حسن شكري: أزمة كورونا تعيد تقييم الشركات المدرجة بالبورصة

سيناريو اتجاهات السوق يتوقف على تداعيات الوباء.. وأتوقع استمرار التحسن في أحجام التداولات على مدار عام

رنا ممدوح _ توقع حسن شكري، العضو المنتدب لشركة إتش سي لتداول الأوراق المالية، أن يراجع المحللون الماليون توقعاتهم الخاصة بإيرادات وربحية الشركات المدرجة بالبورصة، خاصة بعد ظهور نتائج الربع الثاني من العام التي ستوضح التأثير الأكبر لأزمة كورونا.

اضغط لتحميل تطبيق جريدة حابي

E-Bank

ويرى شكري أن أداء البورصة خلال الفترة القادمة يتوقف على تطورات أزمة فيروس كورونا، فإما أن تشهد تحسنًا حادًّا، أو تحسنًا على مدى زمني واسع أو على مراحل، مؤكدًا أن هذه السيناريوهات يتوقف تحقق أي منها على مدى انتشار الوباء خلال القترة المقبلة.

ورصد العضو المنتدب لشركة إتش سي لتداول الأوراق المالية خلال حواره مع حابي، القطاعات التي تجتذب اهتمام المستثمرين حاليًا، وتشمل الأدوية والخدمات الصحية، والدفع الإلكتروني، والاتصالات، والأغذية.

وتوقع أن تواصل أحجام التداولات الصعود على مدار العام، في ظل تحول الكثيرين للاستثمار في أسواق المال كبديل عن عدد من أنشطة المراهنة والمضاربة التي توقفت بسبب الحظر والإجراءات الاحترازية التي أصدرتها بعض الدول لمواجهة تفشي فيروس كورونا.

وأشاد شكري بالحزم التحفيزية التي أصدرتها الحكومة المصرية لدعم الاقتصاد والبورصة وتأثيرها الإيجابي في إدارة الأزمة، لافتًا إلى تقارير الجهات الدولية، ومنها البنك الدولي الذي توقع أن تكون مصر الوحيدة بالشرق الأوسط التي ستحقق نموًّا في الاقتصاد، حتى وإن كان طفيفًا.

كما تطرق الحوار إلى الخطط التوسعية لشركة إتش سي ومدى تأثرها بأزمة كورونا، على صعيد مساعي الاستحواذ على شركة سمسرة بعد توقف مفاوضات الاستحواذ على شركة عربية أون لاين، وكذلك خطط افتتاح فروع جديدة للشركة بالمحافظات، وزيادة الاعتماد على خدمات التداول الإلكتروني.

وإلى نص الحوار..

اتش سي
حسن شكري العضو المنتدب لشركة اتش سي لتداول الأوراق المالية

حابي: بداية.. كيف تقيم أداء البورصة المصرية في الفترة الحالية؟ وما السيناريو المتوقع لاتجاهاتها على المدى المتوسط؟
شكري: حقق المؤشر الرئيسي للبورصة EGX30 أعلى ارتداد في منطقة الشرق الأوسط منذ بداية أزمة كورونا في مارس الماضي، بنسبة 38%، مقابل 29% لمؤشر MSCI‬ للأسواق الناشئة عن نفس الفترة.‬‬‬‬

وفيما يخص مؤشر EGX100 الثلاثيني والسبعيني، فقد سجل 5% انخفاضًا من بداية العام وحتى الآن مقابل 11% بالمقارنة بمؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة عن نفس الفترة.

وبناء عليه فأداء البورصة في الفترة الحالية جيد نسبيًّا، ففي ظل التحديات التي فرضتها كورونا على أسواق المال، تعد مصر أكثر تماسكًا مقارنة بالدول المجاورة.

وفيما يخص السيناريو المتوقع لاتجاهات البورصة في الفترة القادمة، فقد تباينت الآراء بين ثلاثة اتجاهات، إما أن تشهد تحسنًا حادًّا، أو تحسنًا على مدى أوسع أو منقسمًا على أكثر من مرحلة.

