الولايات المتحدة تدرس تقديم تخفيضات ضريبية لشركاتها لسحب سلاسل الإمداد من الصين

وكالات _ يعكف مشرعون ومسؤولون في الولايات المتحدة على صياغة مقترحات لدفع الشركات الأمريكية إلى نقل العمليات أو الموردين الرئيسين من الصين، التي من بينها تخفيضات ضريبية وقواعد جديدة وأوجه دعم منظمة بعناية.

إضغط لمتابعة جريدة حابي على تطبيق نبض

E-Bank

وأظهرت مقابلات مع أكثر من عشرة مسؤولين حكوميين حاليين وسابقين ومسؤولين تنفيذيين في قطاع الصناعة وأعضاء في الكونجرس أن نقاشات جارية على نطاق واسع، بما في ذلك فكرة “صندوق لإعادة توطين العمليات” مجهز بمبلغ 25 مليار دولار، لتشجيع الشركات الأمريكية على إعادة تشكيل علاقاتها بالصين بشكل جذري.

وطالما تعهد الرئيس دونالد ترامب بإعادة التصنيع من أنحاء العالم، لكن انتشار فيروس كورونا في الآونة الأخيرة وما يرتبط بذلك من مخاوف حيال اعتماد سلاسل الإمداد الطبية والغذائية الأمريكية على الصين يشعلان حماسا جديدا للفكرة في البيت الأبيض.

ويوم الخميس الماضي، وقع ترامب أمرا تنفيذيا أعطى هيئة أمريكية للاستثمار في الخارج سلطات جديدة لمساعدة المصنعين في الولايات المتحدة، وقال ترامب “إن الهدف هو إنتاج كل شيء تحتاج إليه أمريكا لأنفسنا، ثم التصدير إلى العالم، ويشمل ذلك الأدوية”.

تابعنا على | Linkedin | instagram

لكن إدارة ترامب نفسها لا تزال منقسمة بشأن أفضل طريقة للتنفيذ، ومن المستبعد تناول المسألة في التحفيز المالي القادم لتعويض التراجع الناجم عن فيروس كورونا. وبدأ الكونجرس العمل على حزمة تحفيز مالي أخرى، لكنه لا يزال من غير الواضح متى يمكن إقرارها.

إلى ذلك، نددت مجموعة هواوي العملاقة للتكنولوجيا أمس، بالخطوة الأمريكية الأخيرة التي تحرمها من الوصول إلى الجهات التي تمدها بأشباه الموصلات، مشيرة إلى أنه هجوم “مؤذ” سيحدث فوضى في قطاع التكنولوجيا وغيره على مستوى العالم، بحسب “الفرنسية”.

وأفادت وزارة التجارة الأمريكية الجمعة أنها قررت تكثيف العقوبات على “هواوي”، التي ترى واشنطن أنها تشكل تهديدا أمنيا، لتشمل منعها من الوصول إلى تصاميم أشباه الموصلات التي تم تطويرها باستخدام برامج وتكنولوجيا أمريكية.

وقال متحدث باسم “هواوي”، “كان القرار تعسفيا ومؤذيا ويهدد بتقويض قطاع التكنولوجيا بأسره حول العالم”.

وأفادت “هواوي” – التي تمكنت حتى الآن من الصمود أمام حملة مستمرة منذ 18 شهرا من قبل إدارة ترمب لعزلها دوليا – بأن أعمالها التجارية ستتأثر بلا شك بالضغوط الأمريكية الأخيرة.

وأكدت أن خطوات واشنطن “ستؤثر في التوسع والمحافظة على عمليات شبكات تقدر بمئات مليارات الدولارات “أطلقناها في أكثر من 170 دولة واستمرارها”.

وصدر البيان خلال قمة سنوية للمحللين المتخصصين في مجال التكنولوجيا، التي تنظمها المجموعة في مقرها في مدينة شينزين في جنوب الصين.

