محمود خطاب: مخاوف نقص المنتجات تفوق القلق حيال مستويات الأسعار

نستهدف رفع استثمارات بي تك إلى 4 مليارات جنيه ونأمل عدم تأثرها بكورونا

aiBANK

أمنية إبراهيم _ حمل عام 2020 عدة مفاجأة على الساحة الدولية منذ بدايته آخرها ظهور وانتشار فيروس كورونا الذي أصاب عددًا من الدول وألقى بظلاله على حركة التجارة الدولية وتأثرت سلاسل التوريد والإمداد سلبًا، فيما تطمح شركة بي تك المتخصصة في بيع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية في تحقيق مستهدفات خطتها التوسعية الطموحة للعام الجاري والتي رصدت فيها 400 مليون جنيه استثمارات جديدة.

وقال الدكتور محمود خطاب، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة بي تك، في حوار لجريدة حابي على هامش المؤتمر الصحفي الذي تم عقده الأسبوع الماضي للإعلان عن نتائج أعمال 2019، إن شركته تستهدف نمو حجم مبيعاتها بالسوق بنسبة 30% لتحقق 7 مليارات جنيه بنهاية ديسمبر المقبل، وتأمل في عدم طول فترة تأثر الأسواق بانعكاسات كورونا السلبية، حتى تتمكن من تحقيق المستهدفات.

E-Bank

وأكد خطاب، استمرار شركته في خطة التوسع بالسوق المحلية، عبر رفع شبكة منافذها إلى 103 أفرع بافتتاح 14 فرعًا جديدًا قبل نهاية العام، إضافة إلى إتاحة خدمات جديدة في قنوات التسوق الإلكتروني في ضوء سعي الشركة لرفع نسبة التجارة الإلكترونية إلى نحو 30% من المبيعات، وإلى نص الحوار..

محمود خطاب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة بي تك
محمود خطاب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة بي تك

حابي: أشرت خلال المؤتمر الصحفي لشركتكم إلى حدوث ارتفاع نسبي في أسعار بعض السلع والأجهزة الكهربائية خلال شهر فبراير الماضي.. وأن توقعاتكم كانت باتجاه الأسعار للانخفاض بنسبة 5% خلال 2020 بناء على تحسن سعر صرف الجنيه وانخفاض معدلات الفائدة إلا أن التأثيرات والتداعيات الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا حالت دون ذلك حتى هذه اللحظة.. إلى أي مدى ترى تأثيرات كورونا على الوضع الاقتصادي محليًّا ودوليًّا؟ وبشكل تقريبي كم تبلغ نسبة موردي بي تك الذين قاموا بإجراء زيادات سعرية على أجهزتهم خلال الشهر الماضي؟
خطاب: بداية هناك زيادات طفيفة في بعض السلع والأجهزة حدثت بالفعل في فبراير، وقد يعود الشعور بها بشكل ملموس، إلى العروض الترويجية والتخفيضات القوية التي شهدتها سوق الأجهزة الكهربائية في بداية العام وطوال شهر يناير، بعد انتهاء عروض الترويج عادت أسعار معظم السلع لمستوياتها الطبيعية، إلا أن بعض الأصناف والمقاسات في فئات محددة شهدت زيادة سعرية.

على سبيل المثال إذا ذكرنا شاشات التلفزيون فهي يتوافر منها عدة مقاسات مختلفة، حدثت زيادات سعرية في مقاسين إلى ثلاثة مقاسات منها، ونسبة الزيادة التي رصدناها تراوحت بين 3 إلى 5% مقارنة بالمستويات الطبيعية للأسعار.

فبراير شهد زيادات سعرية وصلت إلى 5% في فئات بعض المنتجات وسط مخاوف نقص المعروض

لا نستطيع القول إن ارتفاع أسعار السلع والأجهزة الكهربائية والإلكترونية ظاهرة عامة حتى هذه اللحظة، لا أحد يعلم حجم تأثير تفشي فيروس كورونا المستجد.

