الملك سلمان: نواجه جائحة صحية واقتصادية لم يشهد العالم لها مثيلا

العربية دوت نت – وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مساء السبت، كلمة للمواطنين والمقيمين وعموم المسلمين بمناسبة عيد الفطر المبارك.

وجاء في نص الكلمة: “الحمد لله على ما تفضل به علينا من إتمام صيام وقيام شهر رمضان المبارك، سائلين الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، شاكرين المولى العلي القدير أن بلغنا عيد الفطر السعيد، داعين الله أن يوفقنا للخيرات، وأن يعيننا على القيام بما يرضيه. إخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي: لقد شرع الله لنا العيد ليكون فرحاً وسعادة وبهجة وسروراً، يقول تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)”.

E-Bank

وأضاف: “يواجه العالم ونحن جزء منه جائحة صحية واقتصادية لم يشهد العالم لها مثيلاً، مما استدعى حلولاً عاجلة لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد”، نقلا عن وكالة الأنباء السعودية (واس).

وتابع: لا يسعني في هذا الشأن إلا أن أشكر المواطنين والمواطنات والمقيمين والمقيمات على وقوفهم بكل إخلاص ووفاء مع ما اتخذته الأجهزة المعنية في بلادنا من إجراءات احترازية ووقائية وعلاجية، هدفها الإنسان، ولا شيء غير الإنسان والحفاظ على صحته والعمل على رعايته، والسعي إلى راحته.

وقال: إنني أقدر بشكل كبير قضاءكم العيد في بيوتكم، ملتزمين بكل وعي ومسؤولية بإجراءات التباعد الاجتماعي، مستعيضين عن اللقاءات وتبادل التهاني مباشرة، بالتواصل والمعايدة والتهنئة بالاتصالات والمراسلات والتواصل عن بعد. كل ذلك حرصاً على سلامتكم، فالبهجة بالصحة والفرح بالعافية، وكل سرور يؤدي لخطر نهايته ندم كفانا الله وإياكم الشرور.

تابعنا على | Linkedin | instagram

وورد في نص الكلمة: أيها الإخوة والأخوات بالتزامنا بالإجراءات الاحترازية التي تهدف لمواجهة هذه الجائحة في قضاء العيد بمنازلنا والتهنئة به عبر الاتصالات والمراسلات الإلكترونية نمتثل تعاليم ديننا الحنيف ونعمل بأحكامه في النوازل. وعند انتشار الأوبئة ملتزمين بما حثنا عليه من التواد والتعاطف، وإشاعة مباهج العيد وفرحته.

وذكر أن السلامة تستلزم من المجتمع كله تفهم هذا الظرف الخاص، الذي يمنع المسلمين من الخروج لصلاة العيد، وتبادل الزيارات مجددين التأكيد أن سلامة وصحة المواطن والمقيم في رأس اهتماماتنا. آملين من الجميع اتخاذ إجراءات السلامة التي أقرتها ضوابط الحد من انتشار هذا الجائحة وتفشيها من أجل سلامتكم، وفي سبيل المحافظة على صحتكم.

وقال إن بلادكم لتفخر أشد الفخر، بكوادرها الصحية والميدانية في كل القطاعات التي تصدت لهذه الجائحة بقوة وثبات وإخلاص، يساندهم في ذلك إخوانهم في القطاعات الأمنية والقطاعات كافة، فلهم منا جميعاً كل الشكر والتقدير.

وأضاف: لقد أسهمت هذه الجود بفضل الله في الوصول إلى نتائج تزرع الأمل وتبث التفاؤل بما تحقق في مواجهةانتشار الجائحة، فعالجت المصابين من المواطنين والمقيمين ووفرت المحاجر، واتخذت كل الإجراءات الاحترازية التي قد يكون بعضها مؤلماً لكنها الضرورة، ومن أجل الإنسان يهون كل ما دونه.

وجاء في نص الكلمة: لقد بادرت المملكة العربية السعودية، انطلاقاً من قيمها الدينية والإنسانية والوطنية إلى بذل كل الجهود الرامية إلى مقاومة هذه الجائحة، والسعي في تخفيف آثارها. كما قدمت بلادكم الدعم السخي لمنظمة الصحة العالمية دعماً لجهودها في مواجهة الجائحة، كما قدمت الدعم السخي للبحوث العلمية المحلية والدولية لاكتشاف لقاح للفيروس، أو دواء ناجع يسهم في تخليص البشرية من هذا الوباء.

وأوضح أنه استشعاراً لدورها العالمي وواجبها الإنساني دعت المملكة بحكم رئاستها مجموعة العشرين إلى عقد اجتماع قمة للمجموعة ناقشت خلالها الآثار الصحية والاقتصادية والاجتماعية للجائحة واتخذت القرارات اللازمة. لن توفر بلادكم جهداً في سبيل تقديم الخير للبشرية في هذه الجائحة خصوصاً، وفي كل مناحي الحياة عموماً.

واختتم: أبتهل إلى المولى، بالدعاء الخالص، كما سلم لنا رمضان وسلمنا لرمضان، أن يعيده علينا وبلادنا الغالية العزيزة، وأمتنا العربية والإسلامية، والعالم أجمع، في صحة وعافية من كل بلاء ومكروه، وأن يعيد علينا العيد، وقد رفع الله عنا وعن الإنسانية جمعاء هذ الوباء، وكل بلاء. اللهم احفظ بلادنا، وارحم من استأثرت بهم في كنفك الكريم، ممن لم يشهد العيد معنا، بسبب هذه الجائحة أو سواها. اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين، وتقبل شهداءنا الذين بذلوا أرواحهم فداء لأهلهم وإخوانهم، ودفاعاً عن حياض أوطانهم، وأنزلهم منازل الشهداء والصالحين في جناتك جنات النعيم، بمنّك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

 

الرابط المختصر