ماهر عشم يكتب: جميل جمال

بقلم د. ماهر عشم رئيس شركة كومتريكس للتجارة الإلكترونية _ أود أن أحكي لحضراتكم في تلك السطور عن تجربتين لعلي أستطيع بمشاركتي هذه أن أبرز صورًا مبهجة رسمها آخرون وأود أن أحظى بشرف نقلها لكم والحديث عن تأثيرها على أمل في نقل نفس الإحساس الإيجابي لحضراتكم.

إضغط لتحميل تطبيق جريدة حابي

E-Bank

الأولى بدأت بأن أرسل لي صديق عزيز رابطًا لإنتاج جديد من نشيد «اسلمي يا مصر» وهو كان النشيد الوطني لمصر في الفترة من 1923م، وحتى 1936م، ألفه الشاعر والأديب المصري مصطفى صادق الرافعي، ولحنه صفر علي. وإذ بي أفاجأ بأن النشيد انتشر بسرعة فائقة وشارك به الجميع على صفحاتهم من جميع الفئات العمرية أو الخلفيات الثقافية.

الإنتاج الجديد يتميز بجمال ونقاء صوت المطرب ومصاحبة آلة البيانو الهادئة مما يبرز اللحن الساحر الممتزج بعبق التاريخ المجيد والكلمات الملهمة. أما الفيديو المصاحب فهو مناظر جميلة بسيطة نقية لمصر والمصريين. وأنا أسترجع كلمات الأغنية من الذاكرة وأساعدها بالكلمات المكتوبة على الشاشة تحركت مشاعري من الأعماق وتفاعلت تلك المشاعر مع أخبار الأخطار المحيطة بنا من كل جانب لتنتج إحساسًا عميقًا بالانتماء لتراب تلك الأرض الطيبة والتي مهما جارت عليّ كريمةٌ.

انتشار الأغنية بتلك السرعة والكثافة أثبت أن الجمهور لا يزال ذواقًا ومحبًّا للجمال وأن الساحة لم يسيطر عليها أشباه الفنانين والفن الهابط علينا من عشوائيات الفكر والموهبة ولكن قل المعروض من الجمال وقلت المؤسسات المستعدة للمغامرة للاستثمار به.

وأكبر دليل هو نجاح إعادة إنتاج أغنية من الزمن الجميل كلماته حتى قد لا تكون مفهومة كلها لمن تعلموا تعليمًا صوريًّا ومن تعلموا تعليمًا دوليًّا. فأود من مقالي هذا أوجه دعوة لدور الإنتاج والقنوات الرقمية والتلفزيونية ودور العرض بإنتاج وإبراز الجمال فما زال يتمتع بشعبية جارفة وله كل مقومات النجاح. وما زالت القوى الناعمة قادرة على زيادة الشعور بالانتماء وحب الوطن وإبراز كل جميل في النفس البشرية.

أما التجربة الثانية كانت بزيارة لمحافظة بني سويف ومقابلة بين مجموعة من الزملاء وسيادة المحافظ والمسؤولين بالمحافظة في إطار التعاون بين مؤسسة للمجتمع المدني والمحافظة ووزارة السياحة ورجال الأعمال وعرض فكرة قد تكون نموذجًا لمشاركة الجميع في تشجيع السياحة وتجهيز البيئة المحيطة بها وإزالة الغبار عن كنوز تاريخية موجودة لدينا لا نعلم حتى بوجودها ولا نحسن استغلالها.

كان السيد المحافظ هو المفاجأة الأولى فوجدت شابًّا ذكيًّا محبًّا لوظيفته ومحافظته لأقصى حد. على قدر كبير جدًّا من الثقافة ومضطلع بكل المعلومات التاريخية التي تخص محافظته. مرحبًا ومستقبلًا للمبادرات التي قد ينتج عنها استثمارات أو تعاون يفيد محافظته.

وجدت أيضًا نفس الروح في السادة المسؤولين بالمحافظة ومنهم موسوعات متنقلة لحكايات شيقة عن حقب مهمة من تاريخ مصر لا نعرف عنها وأماكن جميلة بالمحافظة الهادئة لم نسمع عنها أو نراها من قبل. أما عن مسؤول وزارة السياحة الذي تعرفت عليه منذ عامين فهو لا يكل ولا يمل من المثابرة وراء نجاح ملفات مسؤولياته.

تلك الزيارة جددت في ذهني وتحت سمعي وبصري كم هي جميلة وغالية بلدنا التي نعيش فيها. كما شاهدت الدولة تدفع بجيل شاب من المسؤولين قادر على إحداث تغييرات إيجابية على أرض الواقعع. ومع أنه أحيانًا يضيق صدرنا بمشاكلها وتحديات وصعوبة الحياة فيها إلا أن تعرض الذهن والعين والأذن وجميع الحواس إلى الجمال والإيجابية توسع الصدور وتزيد من قوة الاحتمال وعمق الانتماء.

وددت بمشاركتي هذه وأرجو أن أكون قد استطعت أن أشارك بما لمسته من محاولات جادة للدفع بجيل جديد يقود التغيير للأفضل ومسؤولين أمناء يعملون بلا كلل ولا ملل لتحقيق خطط نبيلة وسط كم هائل من المعوقات.

وددت أيضًا أن أشارككم بدور تاريخ مصر الأقدم وقصصه الشيقة الهام جدًّا والمحوري في تكوين الهوية المفقودة والتي شوهتها ثقافات دخيلة طوال خمسين عامًا أملًا في إرجاعها إلى الأصل. كما أردت أن أبرز حقيقة الأماكن التي لها من التاريخ والجمال ما يجعلها كنوزًا لم يتم استغلالها بعد.

وأخيرًا أردت أن أجدد دعوة لكل منتج وناقل للجمال وأشجعه بأن الإنسانية ما زالت محبة ومتذوقة له وأن في إنتاجه ونقله ما يهون الصعوبات ويشحذ الهمم وأختم بمقطع من النشيد يقول:

جانبي الأيسر قلبَهُ الفؤاد وبلادي هيَ لي قلبي اليمين
لكِ يا مصر السلامة وسلامًا يا بلادي

خصم خاص بنسبة 50% على خدمات بوابة حابي

الرابط المختصر