بقلم أحمد رضوان رئيس تحرير جريدة حابي _ بداية.. أتوجه بخالص الشكر للصديق الكبير الإعلامي محمد علي خير، مقدم برنامج المصري أفندي وفريقه بقيادة رئيس تحرير البرنامج حسن الزوام، على الفرصة التي منحوني إياها مساء أمس للمشاركة في الحديث عن أزمات مهنتنا الحبيبة وحلولها المقترحة، كوجهة نظر شبابية تضاف إلى مقترحات وأفكار متنوعة وثرية من قيادات المؤسسات الصحفية المختلفة، وشيوخ المهنة.
وبإيجاز شديد، دارت محاور اللقاء الذي شارك فيه الزميلان محمود مملوك رئيس تحرير موقع كايرو 24، وصفوت عمران رئيس قسم الشؤون السياسية في صحيفة الجمهورية حول أوضاع صناعة الصحافة عمومًا، وشهد تقديم عدد واسع من المقترحات والحلول سواء المرتبطة بالأوضاع المالية والتنافسية، أو بالمناخ العام المحلي والعالمي وتأثيره في ممارسة المهنة وتطورها، انطلاقًا من فكرة فتح المجال لتلقي مقترحات أصحاب تجارب حديثة.
أعادني هذا اللقاء إلى دراسة الجدوى الخاصة بتأسيس جريدة وبوابة حابي قبل أقل قليلًا من عامين، وتحديدًا فيما يتعلق بثلاثة محاور هي: مخاطر المنافسة، ودقة النموذج المالي قياسًا بطموح الرهان على الاشتراكات الرقمية، وتكلفة التأسيس التي تم تعديلها وخفضها إلى مستوى ٥٠ ألف جنيه (أقل من تكلفة الطباعة لمدة شهر).
دراسات الجدوى في أي نشاط، ترصد مختلف الفرص والمشاكل المرتبطة به، أو هكذا يجب أن تكون، لذا، كان من الضروري الإجابة عن سيل من الأسئلة المرتبطة بمستقبل الصناعة ولاعبيها محليًّا وخارجيًّا، وحينما نجدد التأكيد على أن سباق الاشتراكات الرقمية هو الحل الأكثر قدرة على حل جانب كبير من أزمات المهنة، فهذا ليس نابعًا من تقديس هذا النموذج، بقدر ما هو قراءة واقعية إلى حد كبير للحلول التي ترسخت في كثير من المؤسسات الصحفية العالمية المحتفظة ببريقها حتى الآن.
قبل أيام، دخلت صحيفة وول ستريت جورنال إلى نادي الصحف صاحبة المليوني مشترك رقمي، وهذا يعني، أولًا: تركيز عالٍ ودائم على تطوير والبعد عن الابتذال، فليس من المنطقي جمع مشتركين على محتوى متدني المصداقية أو ضعيف الأهمية.
ثانيًا: يعني هذا التطور أيضًا تدريبًا غير عادي خضع ويخضع له مختلف العاملين في جميع التخصصات اللازمة لترسيخ فكرة الرهان على المحتوى المتميز، وتوفير مختلف الإمكانيات والأجواء المواتية لصناعة هذا المحتوى.
ثالثًا: يعني استغلالًا واستثمارًا أفضل للموارد والأصول المتاحة داخل المؤسسة الصحفية، بما في ذلك برامج تنظيم العمل ومتابعته والتقدير المناسب للكوادر الواجب تحفيزها.
رابعًا: يعني مواجهة المشاكل الخارجية حتى وإن كانت غير مرتبطة بالصناعة، بصورة لم تتعارض مع تحقيق الأهداف المرجوة.
أليست هذه الحلول التي جاءت في سياق سعي وول ستريت جورنال للرهان على المحتوى المدفوع في توليد جانب كبير إن لم يكن الأكبر من إيراداتها، هي نفسها الأكثر قدرة على تطوير وإخراج صناعة الصحافة المحلية من بعض أزماتها؟
بكل تأكيد هناك مشاكل وعقبات وتحديات محلية لها خصوصيتها، لا خلاف على ذلك، ولكن هناك خلاف كبير على تحديد نقطة البداية في رحلة البحث عن الحل.