المعتز بهاء الدين يكتب: استمرار أسعار البترول المنخفضة سيغير مختلف تكاليف الإنتاج
تأثير إيجابي ضخم على تنشيط سوق التشييد والبناء
بقلم المعتز بهاء الدين العضو المنتدب لمجموعة مواد الإعمار القابضة سي بي سي للمناطق الصناعية والإدارة والتطوير _ رغم أن الانخفاض الحالي لسعر البترول يبدو وكأنه وقتي نتيجة ضعف الطلب مع وفرة الإنتاج إلا أنه في حال استمرار هذا الانخفاض لفترة مناسبة سينعكس على أسعار بيع منتجات البترول للمستهلك (سواء التجاري أو الصناعي)، متخطيًا سقف نسبة العشرة بالمئة المسموحة في كل دورة تخفيض.
إضغط لمتابعة جريدة حابي على تطبيق نبض
هذه التخفيضات السعرية المتتالية ستكون ذات تأثير كبير على تكاليف مدخلات الصناعة أو أنشطة التشييد والبناء وبالتالي التطوير العمراني والصناعي خلال مراحل التنفيذ المختلفة.
الأثر السلبي يتركز في تراجع استثمارات الاسكتشاف والتنقيب عن النفط
من حيث التأثير المباشر لخفض أسعار الاستهلاك على الصناعة المحلية، فبخلاف خفض تكاليف الإنتاج بشكل ملموس وبنسب تتفاوت بحسب طبيعة كل صناعة ومدى كثافة استهلاكها للطاقة، ستنخفض أيضًا تكاليف النقل سواء للمواد الخام أو المنتجات الوسيطة أو تامة الصنع بالإضافة إلى خفض تكاليف نقل العمال من وإلى المناطق الصناعية، مما يمكن المصنعين من خفض أسعار منتجاتهم في النهاية. وسيزيد ذلك أيضًا من تنافسية المنتجات المحلية في أسواق التصدير.
أما في ما يخص التأثير المتوقع لخفض أسعار استهلاك المنتجات البترولية على قطاع التشييد والبناء – وكذلك عمليات الإدارة والتشغيل – وانعكاس ذلك بالتالي على قطاعات التطوير العمراني والصناعي، فمن المعروف أن تكاليف الطاقة تمثل ما بين 12% إلى 18% من التكاليف الكلية لتنفيذ المشروعات –بحسب طبيعة كل مشروع وموقعه وظروفه– وبالتالي فإن خفض أسعار المنتجات البترولية سيكون له تأثير إيجابي ضخم على تنشيط سوق البناء والتشييد والذي يتخطى حجم أعماله أكثر من 2 تريليون جنيه موزعة على 11.000 مشروع بأنحاء الجمهورية، بحسب بيانات اتحاد مقاولي التشييد والبناء.
أما على المستوى القومي، فإن انخفاض السعر العالمي للبترول سيكون له تأثير مباشر على خفض أو إلغاء دعم المواد البترولية بالموازنة فإنه أيضًا سيدعم إنتاج الطاقة الكهربائية في مصر، وإلغاء الدعم المخصص لذلك أيضًا بالموازنة، وذلك في حال واكب هذا انخفاضًا في سعر الغاز الطبيعي أيضًا.
إلا أن ذلك كله لا يخلو من تأثيرات سلبية على قطاع البترول، حيث إن استمرار الانخفاض في السعر العالمي للبترول سيثبط من عمليات الاستكشاف والإتناج المستقبلية وسيزيد من الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك في مصر.