كنا نتوقع فعلًا انخفاض أسعار الأجهزة الكهربائية بنحو 5% خلال العام الجاري، في ضوء تحسن عدة مؤشرات اقتصادية هامة يتقدمها ارتفاع قيمة الجنيه أمام الدولار وانخفاض أسعار الفائدة وبالتالي تقلص أعباء التمويل البنكي، إلا أن المخاوف من انتشار الفيروس الجديد والقلق حيال احتمالات نقص المعروض من السلع والمنتجات دفع البعض إلى إقرار زيادة في الأسعار.

التأثيرات والانعكاسات الاقتصادية لكورونا ستكون صعبة للغاية، وستفوق تأثيره الصحي، وفي توقعاتنا أنها ستظهر بوضوح بدءًا من شهر إبريل، فما زال هناك غموض شديد حول التعامل مع الفيروس واحتوائه والسيطرة عليه.

بعض موردي بي تك أكدوا تأخر مواعيد توريد بعض المنتجات عن التوقيتات المحددة

مر شهران على اكتشاف الفيروس في الصين التي تعتبر مصنع العالم، ولم تعد المصانع الصينية للعمل بطاقتها العادية بعد انتهاء إجازة رأس السنة الصينية، حركة الاستيراد تعطلت وتواجه صعوبات كبيرة.

ما نخاف منه حقيقةً هو عدم وفرة المنتجات بشكل منتظم، حيث إن سلاسل التوريد تمر بمشكلات كبيرة في الوقت الحالي، واستمرار هذه التهديدات في الشهور المقبلة في ظل عدم السيطرة على كورونا، قد تؤدي إلى نقص المعروض بالسوق.

حابي: حدثتنا عن خطط بي تك للعام 2020؟
خطاب: وضعنا خطة العام الجاري قبل ظهور كورونا الذي ما زال حجم تأثيره في علم الله حتى هذه اللحظة، لدينا خطة توسعية طموحة رغم حالة التباطؤ التي شهدتها السوق في حركة البيع والشراء خلال النصف الثاني من عام 2019، مستمرين في التوسع الجغرافي وننوي افتتاح 14 فرعًا جديدًا قبل نهاية العام، لترتفع شبكة فروع بي تك إلى 103 أفرع، تغطي 25 محافظة.

 14فرعًا جديدًا لترتفع شبكة الفروع إلى 103

رصدنا استثمارات جديدة قدرها 400 مليون جنيه خلال 2020، سيتم ضخها في زيادة الفروع والمنافذ وتطوير البنية التحتية على جميع مستوياتها في المخازن أو سيارات النقل إضافة إلى تحديث البنية التكنولوجية للشركة، ليصل إجمالي استثمارات بي تك بنهاية العام إلى 4 مليارات جنيه، وقد قمنا خلال 2019 بضخ 300 مليون جنيه منها نحو 72 مليون جنيه تم توجيهها إلى تطوير البنية التكنولوجية والقنوات الرقمية.

كل هذا تم رصده قبل ظهور فيروس كورونا، ولا نعلم كيف ستكون الحال خلال الأيام المقبلة ولكن نأمل ونطمح في تحقيق مستهدفاتنا للعام الجاري.

حابي: هل بدأت إدارة البحوث في حصر انعكاسات تداعيات كورونا على الساحتين المحلية والعالمية على نشاط الشركة وخطتها للعام الجاري؟
خطاب: لم يتضح حتى الآن حجم التأثير ولكن ما أكده لنا بعض موردينا في بي تك أن هناك منتجات سيتأخر توريدها عن المواعيد المحددة والمتفق عليها، قد يؤدي ذلك إلى نقص في منتجات بعض فئات الأجهزة، مما سيلقي بظلاله على الأسعار المتوقع أن تشهد زيادة نسبية في ظل قلة المعروض، وإلى متى سيستمر ذلك لا أحد يعلم.

بعض المصانع الصينية عادت للعمل بعد فترة توقف، والبعض الآخر ما زال معطلًا حتى الآن، ما يمكننى قوله إنني على يقين بسعي التجار لاستيعاب مقدار الزيادة في الأسعار أو ارتفاع التكاليف بقدر الإمكان وعدم تمريره للمستهلك، ولكن طول المدة يزيد من صعوبة ذلك، فالتاجر يمكن له أن يتحمل ذلك لشهر ولكن إذا استمرت الحال على ما هي عليه لشهرين أو ثلاثة فلا مفر من حدوث زيادة سعرية لا أحد يرغب أو يتمنى أن يراها مرة أخرى.

