البورصة تتحصن بالقطاعات الدفاعية

في مواجهة مخاوف التطورات الإقليمية

رنا ممدوح _ تباينت توقعات رؤساء شركات ومحللين ومتعاملين بسوق المال، تجاه حركة مؤشرات البورصة الأسبوع الجاري، خاصة بعد التراجعات التي شهدتها الأسبوع الماضي على خلفية تزايد سخونة التطورات الإقليمية.

إضغط لتحميل تطبيق جريدة حابي

E-Bank

وأكد المشاركون الذين استطلعت جريدة حابي آراءهم، أن تراجع أحجام السيولة اليومية عن معدلاتها الطبيعية غير مقلق، مرجحين أن يختفي ذلك في أقرب حركة تصحيحية تقوم بها مؤشرات البورصة إلى أعلى.

ويري المشاركون أن القطاعات الدفاعية كالأدوية والتعليم والصناعات الغذائية تأتي على رأس القطاعات المرشحة للتماسك وتحقيق طفرة في الأداء خلال الفترة القادمة، حيث إنها كانت الأفضل خلال الشهور التي واجهت فيها البورصة تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد.

شوكت المراغي عضو مجلس إدارة البورصة والعضو المنتدب لشركة إتش سي
شوكت المراغي العضو المنتدب لشركة برايم لتداول الأوراق المالية

تابعنا على | Linkedin | instagram

يري شوكت المراغي، العضو المنتدب لشركة برايم لتداول الأوراق المالية، أن البورصة المصرية في مقدمة القنوات الاستثمارية التي تستجيب للشائعات سريعًا، وهو ما تسبب في ارتفاع أحجام العمليات البيعية للأفراد المصريين والأجانب، وبتداولات تجاوزت المليار جنيه.

وأكد أن جلسة نهاية الأسبوع شهدت تخفيف حدة البيع، وانعكس ذلك على المؤشر الرئيسي للبورصة الذي اتجه لتغطية خسائره والاقتراب مجددًا لاختبار مستوى 10600 نقطة، ولفت إلى أن سوق المال المصرية لديها مقومات جذابة تؤهلها لتحقيق طفرة في الأداء خلال النصف الثاني من العام الجاري، ولكن عدم وضوح الرؤية فيما يخص التطورات الإقليمية قد يؤخر من رحلة الصعود.

المراغي:  الأدوية والتعليم والصناعات الغذائية على رأس المرشحين للتماسك

ويعتقد المراغي أن الملفات التي تشغل الساحة الإقليمية، وما قد يترتب عليها من أحداث لن تخلق حالة الذعر التي تدفع البورصة لاختبار مستويات مارس الماضي مرة أخرى، مؤكدًا أن الشركات المقيدة أصبحت لديها مقاومة تجاه الأزمات المفاجئة.

واستنكر حالة الفزع التي أصابت فئة الأفراد بالبورصة جراء التطورات السياسية الإقليمية، فبالنسبة لملف سد النهضة، ما زالت الحلول الدبلوماسية هي اللغة السائدة لحل هذه الأزمة، بجانب مساندة عدد من دول المنطقة لحقوق مصر.

وفيما يخص الملف الليبي، رأى أنه في حال تأكيد ما يتم تداوله حول التصعيد العسكري، فيجدر الإشارة هنا إلى أن مصر تتحرك دفاعًا عن أمنها القومي، وليست طرفًا بصراع تركيا وليبيا.

وعن تراجع أحجام التداولات اليومية بسبب التطورات الإقليمية، قال العضو المنتدب لشركة برايم لتداول الأوراق المالية، إن التوترات الإقليمية تدفع المستثمرين للترقب وتأجيل الخطط الاستثمارية داخل سوق المال لحسن وضوح رؤية الملفات على الساحة.

وأكد المراغي، أن المخاطر السياسية مثلها كالأوبئة التي تأتي دون سابق إنذار ولن يستطيع أحد التكهن وتوقع ملامح القادم، موضحًا أن الحزم التحفيزية والدواعم لن تأتي بتأثير في مثل هذا الوقت.

وبالنسبة للقطاعات المقيدة، قال إن رهان الفترة الحالية يرتكز على القطاعات الدفاعية كالأدوية والتعليم والصناعات الغذائية.

محمد فتح الله
محمد فتح الله العضو المنتدب لشركة بلوم لتداول الأوراق المالية

ومن جانبه رسم محمد فتح الله، العضو المنتدب لشركة بلوم مصر لتداول الأوراق المالية، سيناريو متفائلًا لاتجاهات مؤشرات البورصة المصرية المتوقعة على المدى القصير والمتوسط، على الرغم من وجود تطورات إقليمية دفعت البورصة للتراجع عن مكاسب يونيو الماضي.

فتح الله: قطاع العقارات يستعد للانطلاق والشائعات لن تدفعنا لخسائر مارس

وقال فتح الله، إن التأثير السلبي المتوقع حدوثه نتيجة للتطورات الإقليمية هو ارتفاع العمليات البيعية للمستثمرين الأجانب، حيث إنهم يفضلون التخارج من أسواق المال التي تكثر بها الشائعات السياسية، وخاصة ما يتم تداوله عن تدخل مصر عسكريًّا لحماية الأمن القومي في ليبيا.

