفلت.

خالد بشارة.. القدوة والنموذج الأمثل للشاب المكافح الخلوق الذي حفر اسمه في تاريخنا جميعًا بأحرف من نور، بعدما لعب دورًا محوريًّا في دخول الإنترنت لكل بيت وساهم في تعظيم استخداماته بالشركات والجامعات وفي مسار حياه ملايين الشباب الذي انبهر بنجاح التجربة والريادة الشبابية في خلق كيان كبير مثل شركة لينك دوت نت.

E-Bank

فتح هذا النجاح الآفاق أمام خالد بشارة، خريج الجامعة الأمريكية ومؤسس ورئيس لينك دوت نت، لدخول عالم الصفقات الكبرى بالتحالف مع رجل الأعمال نجيب ساويرس الذي اعتبر بشارة بعد فترة وجيزة بمثابة ذراعه اليمنى في إدارة حزمة من الشركات الرائدة في مجال الاتصالات حول العالم.

سجل تاريخ بشارة القصير العديد من الإنجازات الكبيرة في كثير من المجالات كرائد أعمال ومتخصص محترف في إدارة الكيانات الاقتصادية مهما كان حجمها أو نشاطها، بارع في رسم الخطط للخروج من الخسائر والمواقف الصعبة إلى مسارات واضحة للربح وتعظيم القيمة، وكذلك إتمام صفقات تخارج تصلح كنماذج للتدريس على مستويي كفاءة التقييم والإدارة.

ترك بشارة القيادة في إمبراطورية ساويرس بعد إتمام صفقة كبرى نتج عنها تحول شركة فيمبلكوم الروسية لسادس أكبر شركة اتصالات في العالم بعد استحواذها على الشركة الأم لشركة أوراسكوم تليكوم في صفقة بلغت قيمتها 6 مليارات دولار عام 2011، وشغل بشارة منصب الرئيس والمدير التنفيذي للعمليات.

ثم استقال في نهاية 2011 من قيادة شركتي آوراسكوم وفيمبلكوم ليبني مع فريق من الشباب الموهوب والمبدع نهجًا مختلفًا للاستثمار المباشر بالمجالات المرتبطة بالتكنولوجيا عبر شركة أكسيليرو، التي استثمرت من خلال صندوق A15 بالعديد من الشركات التي حققت نجاحات وتوسعات وصفقات وأثمرت عن وظائف كثيرة في مجال يتسم بالمنافسة العالمية.

ودفعت موهبة بشارة المتفردة في الإدارة نحو تحول جديد في سجله الحافل بالإنجازات العملية والشخصية، باقتناص شركته الوليدة عقد إدارة مع شركة أوراسكوم للتنمية القابضة بنهاية عام 2015، تولى بموجبه بشارة قيادة واحدة من أكبر الشركات العقارية والسياحية حول العالم.

وبالفعل نجح بشارة في تنفيذ خطة إعادة هيكلة واسعة استعرض ثمارها في حوار موسع أجراه مع حابي منتصف شهر يوليو 2018، ليبدأ بعدها حصد الثمار من خلال هيكل مالي قوي وحقبة جديدة تتسم بالتحول من الخسائر إلى الربحية.

وفي يوليو الماضي، تربع بشارة في صدارة قائمة أفضل الرؤساء التنفيذيين للشركات التي تبلغ إيراداتها من 0.1 إلى 2 مليار دولار أمريكي، وفقًا لتصنيف مؤسسة “Obermatt” للأبحاث المالية، كما جاءت شركة أوراسكوم للتنمية التي يرأسها في قائمة أفضل الشركات في نفس التصنيف.

وعلى الصعيد الشخصي، لمس بشارة قلوب كل من تعامل معه عبر دماثة الخلق والمبادئ التي لا تتجزأ والتواضع الواضح في كل التصرفات، ومن اقترب أكثر ذاق حلاوة صداقة الجدعان التي بات يندر وجودها، والأستاذ الذي لا يبخل بعلمه ونصائحه الصادقة على أحد.

يعتز فريق حابي بفضل هذا القائد والقدوة على التجربة من قبل أن تولد، فقد كان دائمًا على اطلاع ومتابعة لكل خطوات التجهيز والانطلاق وكذلك التحديات، لم يبخل بوقت أو نصيحة أو دعم، فقد وعدنا منذ سنوات بعدم تجاهل محاولة الوصول إليه وسط انشغالاته وأسفاره المستمرة، حتى أصبح الأقرب دائمًا في كل المواقف.

كنا على موعد قريب للكشف عن المزيد من الخطط والأفكار والطموحات، لكن القدر كان له رأي آخر، وبقدر هائل من الحزن والألم وضع نهاية لمسيرة السعي والنجاح التي تركت أثرها في الجميع وستظل مصدرًا للقوة والإلهام.. إلى لقاء.

الرابط المختصر