رامي أبو النجا: تصنيف مصر الائتماني يؤمن لها وصولا سهلا للأسواق الدولية وبتكلفة معقولة

aiBANK
  • سنمر من صدمة كورونا بأقل ضرر ومصر واحدة من الدول القليلة التي ستحقق نموا إيجابيا
  • الناتج المحلي ينمو بنسب معقولة و2% نموا متوقعا في أسوأ سيناريوهات 2020/2021
  • الإصلاحات الهيكيلية وراء الوضع الصحي للاقتصاد المصري اليوم
  • الجنيه من أفضل عملات الأسواق الناشئة واستقرار سوق الصرف رسخ ثقة المستثمرين
  • الزراعة والبناء والاتصالات والرعاية الصحية قود النمو إلى منطقة آمنة
  • مصر شهدت أكبر تخارج للتدفقات الرأسمالية على الإطلاق 17.5 مليار دولار في شهرين
  • 50 مليار جنيه دعما لقطاع السياحة الأكثر تعرضا للصدمة الاقتصادية

أمنية إبراهيم – أبرز بنك الاستثمار فاروس، في تقرير حول المؤتمر الدولي الذي عقده البنك المركزي المصري أمس الثلاثاء، عبر الإنترنت، وتحدث فيه رامي أبو النجا نائب محافظ البنك المركزي، بحضور 660 مؤسسة استثمار دولية، عن الإجراءات والتأثيرات النقدية على الاقتصاد المصري والنظرة المستقبلية في ظل أزمة فيروس كورونا العالمية.

E-Bank

إضغط لمتابعة جريدة حابي على تطبيق نبض

واستعرض أبو النجا، في لقائه ببنوك ومؤسسات الاستثمار وضع الاقتصاد المصري والتوقعات والنظرة المستقبلية، مشيرا إلى أن إجراء مصر إصلاحات فعالة يقف وراء الوضع الصحي للاقتصاد المصري اليوم، حيث ساعدت الإصلاحات الهيكلية التي تم إجراؤها عام 2016 باستخدام تسهيل الصندوق الممد EFF بالتعاون مع صندوق النقد الدولي على إعادة تشكيل الاقتصاد المصري، وبناء ما يكفي من المرونة التي جعلت من السهل اليوم مكافحة انتكاسات الصدمة الاقتصادية الناجمة عن الوباء.

وأشار نائب محافظ البنك المركزي إلى استخدام تسهيل الصندوق الممد لسد العجز في ميزان المدفوعات المصاحب للإصلاحات الاقتصادية الضرورية مثل التحول إلى نظام سعر الصرف المعوم، وقد أدى هذا النجاح إلى دمج سريع للأرصدة المالية، حيث انتقل الرصيد الأساسي من عجز بنسبة 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي إلى فائض قدره 2% من الناتج المحلي الإجمالي في غضون 3 سنوات.

بناء احتياطي أجنبي قوي وقياسي ساعد في إدارة تدفقات رأس المال بسلاسة

وأضاف أن صافي الاحتياطيات الدولية شهد انتعاشا قويا وسجل مستويات قياسية تاريخية بلغت 45 مليار دولار بحلول فبراير 2020، الأمر الذي خلق حاجزًا مهمًا سمح للبنك المركزي اليوم بإدارة تدفقات رأس المال بسلاسة.

ولفت إلى استقرار سعر الصرف في مصر على مدى السنوات الثلاث الماضية، بعد أن ارتفع بشكل ملحوظ، وأصبح الجنيه أحد أفضل عملات الأسواق الناشئة، مما رسخ ثقة المستثمرين والمضاربين.

وأكد أبو المجا أن القطاع المصرفي حظي باهتمام، مما عزز من نسب السيولة وصافي الأصول الأجنبية، وأعطى القطاع في وقت لاحق القدرة على المناورة وإدارة التدفقات غير المتوقعة.

وأضاف أن بعد اتفاق صندوق النقد الدولي EFF والإصلاحات اللاحقة، كان البنك المركزي يستعد لأي تحديات غير متوقعة من الأسواق الدولية والمستثمرين.

السياسات الوقائية والإجراءات الاستباقية تعزز التوقعات

وتابع أن حزمة الدعم الحكومي البالغة 100 مليار جنيه للتخفيف من الأثر السلبي على القطاعات المعرضة للخطر في مواجهة تداعيات كورونا، والتي تم حتى الآن استخدام 40 مليار جنيه منها لدعم القطاعات الأكثر ضعفا، تتضمن الإنفاق على الرعاية الصحية، و10 مليار جنيه للمقاولين والموردين.

وأضاف أن تم رصد دعم بقيمة 50 مليار جنيه لقطاع السياحة كونه أحد أكثر القطاعات تعرضا للصدمة الاقتصادية علاوة على امتلاكه عمالة كثيفة، كما تم إقرار زيادة بنسبة 14% في المعاشات اعتبارا من يوليو 2020، تدعم حوالي 10 ملايين أسرة، علاوة على تقديم دعم نقدي لنحو 2 مليون عامل من العمالة غير المنتظمة، يتم صرفها على مدى 3 أشهر.

وقال إن الحكومة المصرية قامت بخفض تكاليف الطاقة في ضوء عدم إغفال مدى تأثر القطاع الصناعي وسعيا لدعم النمو، وكذلك إعانة الدعم للمصدرين لتعزيز القدرة التنافسية لمصر والحفاظ على قوة الجنيه المصري، كما تم تخفيض ضرائب الدمغة على معاملات سوق رأس المال لضمان استمرار عمل السوق وسط مواقف صعبة للغاية.