نتمنى عدم استمرار ذلك وحدوث انفراجة قريبة، فقد رأينا أسعار الأجهزة والمنتجات تراجعت بنحو 5% خلال العام 2019، وكنا نأمل ونتوقع مزيدًا من الانخفاض خلال العام الجاري.

أي توقعات لانعكاسات ما يحدث على خطتنا في الوقت الراهن ستكون غير دقيقة، الجميع يراقب عن كثب تطور المشهد والمستجدات والكل يحاول تقليل الآثار السلبية الناجمة عن تداعيات كورونا قدر الإمكان.

الجميع يراقب تطور المشهد ونسعى لتقليل الآثار السلبية قدر الإمكان

نتابع الأمر مع موردينا في مصر وخارجها بشكل يومي من أجل تقدير الموقف حيال تداعيات كورونا، وللتأكد من وفرة المنتجات.

حابي: كيف ترى الوضع بالسوق المحلية حال تطور انتشار كورونا بمصر وهل لديكم خطط أو رؤى تجاه ذلك خاصة في ظل اعتماد شركتكم على المنتج المحلي؟
خطاب: الأمر سيتوقف على سلوك الأفراد، للأسف الأمور يتم تضخيمها بشكل مبالغ فيه في مصر، قبل أعوام انتشرت عدة أوبئة منها أنفلونزا الطيور والخنازير وسارس، لم تتوقف الدنيا، من الطبيعي أن يحدث بعض الارتباك بالأسواق وحركة التجارة ونقل البضائع، ولكن دائرة العمل وعجل المصانع لم يتوقف.

الدولة لديها خطتها للتعامل مع فيروس كورونا، وعلينا أن نلتزم بالتعامل بعقلانية مع الأمور والالتزام بقواعد الصحة العامة.

90 % من مبيعاتنا منتجات محلية باستبعاد الموبايل

حابي: كم تبلغ نسبة المنتج المحلي لإجمالي مبيعات بي تك؟
خطاب: 90% من مبيعاتنا منتجات محلية الصنع، إذا ما استبعدنا مبيعات أجهزة الموبايل.

حابي: نعود مرة أخرى للاستثمارات نرى أن هناك اهتمامًا كبيرًا بالاستثمار في التكنولوجيا والقنوات الرقمية وذكرتم خلال المؤتمر الصحفي أن نحو 16% من المبيعات تتم عن طريق التجارة الإلكترونية.. هل يمكن أن تصل هذه النسبة إلى 50% مستقبلًا؟
خطاب: أرى أن الوصول إلى 50% من المبيعات عبر الأونلاين صعبة إلى حد ما، حقيقي أن الأمور تشهد تطورًا سريعًا فيما يخص التكنولوجيا، ولكن ما نتوقعه هو الوصول إلى نسبة 30% من المبيعات عبر التجارة الإلكترونية في 2025.

لا توجد دولة بالعالم وصل حجم التجارة الإلكترونية فيها إلى 50% حتى الدول الاسكندنافية والمدن الأكثر اعتمادًا واستخدامًا للتكنولوجيا تتراوح نسب التسوق الإلكتروني فيها في بداية الأربعينيات.

250 مليون جنيه استثمارات في البنية التكنولوجية في 3 سنوات

رصدت بي تك 250 مليون جنيه للاستثمار في البنية التكنولوجية خلال 3 سنوات، أنفقنا منها العام الماضي نحو 72 مليون جنيه، وقامت الشركة بتحديث تطبيق الهاتف المحمول لمواكبة التطور التكنولوجي في مجال التسوق الإلكتروني ومستحدثات السوق، وحققت مبيعات منصات الشركة الإلكترونية نموًّا غير مسبوق بنسبة 75%، لتمثل 16% من إجمالي حجم مبيعات 2019 والبالغ قيمتها 5.5 مليار جنيه.

وبلغ عدد عملاء البيع الإلكتروني عبر الموقع الإلكتروني وتطبيق بي تك، 343 ألف عميل خلال العام الماضي.

