أحمد هيكل: انخفاض معدل النمو الاقتصادي العالمي بسبب كورونا إلى 2.7%
انتشار الفيروس أخطر مما يتصور البعض وسيؤثر سلبا على حركة التجارة العالمية
فاروق يوسف – محمود علي _ كشف الدكتور أحمد هيكل، رئيس مجلس إدارة شركة القلعة للاستشارات المالية، عن ضخ استثمارات جديدة لجميع الشركات التابعة، بقيمة 10 مليارات جنيه خلال العامين المقبلين، في الوقت الذي حذر فيه من انتشار فيروس كورونا عالميًّا، لما سيكون له أضرار اقتصادية هائلة.
ووصف هيكل الأمر بأنه أخطر مما يتصور البعض، وقال ردًّا على حابي، إن الصين مستهلك ومُصنع للكثير من المنتجات المنتشرة حول العالم، وكان لديها حركة صادرات وواردات تربطها بمعظم الدول، وعندما تفشى كورونا بدأت حركة التوريد من وإلى الصين في الانحسار، ومن ثم تأثرت حركة التجارة العالمية.
وأضاف أن هناك الكثير من الشركات والموردين الصينين غير قادرين على توريد منتجاتهم، الأمر الذي أثر على التزاماتهم تجاه الشركات المستوردة.
وقال أحمد هيكل إن هناك خوفًا حقيقيًّا في حال انتشار كورونا بصورة كبيرة، وسيكون له تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي، لا سيما معدل النمو. وتوقع هيكل انخفاض معدل النمو العالمي ليصل إلى 2.7%، نتيجة انتشار الفيروس.
10مليارات جنيه استثمارات جديدة خلال العاميين القادميين
وعلى صعيد الاستثمارات المستهدف ضخها خلال عامين والبالغ قيمتها 10 مليارات جنيه، قال هيكل أن هذه الاستثمارات ستكون موجهة لتطوير الشركات القائمة بالفعل، حيث إدخال خطوط إنتاج جديدة، أو توسيع مشروعات مقامة على الأرض، مؤكدًا أنه لا ينوي الدخول والتوسع في أي قطاعات جديدة، بل يجري العمل حاليًا على تعظيم العوائد من المشروعات المقامة حاليًا
وقال أحمد هيكل ردًّا على حابي، أن هذه الاستثمارات ستكون ذاتية، دون اللجوء إلى أي عملية من عمليات الإقراض سواء كانت من بنوك أو مؤسسات دولية.
1.2مليون طن زيادة مستهدفة في الطاقة الإنتاجية للمصرية للتكرير
وأوضح أن عملية التوسعات المرتقب تنفيذها ستتمثل في عدد من المشروعات يأتي على رأسها المصرية للتكرير حيث نستهدف زيادة إنتاجها بطاقة 1.2 مليون طن للوصول إلى طاقة إنتاجية كاملة تصل إلى 6 مليون طن، وأيضًا مزارع دينا وتتمضن خطة توسعاتها في الأراضي بنحو 2000 فدان، وشراء 1200 رأس ماشية إضافية، بالإضافة إلى توسعات في مجال التصنيع الزراعي.
وأضاف أنه جارٍ التفاوض على شراء قطعة أرض مجاورة إضافية، كما لديها برنامج خاص بزيادة إنتاجية الفدان، باستخدام المواد العازلة، هذا إلى جانب شركة اللوجيستيات والنقل. وكشف رئيس مجلس إدارة شركة القلعة القابضة للاستشارات المالية، عن أن شركة APM إحدى الشركات التابعة للقلعة، تعمل حاليًا لإنشاء مصنع لاستخراج وتصنيع منتجات ذهبية من إثيوبيا، ومن المقرر الانتهاء من بنائه خلال العامين المقبلين.
وأشار أحمد هيكل إلى أن احتياطي الذهب الموجود حاليًا لدى الشركة يبلغ نحو 1.8 مليون أونصة. وأكد على عمليات التوسعات داخل إفريقيا، حيث جارٍ العمل حاليًا على زيادة الطاقة الإنتاجية بمصنع الأسمنت بالسودان، إلى جانب بعض المشروعات الأخرى. أشاد هيكل ببرنامج التسعير التلقائي للوقود.
وقال إن مصر حققت طفرة في هذا الخصوص، مستبعدًا حدوث زيادات كبيرة في أي من أسعار المنتجات التي تتعلق بالطاقة، منوهًا إلى أن سعر الغاز المقدم للقطاع الصناعي في حاجة إلى الانخفاض، خاصة أن مصر لن تتقدم إلا بالصناعة.
ونوه هيكل إن خطته الاستثمارية تعتمد على 3 محاور، هي ترشيد الطاقة وزيادة معدلات التصدير، وتعزيز التصنيع المحلي.
وأضاف أحمد هيكل، على هامش جلسة مستديرة، بجناح شركة جلاس روك بمعرض صناعات الحديد والصلب في نسخته الحادية عشرة المقام بمركز القاهرة الدولي للمعارض، أنه تم تأسيس شركة جلاس روك للعزل الحراري بهدف ترشيد الطاقة، خاصة أن العزل أحد الروافد الأساسية في ترشيد الطاقة، ولم نجد شركات في مصر تعمل في تصنيع العزل الحراري.
وتابع أن العزل الحراري يدخل في أغلب الصناعات لا سيما التي تعتمد على الأفران مثل الأسمدة والحديد والسيراميك والأسمنت ومصافي البترول، كما يستخدم في المنازل لتوفير استهلاك الكهرباء.
