كورونا يضرب توقعات الطلب العالمي على النفط رغم تباين التقديرات

3 منظمات دولية تخفض توقعاتها للربعين الأول والثاني من 2020

قالت وكالة بلومبرج في تقرير حديث إن الجميع يتفق على أن فيروس كورونا الجديد (Covid-19) الذي أغلق أجزاء كبيرة من الصناعة الصينية وأدى إلى توقف فعلي في أجزاء من البلاد، سيضر بقوة الطلب العالمي على النفط، مع الإشارة إلى تباين توقعات وكالات التنبؤ الثلاث الكبرى حول حدة هذا التأثير وماذا يعني بالنسبة لأرصدة النفط لعام 2020.

وذكرت أن وكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية ومنظمة الدول المصدرة للنفط -أوبك– خفضت توقعاتها للطلب العالمي على النفط خلال الربعين الأول والثاني من العام 2020، وفقًا للتقارير الشهرية التي نشرت الأسبوع الماضي.

E-Bank

ولفت التقرير إلى أن شدة التخفيضات تعكس وجهات نظر الوكالات الثلاث في غياب أدلة قوية على وجود تأثير فعلي على الطلب، مؤكدة أنه ليس من المستغرب أن ترى وكالة الطاقة الدولية، التي تمثل الدول الرئيسية المستهلكة للنفط، التأثير الأكبر على الطلب.

وكذلك فإن منظمة أوبك التي تمثل منتجي النفط الذين يحاولون جاهدين دعم الأسعار من خلال كلماتهم -إن لم يكن عبر أفعالهم- لا ترى سوى التأثير الأصغر، في حين تجد إدارة معلومات الطاقة الأمريكية -ممثل الدولة التي تعد الآن أكبر مستهلك للنفط في العالم وأيضًا أكبر منتج لها- نفسها في الوسط.

فقد خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب العالمي على النفط في الربع الأول من العام بمقدار 1.3 مليون برميل في اليوم مقارنة بما كان متوقعًا قبل شهر.

تابعنا على | Linkedin | instagram

وكالة الطاقة الدولية تخفض تقديرات الطلب في الربع الأول ثلاثة أضعاف تنقيح أوبك

ويعد هذا التخفيض أكبر بثلاثة أضعاف من التأثير الذي تتوقعه منظمة أوبك، كما أنه عميق بما يكفي لحث العالم على أول انخفاض على أساس سنوي في الطلب منذ عقد من الزمن، كما تقول وكالة الطاقة الدولية.

كما توقعت أن يصل استهلاك الصين من النفط خلال هذا الربع إلى 940.000 برميل يوميًّا بما يقل عن توقعات الوكالة قبل شهر وكذلك أقل من المستويات المسجلة في الربع المقابل من العام الماضي وعام 2018.

وتقول الوكالة الدولية للطاقة إن نمو الطلب على أساس سنوي يجب أن يعود في الربع الثاني، لكنه سيبقى عند مستوى 270،000 برميل يوميًّا، أي أكثر بقليل من نصف الزيادة التي شوهدت قبل شهر.

في حين لا تبدو منظمة أوبك قلقة للغاية، حيث توقعت أن يقلل الفيروس من الطلب على النفط في الصين خلال الربع الأول بمقدار 160.000 برميل يوميًّا فقط مقارنة بتقديرات الشهر الماضي، وسيستمر الاستهلاك مرتفعًا بمقدار 140.000 برميل يوميًّا مقارنة بنفس الفترة من عام 2019، وكذلك مقارنة بتقارير المجموعة لشهر يناير وفبراير.

ويقول التقرير إنه قد يكون من الصعب التوافق بين وجهة النظر وبعض البيانات التي يتم مراقبتها بواسطة BloombergNEF، حيث انخفض استخدام الوقود النفاث في الصين الآن بمقدار 240000 برميل يوميًّا مقارنة بمستويات ما قبل الفيروس، كما لا تزال الطرق خالية على الرغم من انتهاء العطلة الممتدة للسنة القمرية الجديدة.

وإلى جانب الفيروس، ظهرت بعض الأنماط المثيرة للاهتمام لتوقعات الطلب العالمي على النفط، كما تجري مراجعات لتقديرات استهلاك العام الماضي والنمو على أساس سنوي، ولكن مرة أخرى، تتخذ كل من وكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية مراكز هبوطية أكثر من أوبك.

