هو الآن في مكان أفضل
بقلم محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار _ لا أتصور أن هناك من قام خلال العشرين عامًا الأخيرة بوضع لبنة وأسس حقيقية لتطوير وتحديث وإبداع للإدارة التنفيذية أفضل من الصديق والأخ خالد بشارة.
خالد الذي عرفته منذ عشرين عامًا عرفته رجلًا دمث الخلق ورجلًا قادرًا على أن يغير الواقع من خلال أفكاره وإبداعاته وإصراره على النجاح كان دائمًا ما يصنع البهجة في جل من حولة وكان دائمًا يستحق أن يحمل لقب المقاتل في مجال ريادة الأعمال.
وكان خالد رجلًا بمعنى الكلمة في مجال الإدارة استطاع أن يخلق أجيالًا تمشي على خطاه مؤمنة بنفسها بقدرتها على تحقيق الذات ووضع بصمة بارزة في مجال ريادة الأعمال وتحويل نموذج أعمال لينك دوت كوم إلى هدف لكل شاب يأمل في تحقيق ذاته.
كان دائمًا قادرًا على اقتناص الأفكار ويعكف على تنفيذها بأفضل آلية ممكنة وقادرًا على أن يتحاور معك في آليات التمويل بنفس القدرة والحماس الذي يشجع به النادي الأهلي وكان بمثابة حاضن حقيقي للعاملين معه في الشركات التي مر عليها من عقود وكان مصدرًا للإلهام وبث الروح والعزيمة والانتماء لهم جميعًا.
كانت آخر لقاءاتي به في منذ عدة أشهر في آخر أيامي في هيئة الاستثمار في الجونة نتحدث في مشروع جديد لدار للأوبرا يستضيف فيه أعظم الفرق الموسيقية العالمية وأحلامه لتحويل الجونة لمركز ثقافي عالمي وقابلته بعدها بأيام بعد تركي لمنصبي وأتذكر قوله لي: “ريحت بالك ولكنك تركتنا متعبين”، فكان رجلًا يبث دفئًا وعزيمة في كل من حوله.
رحمك الله صديقي العزيز وأسكنك فسيح جناته وأنت الآن في مكان أفضل وتركتنا نسير في الطريق الذي رسمته فكنت علمًا مبدعًا يتعلم منك كل من مر على هذا المجال ونحاول أن نكرر نجاحك ونقتبس من تجربتك وأنت تشاهدنا من السموات العلا إلا أنه عمل صعب، رحم الله كل من حاول أن يطور ويحدث وطننا العزيز.