7 مليارت جنيه مبيعات مستهدفة بنمو 30%

حابي: ماذا عن إجمالي المبيعات المستهدفة بنهاية العام الجاري؟
خطاب: نستهدف الوصول بمبيعات الأجهزة الكهربائية والإلكترونية إلى نحو 7 مليارات جنيه بنهاية 2020، بنسبة زيادة 30% مقارنة بالعام الماضي، ونأمل في النجاح في تحقيق ذلك وتحسن أوضاع السوق قريبًا.

حابي: ذكرت أن خفض أسعار الفائدة خلال العام الماضي كان له تأثير إيجابي على أعمال بي تك وخطة ومستهدفات العام الجاري.. كيف ترى اتجاهات الفائدة خلال الفترة المقبلة في ظل الغموض الذي يحيط بالمشهد الاقتصادي في الوقت الراهن وزيادة وتيرة تأثيرات كورونا على الأسواق؟
خطاب: نتمنى استمرار نزول الفائدة، ونتوقع انخفاضًا في حدود من 2 إلى 3 نقاط مئوية خلال العام الجاري، وهو أمر صحي جدًّا لتشجيع الاستثمار وتحفيز بيئة الأعمال، خاصة أن نسب الفائدة خلال الفترة الماضية في أعقاب تحرير سعر الصرف وحتى المعدلات الحالية ما زالت عند مستويات مرتفعة جدًّا، ونأمل في استمرار البنك المركزي في نهجه للتيسير النقدي وتقليص أعباء التمويل.

حابي: هل لديكم مخاوف تجاه إمكانية تأثير مستجدات الساحة العالمية على عملية التيسير النقدي وخفض مستويات الفائدة خلال الفترة المقبلة خاصة وأن البنك المركزي أقر تثبيت الفائدة في أول اجتماعين للجنة السياسة النقدية في 2020؟
خطاب: لا، إبقاء الفائدة في آخر اجتماعين لا يعني تغيير التوجه نحو خفض الفائدة، النصف الثاني من العام الماضي شهد سلسلة متتالية من تخفيض معدلات العائد وبنسب كبيرة، وتوقعاتنا في بي تك كانت أن الربع الأول من العام الجاري لن يشهد تخفيضات جديدة.

نأمل أن يستأنف البنك المركزي خفض الفائدة في أقرب وقت ممكن حتى تستطيع السوق تحقيق أعلى استفادة ممكنة من حالة التحفيز الاقتصادي.

حابي: كيف انعكس تحسن سعر صرف الجنيه خلال 2019 على أعمال بي تك؟
خطاب: كانت مفاجأة غير متوقعة، لم يتوقع أحد أن يظهر الجنيه قوة بهذا الشكل أمام الدولار خلال العام الماضي، وكان تأثيره إيجابيًّا جدًّا ليس فقط على نشاط وأعمال شركة بي تك بل المؤسسات كافة ونأمل في استمرار انخفاض الدولار أمام العملة المحلية خلال الفترة المقبلة لما في ذلك من فوائد عظيمة لبيئة الاستثمار في مصر كما ينعكس ذلك بدوره على مستويات الأسعار في ضوء الانخفاض المترتب عليه النسبة للسلع تامة الصنع أو مدخلات الإنتاج التي يتم استيرادها من الخارج بالعملة الصعبة.

2 -3 % خفضًا متوقعًا في أسعار الفائدة خلال العام الجاري

حابي: هل تعتقد أن هناك قلقًا حيال تأثير التداعيات الخارجية على حركة النشاط الاقتصادي ونمو الناتج المحلي في مصر خلال المرحلة المقبلة؟
خطاب: بالطبع المخاوف موجودة في ظل ما يشهده العالم من تطورات سلبية منذ مطلع العام الجاري، وتأثيراته على حركة التجارة العالمية وسلاسل التوريد ومدخلات الإنتاج، ولكن نأمل في انحسار ذلك وهدوء الأوضاع في أقرب وقت، ليستكمل الاقتصاد المصري مسيرة نموه ونشاطه التي حققت أداء فوق الجيد العام الماضي.

الرابط المختصر