وأشار أحمد هيكل إلى أن جلاس روك باعت كميات كبيرة من العزل في العديد من المشاريع الكبيرة وخاصة في العاصمة الإدارية ومصنع لافارج ومجمع النافتا المملوك لشركة أسيوط لتكرير البترول. وأشار إلى أنه يجري العمل حاليًا على استخدام هذا العزل في الزراعة كبديل للتربة، حيث يوفر مساحة كبيرة ويرفع إنتاجية الفدان للضعف تقريبًا، ويوفر في استهلاك المياه والأسمدة وهناك دول أوروبية تعتمد على تلك الطريقة في الزراعة مثل هولندا.
ولفت إلى أن المبيعات الخاصة بجلاس روك كانت في أول 3 أعوام من إنشاء الشركة قليلة، نظرًا لانخفاض أسعار الطاقة، ولكن بعد برنامج الإصلاح الاقتصادي ورفع الدعم ارتفعت مبيعات الشركة نظرًا لإقبال المستهلكين على العزل لترشيد الاستهلاك.
نستهدف تعزيز الطاقة الإنتاجية لجلاس روك والتصدير يمثل 40% من حجم الإنتاج
وقال إن القلعة لديها باع وخبرة استثمارية طويلة في القطاعات المختلفة، حيث استطاعت القلعة أن تؤسس 28 شركة في قطاعات مبتكرة منها القطاع المالي غير المصرفي وتحديدًا التمويل متناهي الصغر مثل شركة تنمية، وطورت واستحوذت على نحو 24 شركة، كما أنشأت ما يزيد على 15 مصنعًا في مجالات مختلفة مضيفًا: “ساهمت بطريقة مباشرة في تأسيس 5 شركات كبرى منها راية القابضة وهيرميس”.
وأكد هيكل أن القلعة أسست شركات تعمل في القطاعات المسؤولة بيئيًّا والتي أعطت قيمة مضافة للبيئة والاقتصاد المصري مثل تدوير المخلفات وإنتاج الطاقة الشمسية واللوجيستيات والنقل النهري والبحري وخدمات الموانئ.
أضاف أن هذه الخبرة أثرت بشكل واضح في المسيرة التاريخية والعملية للقلعة، حيث أصبحت تمتلك أكبر مصفاة للتكرير في مصر وهي المصرية لتكرير البترول في مسطرد، لديها شركة توزع 14% من إجمالي الغاز، وأكبر شركة خاصة لتوزيع الكهرباء، وموزع كبير في المنتجات البترولية، وشركة تعمل في القطاع الزراعي وأخرى في الألبان، وهذه المشاريع طاقتها الإنتاجية عالية جدًّا ونعمل على تعزيز عوائدها والوصول إلى الطاقات الإنتاجية القصوى، لتعظيم العوائد الاستثمارية.
وأكد أحمد هيكل على أهمية ترشيد الطاقة كمحور هام في استراتيجة الشركة الاستثمارية وجميع الخطوات التي تنتهجها، وكذلك في رسالته السنوية التي يكتبها للمساهمين منذ عام 2009، منوهًا على التسعير المناسب للطاقة في السوق، وضرورة الترشيد في مجالات الحياة كافة خاصة وأن العالم أصبح يشهد تغيرات مناخية ستؤثر على جميع قطاعات الأعمال والاقتصاد بدءًا من التمويل مرورًا بأنواع الطاقة المستخدمة في المشاريع، والحفاظ على الموارد للأجيال القادمة، خاصة وأن التغير المناخي أصبح من أهم المشاكل الموجودة حاليًا والتي تتطلب منهجًا واضحًا من جميع الأطراف للحفاظ على البيئة والموارد.
المصرية للتكرير تستهدف الوصول إلى إنتاج صفر مازوت للحفاظ على البيئة
وعن استهلاك الطاقة، قال هيكل إن استهلاك مصر لكل دولار من الطاقة مرتفع للغاية، وكان السبب في ذلك هو أن سعر الطاقة كان ضعيفًا للغاية حيث نستهلك 80 مليون طن من الطاقة تشمل غازًا ومنتجات بترولية على دخل قومي -منذ عامين- يعادل نحو 300 مليار دولار، وهذه معادلة مرتفعة مقارنة بدولة مثل تركيا التي تستهلك 120 مليون طن على دخل قومي 800 مليار دولار، من هنا نستنبط أن تنافسية مصر من ناحية استهلاك الطاقة بحاجة إلى إعادة ترشيد، ومن ثم نراعي دائمًا عمليات ترشيد الطاقة في خطط عمل الشركات كافة.
وأضاف أن المصرية للتكرير تنتج حاليًا ما يعادل نحو 360 ألف طن من المازوت، ومن المستهدف ترشيد هذا المعدل للوصول إلى إنتاج صفر مازوت.
وحول التوسع في شركة جلاس روك قال هيكل إن الشركة طاقتها الإنتاجية الاستيعابية تبلغ نحو 45 ألف طن من الصوف الصخري والزجاجي، ولكن عملية الإنتاج الفعلية الحالية وفق موازنة العام الحالي وصلت إلى 14 ألف طن فقط، وذلك وفق عوامل السوق، وبالتالي لدينا طاقة إنتاجية عالية غير مستغلة لم نصل إليها حتى الآن، علمًا بأن التصدير يمثل نحو 40% من حجم الإنتاج.