بقلم أحمد رضوان رئيس التحرير _ فارق كبير بين شجاعة الرجل المحاطة بحماية ورعاية واعتراف المجتمع، وشجاعة المرأة التي في غالب الأحوال يتم تأويلها لانتزاع التفسير والشرح والتبرير، قبل الاعتراف بها.
في مجتمعاتنا، جميع تصرفات الرجل حتى لو كانت تكبرًا وعنادًا وتهورًا قابلة لأن تمرر وبكل رضا داخل حُلّة الشجاعة، أما شجاعة المرأة على وضوحها وضروريتها في أشد المواقف حاجة لها.. تصبح أمرًا محل نقاش وتقييم، نرصد درجتها على مقياس التجرؤ بصداه السلبي في الآذان.
في مجتمعاتنا وبكل أسف وفي أحوال كثيرة.. تُستدعى شجاعة المرأة وقت الحاجة لها، ثم الكبت إلى حين. نهلل لها ثم الصمت إلى حين. نشكرها لها ثم الجحود إلى حين. نعترف بها ثم الإنكار إلى حين.
اعتقد أن هذا في حد ذاته أقبح أنواع الاستغلال، وسبب رئيس، – ليس وحيدًا – في رضا الكثيرات من ضحايا التحرش والاغتصاب بالصمت بديلًا وحيدًا أمام وجوه أخرى من الاستغلال، وصلت في بعض الأحوال إلى المتاجرة بقضية الدفاع عن المرأة.
الأب الذي تخشى ابنته من مشاركته في مختلف أمورها عليه مراجعة نفسه، الأم التي صورت لبناتها أن هناك إطارًا محددًا سلفًا عليهن التحرك بداخله عليها أيضًا مراجعة نفسها، الأخ الذي طالما سيطر وتمكن وتحكم في مصائر إخوته عليه التوبة قبل مراجعة نفسه، لا أقول الجملة الخالدة (كلنا مذنبون)، ما أقوله كلنا مسؤولون وشركاء في الحل.
الرجل قد يكون شجاعًا.. أما المرأة فهي الشجاعة.
خصم خاص بنسبة 50% على خدمات بوابة حابي