ويتوقف تحقق أحد هذه السيناريوهات على التطورات التي تصوغها أزمة كورونا على المستويين العالمي والمحلي، فهذه أزمة مستحدثة تجبر العالم على الخضوع أمام مستجداتها، ولكن القرارات التي تتخذها الحكومات تحمي الاقتصاد من التداعيات السلبية.

فمثلًا في حال حدوث موجة أخرى لانتشار الوباء قد تتخذ الحكومة حزمة قرارات قاسية مما سيجعل لها بالضرورة تكلفة أو تأثيرًا سلبيًّا على الاقتصاد وبالتالي يكون أداء البورصة هو المرآة العاكسة لهذه التأثيرات.

حابي: أزمة كورونا كشفت مواطن الضعف بأسواق المال، فماذا عن البورصة المصرية؟
شكري: إن أزمة كورونا جاءت كاشفة لضعف الاقتصاد العالمي بشكل عام تجاه هذا النوع من الأزمات. والبورصات العالمية قامت بدورها كمرايا للاقتصاد العالمي الذي عانى من إجراءات الغلق التي اتخذتها الحكومات لمواجهة هذه الأزمة

البورصات العالمية عكست مواطن الضعف في الاقتصاد

أما على صعيد البورصة المصرية فقد أدت أحسن من غيرها من البورصات. فالاقتصاد المصري وفقًا لتقدير جهات دولية كثيرة منها البنك الدولي سيكون الوحيد في منطقتنا الذي سيسجل نموًّا، وإن كان طفيفًا، في حين من المتوقع أن تسجل الدول المجاورة انكماشًا في اقتصاداتها، وأعتقد أن هذا ما سنراه في الفترة المقبلة، وفي ضوء المعلومات المتاحة حتى الآن. ‬‬‬

حابي: بالرغم من حالة التعثر بسبب كورونا، إلا أن أحجام التداولات في تحسن خلال الفترة الأخيرة.. فما الأسباب من وجهة نظرك وتوقعاتك للفترة المقبلة؟
شكري: شهد العالم اهتمامًا كبيرًا منذ بدء الأزمة بالاستثمار في أسواق المال والتداول في الأوراق المالية، كبديل لكثير من أنشطة المضاربة والمراهنة الأخرى التي توقفت بسبب انتشار الوباء.

وكان الحال مماثلًا أيضًا في سوق المال المصري، حيث لاحظنا إقبالًا كبيرًا على فتح محافظ استثمارية جديدة، وخاصة من قبل الأفراد الذين جذبتهم أسعار الأسهم بعد النزول الكبير في الربع الأول من السنة.

ومن هنا، نتوقع أن تشهد السوق هذا العام أحجام تداول جيدة، وعلى مدار الـ 12 شهرًا المقبلة، وبالأخص في فترة الصيف التي اعتدنا على تدني أحجام التداول فيها

حابي: هل ترى تغيرًا في الاستراتيجية الاستثمارية لفئات المستثمرين؟ وهل تتوقع تغيرًا كبيرًا بخريطة المتعاملين قي السوق؟ وما هي توقعاتك على صعيد استثمارات الأجانب والعرب على وجه الخصوص؟
شكري: نعتقد أن مصر ودول العالم أجمع سترى تغيرات في أسلوب مباشرة الحياة والأعمال في مرحلة ما بعد الكورونا، وبالتالي سوف يعاد النظر من المحللين الماليين فيما يخص إيرادات وربحية الشركات المدرجة المتوقعة، والتي سوف تنعكس بالطبع على تقييماتهم، خاصة بعد أن تخرج نتائج الربع الثاني قريبًا مبينة الأثر الأكبر للأزمة، لأن تأثير الأزمة بدأ قرب نهاية الربع الأول من السنة

