وكالات _ تستعد أبل لأن تصبح أول شركة أمريكية تتجاوز قيمتها عتبة تريليوني دولار في أعقاب مبيعات هائلة كشفت أهمية نظام هاتف آيفون خلال أزمة وباء كوفيد-19 في العالم.
وارتفعت أسهم أبل بنحو الضعف بعد انخفاض في مارس، في أداء مدهش رفع صافي عائدات المدير التنفيذي تيم كوك إلى المليار دولار للمرة الأولى، بحسب أرقام مؤشر بلومبرج لأصحاب المليارات.
إضغط لتحميل العدد الثالث والعشرون من نشرة حابي
وبلغت القيمة السوقية لأبل الثلاثاء نحو 1.87 تريليون دولار، متقدمة على أقرانها في قطاع التكنولوجيا أمازون ومايكروسوفت (كلاهما 1.54 تريليون) وألفابيت المملوكة من جوجل (1,0 تريليون).
وإذا ما وصلت قيمتها إلى تريليوني دولار، فإن أبل ستكون الشركة الوحيدة إلى جانب أرامكو التي تبلغ تلك العتبة.
ورغم أن شركات تكنولوجيا كبيرة أخرى سجلت ارتفاعا كبيرا في الطلب خلال فترات الاغلاق، فإن أبل تخطت منافسيها بتحقيق مبيعات كبيرة في الأكسسوارات القابلة للوضع والأجهزة اللوحية، إلى جانب تطبيقات وخدمات شهدت أداء قويا خلال الأزمة الصحية.
وبرأي المحلل لدى “تكسبوننشال” للاستشارات، آفي جرينجارت فإن “أبل حققت نجاحا كبيرا في بناء منصاتها وردت على ارتفاع مبيعات آيفون بابتكار منتجات تحيط بها وخدمات تقويها”. ويضيف إن كل ذلك “يعود ويصب في مصلحة الشركة”.
في الربع الماضي من العام المنتهي في يونيو، أفادت أبل عن ارتفاع أرباحها بمقدرا 8 في المائة، وصولا إلى 11.2 مليار دولار، فيما ارتفعت العائدات بنسبة 11 في المائة عند 59.7 مليار دولار.
وشكلت الخدمات أكثر من خمس عائدات الشركة، مع توسع قطاعات الموسيقى والدفعات الرقمية والبث التدفقي ما عزز مداخيل أبل ستور.
وتتقدم أبل سوق الساعة الذكية وسط زيادة الاهتمام بتطبيقات الصحة واللياقة البدنية.
ويرى جين مونستر من مؤسسة لوب فنتشورز في مذكرة بحثية إن “آبل دخلت أزمة الوباء بقوة وباتت منتجات الشركة أكثر أهمية في حياتنا خلال العمل والترفيه من المنزل”.
وقال المحلل في جولدمان ساكس رود هول إن الأسواق فوجئت على ما يبدو بالنتائج القوية لأبل مشيرا إلى أنه “من الواضح أن المستهلكين والمؤسسات تنفق أكثر مما توقعنا لدعم العمل والدراسة من المنزل”.
وتقول المحللة لدى نيدهام وشركاه لورا مارتن “هو لم يبتكر شيئا، لكنه ما فعله هو مواصلة إمساك المقود بثبات، وقيادة السفينة والحفاظ على التقاليد”.
واعتبرت أن كوك “يستحق أن ينسب له فضل كبير في استخدام ابتكارات ستيف جوبز بأفضل طريقة”.
وكوك لم يكن من مؤسسي أبل، وراتبه البالغ ثلاثة ملايين دولار في 2019 إضافة إلى مكافآت بقيمة 7.6 ملايين دولار، يعد متواضعا بحسب معايير سيليكون فالي. لكن ارتفاع قيمة أسهمه أدخله نادي أصحاب المليارات، للمرة الأولى بحسب بلومبرج.
ويقول المحلل في شركة ويدبوش سيكيوريتيز دانيال آيفز إن أبل “لديها “فرصة في عقد” في الأشهر الـ12 إلى 18 المقبلة، إذ نتوقع أن يكون نحو 350 مليون هاتف آيفون من 950 مليون هاتف في أنحاء العالم، أمام فرصة تطوير” التطبيقات.
لكن أبل تواجه مخاطر من جراء التوتر المتصاعد مع الصين، حيث لا تكتفي الشركة بتصنيع الآيفون ومنتجات أخرى، بل تعتمد أيضا على ذلك السوق في شريحة كبيرة من المبيعات، وفق جرينجارت.
وأضاف أن “أكبر نقاط المخاطر بالنسبة لأبل تتمثل في كونها تتركز كثيرا في الصين”.
ومع تهديد إدارة ترامب بحظر تطبيقي “ويتشات” و”تيك توك” الصينيين، قد تواجه أبل رياحا معاكسة، بحسب المحلل.
وقال جرينجارت “إذا كانت آبل غير قادرة على توفير ويتشات، سيكون من الصعب لها بيع هواتف آيفون في الصين، لأن ذلك هو أشبه بنظام ثان للتشغيل”.
واعتبر أن أي رد على واشنطن من قبل بكين يمكن أن يتسبب بمشكلات لأبل.
لكن من جهة أخرى ألمح إلى أن أبل يمكن أن تكون في موقع أقوى بسبب عملياتها المكثفة في الصين حيث توظف مئات آلاف الأشخاص وخصوصا من خلال إبرام عقون من الباطن.
وقال “سيكون من الصعب للصين أن تُخرج أبل من السوق من دون التسبب ببطالة هائلة”.
خصم خاص بنسبة 50% على خدمات بوابة حابي