وكالات _ هددت بريطانيا بإنهاء مفاوضاتها حول التجارة المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي بعد “بريكست” إذا لم تتمكن من الاتفاق على “خطوط عريضة” لاتفاق تجارة بحلول يونيو المقبل.
وبحسب “الألمانية”، تقول حكومة بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني إنها لن تمدد الفترة الانتقالية التي أعقبت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى ما بعد نهاية العام الجاري.
وذكرت في تقرير لتحديد الموقف قبل افتتاح المفاوضات الأسبوع المقبل: “هذا يترك وقتا محدودا، ولكنه كافيا للمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي للتوصل إلى اتفاق”، وإذا لم يتم الاتفاق على “خطوط عريضة” بحلول يونيو، “ستحتاج الحكومة إلى اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان ينبغي للمملكة المتحدة أن تحول اهتمامها عن المفاوضات والتركيز فقط على الاستعدادات المحلية المستمرة للخروج من الفترة الانتقالية بطريقة منظمة”.
ومن المقرر أن تبدأ المفاوضات الإثنين المقبل في بروكسل وسط خلافات رئيسة، ويريد جونسون إبرام اتفاقية تجارية مثل تلك التي تفاوض الاتحاد الأوروبي عليها مع كندا، التي لا تتطلب الضمانات واسعة النطاق بشأن تكافؤ الفرص، التي تقول بروكسل إنها ضرورية في حالة بريطانيا، وذكر جونسون في خطاب في وقت سابق هذا الشهر: “ليست هناك حاجة لأن تنطوي أي اتفاقية تجارة حرة على قبول قواعد الاتحاد الأوروبي بشأن سياسة المنافسة أو الدعم أو الحماية الاجتماعية أو البيئة أو أي شيء مشابه، أكثر مما يتعين على الاتحاد الأوروبي الالتزام بقبوله من قواعد المملكة المتحدة”.
وسلط ميشيل بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، الضوء أمس الأول على الخلافات بين الجانبين، وقال بارنييه: “المملكة المتحدة تقول إنها تريد نموذج كندا. لكن المشكلة في ذلك هي أن المملكة المتحدة ليست كندا. نحن مستعدون لتقديم وصول تفضيلي للغاية للمملكة المتحدة إلى أسواقنا”، وأوضح بارنييه أن بروكسل تحتاج إلى “ضمانات حازمة بأن المملكة المتحدة ستحترم تكافؤ الفرص وتتجنب المزايا التنافسية غير العادلة”.
وكشفت لندن أمس عن أهدافها لمحادثات التجارة لفترة ما بعد “بريكست”، التي ستجريها مع الاتحاد الأوروبي، وسط خلاف بين الجانبين حول معايير وحقوق الصيد حتى قبل بدء المفاوضات.
وعندما خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير، اتفق الجانبان على فترة انتقالية لا يتغير خلالها كثير أثناء عمل الجانبين على التوصل إلى شراكة تجارية وأمنية جديدة، ولكن الوقت يمر بسرعة إذ إن الفترة الانتقالية تنتهي في 31 ديسمبر، بينما لا يزال الخلاف محتدما بين الجانبين.
ومن بين القضايا الرئيسة العاقلة مطلب الاتحاد الأوروبي من بريطانيا بتطبيق معاييره إذا أرادت الاستمرار في التجارة الحرة مع السوق المشتركة الهائلة للاتحاد، وتقول لندن إنها لن تربط نفسها بتطبيق قوانين الاتحاد الأوروبي، وأن الهدف الرئيس من خروجها من الاتحاد الأوروبي هو “الحصول على الاستقلال الاقتصادي والسياسي”.
وترغب بروكسل كذلك في الاحتفاظ بحق صيد الأسماك في المياه البريطانية، وهو ما رفضته بريطانيا رغم تحذيرات الاتحاد الأوروبي بأن عدم الموافقة على ذلك يمكن أن يقوض محادثات التجارة الأوسع، ودعا جونسون، الذي جرى انتخابه أخيرا على وعد “إنجاز بريكست”، إلى التوصل إلى اتفاق تجارة فضفاض بشكل أكبر على غرار اتفاقات التجارة بين الاتحاد وكندا.
ولكن بروكسل ترى أن القرب الجغرافي مع بريطانيا والروابط الاقتصادية القوية، التي تشكلت على مدى العقود الخمسة الماضية من عضويتها في الاتحاد، يجعل منها حالة خاصة.