وبالنسبة لاستثمارات الأجانب فإننا نرى أن سوق الدين المصري سيكون جاذبًا لهم أكثر من الاستثمار في الأسهم، وذلك لانخفاض التضخم والعوائد المجزية على الأذون والسندات المصرية وانخفاض المخاطرة في الاستثمار في السندات عن الأسهم، بالرغم من العوائد المحتملة المرتفعة للأسهم، خاصة بعد الموجات البيعية العنيفة في الأسواق الناشئة ومنها مصر في أعقاب أزمة كورونا

أما على صعيد الأفراد، فقد لاحظنا دخول أنواع جديدة منهم للسوق بسبب انخفاض التقييمات ونزول الأسعار (داخل مصر وغيرها) وبالتالي ارتفع نصيب المستثمرين الأفراد وسيستمر في الارتفاع.

حابي: ما أهم مطالب المستثمرين خلال الفترة الحالية على صعيد التشريعات والمنتجات المالية وقرارات ضبط السوق؟
شكري: معظم الوقت تكون مطالب المستثمرين من الأفراد والمؤسسات مرتبطة بخفض تكلفة التداول، سواء من رسوم أو ضرائب

مطالب المستثمرين من الأفراد والمؤسسات مرتبطة بخفض تكلفة التداول

حابي: هل تتوقع نشاطًا في عمليات الدمج والاستحواذ؟.. وبأي قطاعات؟
شكري: نعتقد أن في أزمة مثل هذه، سيتباين أداء الشركات. ربما تكون هناك شركات تحتاج إلى ضخ أموال فيها، قد يلجأ بعضها للاقتراض وقد يلجأ البعض الآخر للاندماج، فالشركات التي سيكون تأثير الأزمة عليها ضعيفًا ستدرس الاستحواذ على الشركات التي قد تتعسر من جراء الأزمة لزيادة حجم أعمالها أو نصيبها السوقي

حابي: ما هو التوقيت الأنسب من وجهة نظرك لاستئناف برنامج الطروحات الحكومية؟
شكري: شهدت السوق خاصة في مارس من هذا العام انخفاضًا كبيرًا في التقييمات، بما يدعو لتأجيل فكرة الطرح حتى تتحسن الأوضاع وتقترب التقييمات من قيمتها العادلة، وسوف يعتمد ذلك على تطورات الأزمة ومداها الزمني، فأنا لا أعتقد أن نشهد استئنافًا للبرنامج خلال 2020 .. فالأمر متوقف على أبعاد انتشار الوباء

انخفاض التقييمات يدعو لتأجيل استئناف برنامج الطروحات الحكومية

حابي: وهل ترى نشاطًا محتملًا لطروحات الشركات التابعة للقطاع الخاص؟ وما هي العوامل التي سيتحدد على أساسها قرار الطرح؟
شكري: العامل الأساسي هنا هو البحث عن التمويل، فقد لا نشهد نشاطًا ملحوظًا في القطاع الخاص في هذا الاتجاه، إلا في حالة الاضطرار لذلك.

حابي: بعد الأزمة العالمية في 2008 فرض العالم استراتيجية جديدة لسوق المال.. فماذا تتوقع أن تفعله كورونا بصناعة سوق المال؟
شكري: هناك فرق.. أزمة 2008 جاءت نتيجة لممارسات خاطئة تتمثل في جشع من بنوك استثمارية أمريكية قامت بعرض أوراق مالية ذات جدارة ائتمانية منخفضة على أنها ذات جدارة ائتمانية مرتفعة، مما تسبب في تكبد المستثمرين في السندات خسائر فادحة.

أما الوضع الحالي، فهو قوة قهرية تلقي بظلالها على الجميع إلا أن ذلك الأثر قوي ومتشعب ومنتشر. وأعتقد أن صناعة سوق المال في مصر سيزيد اعتمادها على التداول الإلكتروني والتواصل عن بعد.

