مدحت نافع: القابضة المعدنية تتواصل مع عدة جهات للتوصل لنموذج أولي لأجهزة التنفس

المبالغة في تقييم المبادرة سيرفع التوقعات ويضر التجربة

شاهندة إبراهيم _ أطلقت وزارة قطاع الأعمال العام ممثلة في الشركة القابضة للصناعات المعدنية مبادرة تتيح استخدام جميع مصانع “النصر والهندسية” أمام المتخصصين في الهندسة الحيوية لتصنيع أجهزة التنفس الصناعي في إطار مواجهة تداعيات فيروس كورونا على السوق المحلية وجاء ذلك بعد أن أسقطت شركة Medtronic حقوق الملكية الفكرية الخاصة بها في سبيل إنقاذ زهق الأرواح البشرية.

وتأتي هذه المبادرة أيضًا كمحاولة للاقتداء والسير على نهج الكيانات العالمية التي توجه عددًا كبيرًا منها إلى إنتاج أدوات ومعدات طبية من أجهزة تنفس صناعي وأقنعة الوجه “كمامات” الفترة الماضية، فيما قامت كل من جنرال موتورز وفورد بسلك هذا الاتجاه وتفعيل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قانون الإنتاج الدفاعي.

E-Bank

قال الدكتور مدحت نافع، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات المعدنية التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، إن الفترة القليلة الماضية شهدت تأويلات كثيرة حملت قدرًا عاليًا من المبالغة على هذه المبادرة تحديدًا، وهو ما بدوره قد يعزز من فرص رفع سقف التوقعات أكثر من اللازم لدى البعض والذي من المحتمل أن يضر بالعملية.

وأضاف نافع، أن الوقت الراهن يشهد حلقة من التواصل المستمر مع المجموعات الفاعلة على أرض الواقع لمحاولة توفير نموذج أولي للجهاز، فضلًا عن أنه لن يكون نهاية المطاف ولكنه سوف يتم اختباره بأقصى الدرجات الممكنة والمعايير ومن ثم تأتي مرحلة التصنيع لتستغل الإمكانيات التي ستتاح وفق تقديرات الخبراء حول مدى صلاحيتها.

وأكد أن المباحثات الجارية ما زال تصنيفها في المراحل الأولية حتى يتم الوصول إلى معطيات ونتائج يتم الأخذ بها، مضيفًا أن كل دول العالم تحاول وتبذل جهودًا كبيرة في سبيل الحد من تداعيات تفشي الفيروس القاتل.

تابعنا على | Linkedin | instagram

القطاع الخاص عرض المشاركة في المبادرة من باب المسؤولية المجتمعية

وأوضح رئيس القابضة المعدنية، أن عملية التصنيع ليست سهلة بالإضافة إلى أن أجهزة التنفس تتراوح بين البسيط والأكثر تعقيدًا وبين الكيميائي والمتميز بقدر عالٍ من التكنولوجيا، مضيفًا أن الأهم فهم عناصر ومراحل الإنتاج ليتم التطبيق حتى لو على المدى الطويل.

وبين أن شركات السيارات المصرية لم تفصح عن رغبتها في الانضمام للمبادرة، مشيرًا إلى أن القابضة المعدنية قامت بتجميع المجموعات البحثية العاملة في جامعات الإسكندرية و6 أكتوبر وبصدد التواصل غدًا مع فرق أخرى في جامعة زويل.

وذكر أن انضمام مبادرة «تنفس» التي يقودها الدكتور جابر نصار وعدد كبير من المتخصصين لتصنيع معدات طبية أمر جيد، مشيرًا إلى أن هناك مبادرات أخرى لم ترَ النور، علاوة على أن مجموعات العمل شملت أيضًا خريجي وطلبة تخصصات مختلفة للمساعدة في إنجاز المهام الموضوعة.

ونوه إلى أن هناك عددًا كبيرًا من الشركات فضل عدم ذكر أسمائها تواصلت من أجل المشاركة في المبادرة من باب تدعيم المسؤولية المجتمعية، معتبرًا أن ذلك سابق لأوانه ولذلك قامت “المعدنية” بتشكيل مجموعة عمل خاصة.

وحول الاحتياجات التمويلية اللازمة، قال إنه من المبكر للغاية تحديدها علاوة على أن المرحلة الراهنة لا تتطلب ذلك مع عدم معرفة ما هي المنتجات التي سوف تتصنع.

بدء مرحلة التصنيع بعد إجراء الاختبارات اللازمة بأفضل المعايير

وأوضح أن التحديات التي سوف تواجه الباحثين عند محاكاة جهاز التنفس الذي أتاحت Medtronic تصميماته هو ندرة بعض الحساسات والأجزاء الهامة اللازمة لتشغيله، وهو ما فسره بأن يوجد بديل محلي للعناصر الميكانيكية ولكن تصنيع دوائر إلكترونية أمر بالغ الصعوبة ويحتاج لوقت طويل لا تملكه الدول.

وتابع: ندرة تلك المكونات تسببت في رفع أسعارها واختفائها وعزوف الشركات عن تصديرها، لافتًا إلى أن هذا الوضع طبيعي وخاصةً بعد أن أتيحت تلك التصميمات للجميع.

وأعتبر أن التحدي الثاني هو طريقة إتاحة المعلومات والتصميمات في وثائق بلغت ٣٠ ألفًا، فضلًا عن أن بعض الفرق البحثية تؤكد على عدم وجود الميكانزم الأهم بين تلك الوثائق، قائلًا: “الأمل في الهندسة العكسية للأجهزة أكبر في هذا التوقيت.. والبحث حاليًا عن جهاز حتى لو قديم أو متوقف من إنتاج ميدترونيك حتى يُتاح للفرق البحثية المعنية بمحاكاة هذا النوع”.

ولفت إلى أن هناك أجهزة أقل تعقيدًا تعكف فرق أخرى على الانتهاء منها سريعًا وبأكبر نسبة من المكونات المحلية، مضيفًا أن open source المتاحة على الإنترنت ومنها جهاز MIT هي mechanical تفي بالغرض عند الضرورة القصوى، متمنيًا أن توفق الفرق المصرية في اعتماد أحدها حتى يمكن البدء في التصنيع.

الرابط المختصر