خالد بشارة.. الملهم لا يغيب

aiBANK

بقلم أحمد رضوان رئيس التحرير _ العنوان البديع، والمقدمة البليغة، والسرد الجميل، بعض من ذلك مهارة وتراكم، وبعضه الآخر إلهام عابر لحدود الكفاءة والخبرة، إلهام ينبع من جمال النفس وسلامتها، ليسري في الأفكار والسلوك، حاسمًا للشك، ومعينًا على تحمل دروب الأحلام وصعابها.

حين يأتي الإلهام يصل الإتقان بالعمل إلى مرتبة الفنون، تتغير المعادلة تمامًا، تزداد الأمور سلاسة، والحلول وضوحًا، والصبر جمالًا، والتحدي متعة، والأزمات دروسًا، والنجاح زهوًا ونفعًا لك ولمن حولك، فلا تعد مُلهَمًا فحسب، وإنما مُلهِمًا أيضًا. والمُلهِمون لا يغيبون.

E-Bank

بشهادة كل من كان له نصيب في لقائه، تمتع الغائب الحاضر المهندس خالد بشارة بهذه الدرجة من الإلهام والنفع، وبقدر نجاحه الكبير وتجاربه الزاخرة بالتنوع والتجديد والاختلاف، لم يبخل يومًا بنصيحة، أو مشاركة برأي، أو بالحضور والتكاتف في الأوقات الصعبة.

كان خالد بشارة واحدًا من قليلين شاركونا بالرأي في دراسة جدوى تأسيس جريدة حابي، ونموذجها المالي القائم على تنمية الإيرادات من الاشتراكات الرقمية، كفكرة غير تقليدية في صناعة الصحافة المصرية عمومًا والاقتصادية منها خصوصًا.

ما نقصده بالمشاركة في الرأي ليس مجرد الاطلاع وإبداء الحماسة والتشجيع، ما نقصده هو التوغل في التفاصيل وطرح الأسئلة المهمة ومناقشة إجاباتها، باهتمام يمزج بين الحرص على تقديم المشورة الأمينة، والرغبة في الاطمئنان على من يطلبها.

كان خالد بشارة أيضًا حاضرًا معنا في مؤتمرنا الأول، وشاهدًا على تحدياته المتعددة، بداية من ضيق الوقت، وتزامن موعد المؤتمر مع أكثر من حدث اقتصادي آخر، وصولًا إلى رغبتنا الكبيرة في صناعة حدث مختلف على مستوى المحتوى وطبيعة وتخصص المتحدثين. وجاء مؤتمرنا الثاني، فكان حضور خالد بشارة بنفس البريق والاهتمام والمشاركة والإلهام.

قبل أسابيع قليلة من وفاته، طلبنا رأي خالد بشارة في منتج صحفي جديد نعكف منذ فترة على اختباره وتجهيزه، أبدى ملاحظاته، ولكن.. كان للقدر كلمته، وسيخرج المنتج الجديد دون رأي أخير ممن كنا دائمًا نستبشر به ونثق في رجاحته وصدقه.

هذا بعض من كثير فيما يخص بشارة وحابي، أما عن دوره في الشركات التي قاد تأسيسها أو هيكلتها وتنميتها، فهذه المساحة لا تكفي لرصد هذه الأدوار التي قام بها ببراعة منذ ما يربو على 25 عامًا. ولكن يكفي التأكيد على أننا ونحن ندير جزءًا مهمًا من أعمالنا عبر شبكة الإنترنت، يجب أن نتذكر أن خالد بشارة كان واحدًا ممن ساهموا بقوة في تحقيق (الإتاحة) لهذه الخدمة.

وحينما نريد أن نقدم نموذجًا لرائد الأعمال متنوع التحديات والتجارب والنجاحات، فبكل تأكيد لن نختلف كثيرًا على اختيار خالد بشارة في مقدمة هؤلاء الرواد.
وإذا أرنا البحث عن موهوب في التعامل مع أصحاب الأفكار والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وأيضًا مع عمالقة الاستثمار، سيكون خالد بشارة منافسًا شرسًا لهؤلاء الموهوبين.

وعند الرغبة في انتقاء قيادة تجمع بين حكمة أهل الخبرة وحماسة وغزارة أفكار الشباب، ومعها طاقة لا تنضب من الجهد والأمل، فهذه القيادة ستذهب إليه.
المُلهم لا يغيب، بحسن عمله وبقاء نصائحه ورسوخ أفكاره في تلامذته وزملائه ومحبيه، وتعاونه مع الجميع.

الرابط المختصر