وأشار إلى منح البنك المركزي فترة سماح مدتها ستة أشهر لأقساط القروض لجميع عملاء الائتمان، علاوة على خفض سعر الفائدة بمقدار 300 نقطة أساس، في ضوء تقييم الصدمة التي تواجه الاقتصاد بفعل تداعيات كوفيد 19 لضمان النمو المستدام.

البنك المركزي اغتنم الفرصة المناسبة لتسريع وتيرة التحول الرقمي

وأكد أن البنك المركزي اغتنم اللحظة المناسبة لتسريع وتيرة الاعتماد على المدفوعات الإلكترونية لدفع الشمول المالي، كما تم رفع الحدود الائتمانية لتمويل رأس المال العامل لضمان عدم انقطاع الرواتب العاملين في الشركات المتعثرة، وتعديل أسعار الفائدة لمبادرات البنك المركزي لمراعاة تخفيض سعر الفائدة الأساسية، مما أدى إلى انخفاض العوائد على القروض المدعومة إلى 8% لمعظم المبادرات و 5% لقطاع السياحة.

واستطرد أن مبادرات القطاع المصرفي على المستوى الجزئي، موجهة للعملاء غير المنتجين للتأكد من قدرتهم على التعافي.

الناتج المحلي ينمو بنسب معقولة

وقال أبو النجا إن البنك المركزي يرى أن الناتج المحلي الإجمالي ينمو بأرقام صحية بشكل معقول، ليس بالقرب من 5% ولكن حوالي 4-4.2٪ في السنة المالية 2019/20 ثم 3% في السنة المالية 2020/2021.

وأشار إلى أنه في أسوأ سيناريو إذا امتد تفشي وباء كورونا حتى نهاية عام 2020، فإنه يرى إمكانية نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2% في السنة المالية 2020/2021.

وتابع أبو النجا: نرى أيضًا أن طبيعة النمو يجب أن تكون متنوعة، حيث تقود قطاعات الزراعة والبناء والاتصالات والرعاية الصحية (وجميعها حرجة وكثيفة العمالة) النمو إلى منطقة آمنة.

وأضاف أن البنك المركزي يتوقع أن تمر مصر بهذه الصدمة الاقتصادية بأقل ضرر ممكن، وأن تكون واحدة من الدول القليلة التي حققت نموا إيجابيا في السنوات القليلة المقبلة.

وقال: من الناحية المالية، وعلى الرغم من الإنفاق على الحوافز والتدخلات المالية، من المتوقع أن يظل الرصيد الأساسي إيجابيا، على الرغم من أنه دون مستواه الحالي البالغ 2% من الناتج المحلي الإجمالي.

مستقبل الجنيه غير مقلق والبنوك تتمتع بسيولة مرتفعة بالعملتين المحلية والأجنبية

وأكد نائب محافظ البنك المركزي، أنه يجب أن يستمر عبء الديون في مساره النزولي وإن كان بدرجة أبطأ، مع الحفاظ على الإنجازات السابقة التي تم تحقيقها وإنشاء المخازن المؤقتة اللازمة، مضيفا: لا يقدم مستقبل الجنيه المصري أي سبب للقلق حيث أن القطاع المصرفي يتمتع بمستوى مرتفع من السيولة بالعملة الأجنبية والمحلية، وبما أن السوق معتاد على هذه المرونة، فإن المضاربات لا ينبغي أن تؤدي إلى صعود السوق السوداء.

وقال أبو النجا إن جميع مؤشرات السلامة المالية كافية والبنوك لديها مرونة للصدمات، وأنها تجري اختبارات التحمل في وتيرة أعلى لضمان الاستجابة السريعة لمتطلبات السيولة.

قرض صندوق النقد يساعد في الوصول لأرض آمنة لتعافي سريع للاقتصاد

ولفت إلى الإجراءات الوقائية التي يتخذها البنك المركزي ووزارة المالية، فإضافة إلى تمويل صندوق النقد الدولي البالغ قيمته 2.8 مليار دولار أمريكي، سيقلل من تأثير النقص في ميزان المدفوعات ويساعد على سد الفجوة الحالية حتى يتم الوصول إلى أرض آمنة لضمان تعافي الاقتصاد بسرعة.

وأكد أبو النجا، أن مصر من بين البلدان القليلة التي تتمتع بتصنيف ائتماني من شأنه أن يوفر وصولا سهلا إلى الأسواق الدولية ويمكنها من توليد التمويل بأسعار فائدة معقولة من المستثمرين الدوليين.

وقال أبو النجا: في حين شهدت مصر أكبر تخارج للتدفقات رأسمالية على الإطلاق بقيمة 17.5 مليار دولار أمريكي في شهرين، فإن التدفقات المتوقعة كافية أن تخفف من الأثر السلبي الناتج عن خلروج رأس المال على الاقتصاد.

4 تطورات إيجابية في ميزان المدفوعات

وأشار أبو النجا إلى بعض التطورات الإيجابية في ميزان المدفوعات أدت إلى موازنة التدفقات الخارجة ومنها انخفاض تدفقات الدولار الأمريكي لأغراض السياحة الخارجية، واستفادة الميزان التجاري من انخفاض أسعار النفط ، وعدم تضرر أسعار صادرات الغاز مثلما حدث في النفط مؤكدا أنها في في حالة جيدة، وأخيرا تراجع الضغط على الواردات بسبب انخفاض الطلب على السلع الفاخرة وغير الأساسية.

وأكد أبو النجا أن المركزي المصري يرى إمكانات قوية لاستعادة مؤشرات الأداء الرئيسية والاستثمار الأجنبي المباشر، حيث يتعافى الاقتصاد ويظهر مرونة، خاصة مع حزم التحفيز وانتعاش النمو المستقبلي بعد مرور الصدمة.

الرابط المختصر