واستبعد أن تثبت تلك الشائعات صحتها على المدى القصير، خاصة مع إعلان جمهورية مصر العربية أنها ليست بدولة داعمة للحرب، إنما تشجع لغة التفاهم في حل الأزمات الإقليمية والوصول إلى قرارات دبلوماسية مرضية لجميع الأطراف.

وقال العضو المنتدب لشركة بلوم لتداول الأوراق المالية، إن الأفراد المحليين يليهم العرب مدرجون لسياسة الدولة في معالجة التطورات الإقليمية، والدليل على ذلك تراجع بعض خسائر البورصة بجلسة نهاية الأسبوع.

ويري فتح الله، أن الحزم التحفيزية للبورصة واستمرار دعم الدولة لسوق المال تساهم في تماسكها أمام التحديات الخارجية، معلقًا: “لولا القرارات الحكومية لدعم الاقتصاد في مجابهة تداعيات أزمة كورونا لكان نزيف البورصة مستمرًّا منذ مارس وحتى الآن، خاصة مع توقف الإنتاج بالعديد من الشركات”.

وتابع: “الحزم التحفيزية من الدولة لم تتوقف على ذلك، فهناك مزيد من الدعم ومنه خفض الضريبة على كوبون الأرباح من 10% إلى 5%، والمفترض إصداره اليوم”.

وعن تراجع السيولة عن مستوياتها المعتادة، قال فتح الله إن هناك عاملين أساسيين متحكمان بها، وهما أداء الشركات المقيدة وما يصدر عنها من أخبار سواء كانت إيجابية أو سلبية، والتطورات الخارجية.

وأوضح أن أفضل دعم يساعد البورصة في الحفاظ على معدلات السيولة المتحسنة، هو تحسين أداء الشركات المقيدة، بجانب نتائج الأعمال عن الربع الثاني، واستراتيجيتها لتغطية تداعيات أزمة كورونا.

وعلى مستوى القطاعات، يرى فتح الله أن قطاع العقارات هو الحصان الراكد منذ بداية العام، وينطلق إلى حلبة السباق خلال الفترة القادمة، يليه قطاع التكنولوجيا، ثم ما تبقي من قطاع الاتصالات وفي مقدمته المصرية للاتصالات.

إبراهيم النمر: سوق المال تنتظر المزيد من الدعم الحكومي للقطاع الخاص
إبراهيم النمر رئيس قسم التحليل الفني بشركة النعيم لتداول الأوراق المالية

وفي سياق متصل توقع إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفني بشركة النعيم القابضة، أن تتخذ البورصة خلال جلسات الأسبوع الجاري من مستوى 10200 نقطة وقف للخسائر، لتعاود اختبار مستوى المقاومة السابق 10600 نقطة.

النمر: انخفاض السيولة إيجابي في حال تراجع المؤشرات.. وتصحيح مرتقب الأسبوع الجاري

وأوضح النمر، أن البورصة تراجعت بعدة جلسات خلال الأسبوع المنقضي، ومع استقرار الأخبار الإقليمية، لذلك فمن المرجح أن يكون القادم عبارة عن حركة تصحيحية إلى أعلى وتعويض لبعض خسائر الفترة الماضية.

وقال إن البورصة المصرية تماسكت أمام التحديات التي واجهتها منذ مارس الماضي، بفضل الحزم التحفيزية التي اتخذتها الدولة لمواجهة تداعيات كورونا، بجانب الدعم المقدم من بنكي مصر والأهلي بضخ 3 مليارات جنيه لدعم البورصة.

وأرجع رئيس قسم التحليل الفني بشركة النعيم القابضة، تراجع أداء البورصة بآخر جلستين إلى سرعة استجابتها للشائعات الإقليمية، فسوق المال تهبط مؤشراتها بصدى الأحداث وليس بفعلها.

وفسر النمر ذلك قائلًا: “في حال تأكيد صحة الأخبار بشأن التدخل عسكريًّا في أي من الملفات الإقليمية القائمة حاليًا، فلن يتراجع أداء مؤشرات البورصة، بل على العكس سوف ترتفع”.

ولفت إلى أن المشتريات المحلية لن يتراجع تأثيرها في دعم البورصة بالجلسات القادمة والحفاظ على أحجام السيولة اليومية، والتي شهدت كسرًا لمستوى المليار جنيه في أكثر من جلسة.‬‬‬

ويري النمر، أن تراجع التداولات اليومية عن مستوياتها بآخر جلستين إيجابي خاصة وسط عمليات البيع الكثيفة من الأفراد.

ولكن على جانب آخر، رأى أن هناك حافزًا تنتظره البورصة المصرية ضمن قرارات الحكومة التحفيزية، وهو تفعيل مبادرة البنك المركزي بضخ 20 مليار جنيه في البورصة.‬‬‬

وجدد النمر رهانه على الأسهم الدفاعية والمرشح أن تحقق أداءً أفضل خلال الفترة القادمة، ومن ضمنها قطاع الأدوية والمستلزمات الطبية.‬‬‬

خصم خاص بنسبة 50% على خدمات بوابة حابي

الرابط المختصر