لكنها أضافت أن “هذا القرار من قبل الحكومة الأمريكية لا يؤثر في “هواوي” فحسب بل سيحمل تداعيات خطيرة على عدد واسع من الصناعات العالمية” عبر التسبب في ضبابية في قطاع الشرائح الإلكترونية وسلاسل إمداد التكنولوجيا.

وقال مسؤولون “إن “هواوي” عملت على الالتفاف على العقوبات عبر الحصول على شرائح إلكترونية ومكونات يتم إنتاجها حول العالم بالاعتماد على تكنولوجيا أمريكية”.

وحذرت الشركة الصينية العملاقة من أن القيود التي فرضتها الولايات المتحدة أخيرا على أعمالها سيكون لها “ثمن باهظ” في صناعة التكنولوجيا العالمية، كما أنها تؤجج التوترات بين واشنطن وبكين وتلحق الضرر بالمصالح الأمريكية.

وهذا يعني أن شركات مثل “شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات” وغيرها ستوقف التعامل مع الشركة الصينية ما لم تحصل على إعفاءات.

وكانت الصين و”هواوي” هددتا بالرد على القرار الأمريكي، إلا أن جوه بينج رئيس الشركة امتنع أمس عن التعليق بشأن رد بكين المحتمل.

وأضاف، “ستتأثر أعمالنا بشكل كبير.. وبالنظر إلى التغييرات التي شهدتها الصناعة خلال العام الماضي، فقد تأكد بصورة أكثر وضوحا أن المعايير المجزأة لا تفيد أحدا، وإذا ما حدث أي تفتيت آخر فإن الصناعة بأكملها ستدفع ثمنا باهظا”.

وقال “إن الشركة لا تزال تقيم التداعيات المحتملة للقيود الأخيرة”، مضيفا أنه “لا يمكن التنبؤ بتبعاتها على الإيرادات في الوقت الراهن”.

وذكرت صحيفة “نيكي” نقلا عن عدة مصادر أمس، أن شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات أوقفت الطلبيات الجديدة من “هواوي تكنولوجيز” استجابة لتحرك واشنطن الهادف إلى تقييد إمدادات الرقائق للشركة الصينية على نحو أكبر.

وذكر التقرير أن الطلبيات التي تلقتها الشركة قبل الحظر الجديد وتلك التي يجري تصنيعها بالفعل لن تتأثر ويمكن أن تستمر إذا أمكن شحن الرقائق قبل منتصف سبتمبر.

وامتنعت “هواوي” عن التعقيب، بينما قالت الشركة التايوانية “إنها لا تكشف تفاصيل عن الطلبيات وإن التقرير شائعات سوقية محضة”.

وقالت “هواوي”، “إنه لن يكون هناك مفر من تأثر أعمالها بسبب التحرك الأمريكي الأحدث لتقييد مبيعات الرقائق لعملاق التكنولوجيا الصيني”، لكن الشركة أضافت أنها “واثقة بأنها ستجد حلولا قريبا”.

وتلك التصريحات هي الرد الرسمي الأول للشركة بعد أن أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إجراءات جديدة لمحاولة وقف إمدادات الرقائق العالمية لـ”هواوي تكنولوجيز”.

والقواعد الجديدة التي أصدرتها وزارة التجارة توسع سلطات الولايات المتحدة لتشمل طلب تراخيص لمبيعات أشباه الموصلات المصنعة في الخارج بتكنولوجيا أمريكية لـ”هواوي”، بما يزيد على نحو كبير من نطاق قدرتها على وقف الصادرات لثاني أكبر شركة لصناعة الهواتف الذكية في العالم.

وقال جو بينج الرئيس المناوب للشركة في قمة المحللين السنوية لـ”هواوي”، “إن الشركة ملتزمة بالامتثال للقواعد الأمريكية، وزادت بشكل كبير من الأبحاث والتطوير والمخزون للاستجابة للضغوط الأمريكية”.

الرابط المختصر