خفضت وكالة الطاقة الدولية باستمرار تقديرات نمو الطلب لكل ربع من عام 2019 حيث أصبحت البيانات الصعبة متوفرة بعد انتهاء الفترة، وذلك من خلال مقارنة التوقعات التي تتم في أول شهر من الربع بالتوقعات التي تتم في الشهر الثاني من انتهاء الربع، وكذلك التقديرات خلال خامس شهر بعد انتهاء الربع.

وفي أعقاب النمط المحدد لجميع الفصول السابقة من عام 2019، يتم الآن خفض تقديرات الطلب على النفط والنمو على أساس سنوي في الربع الأخير مع إتاحة بيانات صعبة.

نمو الطلب العالمي على النفط في العام الماضي ظل أقل من مليون برميل يوميًّا

خفضت وكالة الطاقة الدولية تقديرها للطلب العالمي على النفط في 2019 بمقدار 110.000 برميل يوميًّا في تقرير هذا الشهر من حيث ربطت في يناير، في حين جاءت المراجعة الفصلية الأكبر، والبالغة 230.000 برميل في اليوم، للأشهر الثلاثة الأخيرة من العام.

ويقدر الآن نمو الطلب على النفط في الربع الأخير من عام 2019 عند 1.72 مليون برميل يوميًّا، وهو رقم قد ينخفض أكثر إذا تم الحفاظ على النمط الذي حددته الفترات السابقة.

اتبعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية مسارًا مشابهًا، حيث خفضت تقديرات الطلب والنمو في كل ربع من العام الماضي، مع تخفيض تقديرات الربع الرابع تقريبًا ضعف ما كانت عليه في أي من الفترات الثلاث السابقة.

فقط منظمة أوبك رأت الأمور بشكل مختلف، واحتفظت بمراجعاتها الهبوطية للربعين الأول والثالث وتركت تقديراتها للربعين الثاني والرابع دون تغيير، بما يبرهن أنه أكثر تفاؤلًا بشأن نمو الطلب في العام الماضي عن أي من المتنبئين الآخرين، على الرغم من أنه يرى أيضًا أن هذا النمو يتضاءل ويربطه الآن عند 920،000 برميل يوميًّا.

وترى الوكالات الثلاث الآن أن نمو الطلب العالمي على النفط في العام الماضي ظل أقل من مليون برميل يوميًّا.

إن نظرة أوبك الأكثر إيجابية حول الطلب على النفط تجعلها الوحيدة من بين الوكالات الدولية الثلاث الكبرى التي تتوقع انخفاض المخزونات العالمية هذا العام، على افتراض أن إنتاج أوبك لم يتغير عن مستواه في يناير البالغ 28.86 مليون برميل يوميًّا وفقًا لمصادر المجموعة الثانوية.

وأشار تقرير بلومبرج إلى أنه تم إغلاق معظم شحنات ليبيا التي تزيد عن 1.1 مليون برميل يوميًّا في منتصف الشهر الماضي تقريبًا عندما فرضت القوات الموالية لأمير الحرب خليفة حفتر إغلاق محطات تصدير النفط في البلاد، مما قلل إنتاجها بنحو 350.000 برميل يوميًّا مع ملء صهاريج التخزين.

وأوضحت أنه إذا لم يتم إعادة فتح الموانئ، فإن معظم الـ 800.000 برميل المتبقية من الإنتاج ستختفي هذا الشهر، مما يخفض إجمالي إنتاج أوبك (الذي لا يزال يشمل الإكوادور في تقارير الوكالات الثلاث) إلى أكثر من 28 مليون برميل يوميًّا، أي أدنى مستوى منذ أكثر من عقد للأعضاء الحاليين.

وحتى من دون المزيد من الانخفاض في إنتاج ليبيا، ترى أوبك أن المخزونات العالمية من النفط تتراجع بمعدل 440 ألف برميل يوميًّا هذا العام، هذا في تناقض صارخ مع توقعات وكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية المتقاربة.

واختتمت بلومبرج تقريرها بالتأكيد على أن التحليلات المختلفة تمامًا للوكالات الثلاث عن تأثير فيروس كورونا على طلب النفط، هي التي ستحدد ما إذا كانت المخزونات سترتفع أم ستنخفض في وقت لاحق من هذا العام، مع الإشارة إلى أن أحدهم سوف يكون عليه إجراء مراجعات.

الرابط المختصر