الجدير بالذكر أن الجهات الرقابية كان لها دور كبير وداعم منذ بداية الأزمة في تيسير إجراءات التعامل بين الشركات والعملاء وزيادة الاعتماد على وسائل الاتصال التليفونية والإلكترونية

حابي: ما أبرز التجارب الدولية التي يمكن الاحتذاء بها على صعيد أسواق المال أو إدارة الأزمة الاقتصادية بشكل عام؟
شكري: كان للصين تصرف مساند لسوق المال أنقذه من الانهيار، حيث قامت بشراء السوق بعد الخروج المتوقع للمستثمرين الأجانب وقت تصاعد الأزمة، وقد كانت مبادرة الـ 20 مليار جنيه شبيهة بذلك التصرف، وأصبح لها أثر استراتيجي جاهز لدخول حيز التنفيذ حال حدوث انهيار لا قدر الله، وهو الذي لم نشهده حتى الآن من بداية أزمة كورونا، سوى الانخفاض الكبير في شهر مارس الذي ما لبث أن عاود الصعود والتعافي

خطط إتش سي التوسعية قائمة وتتوزع بين الانتشار الجغرافي والتوسع الإلكتروني

حابي: على صعيد خطط إتش سي.. كيف تخطط شركتك لإدارة الأزمة الحالية؟ وما هي مستهدفاتكم خلال العام الجاري؟
شكري: خططنا للتوسع ما زالت قائمة وتنقسم إلى محورين رئيسين: الانتشار الجغرافي، والتوسع الإلكتروني. فالتغيير جاء في صورة التكيف مع طرق العمل الجديدة عن بعد، وعن طريق الإنترنت والتركيز على خدمة التداول الإلكتروني، أما فيما يخص الانتشار الجغرافي فيتوقف على الكوادر المؤهلة في هذا المجال.

مفاوضات الاستحواذ على عربية أون لاين توقفت بالكامل في الوقت الراهن

حابي: هل توقفت مفاوضات إتش سي للاستحواذ على عربية أون لاين بشكل كامل؟.. وهل هناك مفاوضات جديدة للاستحواذ على شركة سمسرة أخرى؟
شكري: نعم توقفت، ولا يوجد مفاوضات في الوقت الراهن.

حابي: هل ساهمت أزمة كورونا في زيادة الاعتماد على التداول الإلكتروني؟.. وهل هناك منتجات جديدة تسعى إتش سي لطرحها في هذا الإطار؟
شكري: بالطبع شهدنا زيادة في إقبال العملاء على التداول الإلكتروني، وانعكس ذلك على تحسن ترتيبنا في تعاملات الأفراد.

أما بالنسبة للمنتجات الجديدة فهي دائمًا مرتبطة بصدور قوانين وتحديد آليات للبدء في العمل بها، جدير بالذكر أن إتش سي لتداول الأوراق المالية حاصلة على الترخيص بمزاولة جميع الخدمات القائمة حاليًا في هذه الصناعة

حابي: هل لديكم خطط للتوسع الخارجي؟ ما هي الأسواق المستهدفة والتوقيت الأنسب للتنفيذ؟
شكري: لا.. تعتبر مصر أهم سوق يجب التواجد فيه الفترة القادمة، ونحن نولي ذلك الاهتمام الأكبر

حابي: ما هي أهم توصياتكم للمستثمرين خلال الفترة الحالية؟
شكري: عدم الانجراف وراء الشائعات‬‬عند اتخاذ القرار الاستثماري، لا بد من احترام فكرة وقف الخسارة‬‬ عند الشراء بالهامش، ويجب على المستثمر أن يكون على اقتناع كامل بالسهم محل الشراء.
‬‬‬‬‬

حابي: ما أهم توصياتكم لصناع القرار في مصر للحد من تداعيات الأزمة على سوق المال والاقتصاد بشكل عام؟
شكري: القرارات المتخذة كان هدفها تحقيق التوازن بين الحفاظ على الأرواح والحفاظ على الاقتصاد وأعتقد أن هذا هو أفضل اتجاه.

خصم خاص بنسبة 50% على خدمات بوابة حابي
الرابط المختصر