دعا الاتحاد المصري للتأمين الشركات بأن تدير مشهد الصناعة التأمينية الناشئة لاسيما في نشاط الحياة، بإجراء تحولات تكتيكية واستراتيجية، نظرًا لما يشهده هذا النشاط من تغير وتطور في كافة اتجاهاته.
وقال الاتحاد في نشرته الصادرة الأسبوع الجاري، إن هذه التحولات ستمكّن شركات التأمين من البقاء خلال المدى القريب، كما سيمكنها من الاستعداد للتحديات التي ستواجهها في المدى البعيد.
وأضاف: “لكي تحقق شركات تأمينات الحياة نموا على المدى الطويل ، يجب عليها أن تفهم توقعات العملاء واتجاهات السوق مع الحفاظ على الشراكات المناسبة التي تساعدها على الابتكار لكي تبقى قادرة على المنافسة”.
وأكد على أنه يجرى السعي لدعم وتطوير سوق التأمين المصري، وذلك من خلال إطلاع السوق على المستجدات والاتجاهات العالمية الحديثة فيما يتعلق بصناعة التأمين، من خلال العمل على نشر مجموعة هامة من التقارير الدولية والتي لها أثر كبير في توقع المخاطر والتعرف على التحديات التي تواجه صناعة التأمين والتغيرات التي طرأت على سوق التأمين ويناقش الاستراتيجيات التي تتبناها شركات التأمين للتوافق مع تلك التغيرات في المستقبل.
واستند الاتحاد في نشرته على بعض أداء الشركات العالمية، وأشار إلى أن جوانب صناعة تأمينات الحياة وكذلك أقساطها ظلت ثابتة لعدة سنوات.
ولفت إلى أنه في ظل انخفاض أسعار الفائدة اليوم ، يجد عملاء التأمين أن وثائق الادخار التقليدية أصبحت غير جذابة، وفن الصعب إقناع أشخاص أصحاء بأنهم بحاجة إلى تأمين على الحياة. فليس من المستغرب إذن أن تقوم شركات التأمين بإعادة تقييم ما تقدمه من تغطيات حالية لتنشيط نمو أقساط تأمينات الحياة.
وتسعى شركات التأمين بالإضافة إلى دورها التقليدي كدافع للتعويضات أن تتولي أدوار أخرى كشريك ومانع للمخاطر من خلال دمج منتجات تأمينات الحياة التي تؤمّن الثروة والصحة ونمط الحياة مع أنواع أخرى من وثائق تأمينات الحياة.
وأردف بدأت شركات التأمين الوافدة الجديدة تترك بصماتها على الصناعة بتوفيرها حلول مبتكرة وفريدة من نوعها، ومع ذلك ، لم تستطع تلك الشركات أن تخلع شركات التأمين التقليدية من عرشها حتى الآن، ولكي تحافظ شركات التأمين على هذا الوضع، يجب عليها أن تتعاون مع شركائها في النظام البيئي لتعزيز الكفاءات اللازمة لتقديم حلول مقنعة وحديثة للعملاء.
ولفت إلى أن تفضيلات العملاء تتطور ، ومن ثم يجب على شركات التأمين الاستجابة بسرعة لهذه التفضيلات للاحتفاظ بحصتها في السوق.
وقال الاتحاد إن حاملو الوثائق عند تعاملهم مع شركات التأمين أن تكون تجربتهم أكثر تناسبًا وجاذبية، وتعتمد بصورة أكبر على التعامل الرقمي، خاص وأنهم يريدون خدمات متاحة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع عبر القناة التي يختارونها.
وأوضح أن عملاء اليوم هم الذين يحددون طرق التحول إلى أحدث نماذج الأعمال، ونتيجة لذلك ، فقد بدأت شركات تأمينات الحياة تبتعد عن التغطيات الروتينية السابقة التي اقتصرت تفاعلاتها على مطالبات الوفاة فقط ، وبدلاً من ذلك أصبحت تفكر في لحظات الحياة ذات المغزى لحاملي الوثائق لتقديم حلول جديدة مصممة خصيصاً لهم.
قد يكون تفاعل شركة تأمينات الحياة التقليدية مع عملائها قليلاً وعلى فترات متباعدة ، ولكن مع ظهور منتجات تأمينية أبسط ، أصبح لا بد من زيادة وتيرة الاتصال مع العملاء. علاوة على ذلك ، يجب أن تكون تفاعلات العميل مع شركة التأمين الآن سلسة وخالية من الاحتكاك .
تبحث شركات التأمين أيضاً عن أحدث التطورات التكنولوجية – الذكاء الاصطناعي (AI) وعلم البيانات و البلوك تشين – لتحسين الكفاءة وخفة الحركة والمرونة والتركيز على العملاء.
وأكد على أن أقساط صناعة تأمينات الحياة أيضًا راكدة لفترة طويلة، بمعدل نمو حقيقي يقدر بـ 0.2% فقط في عام 2018، وفقد منتج الادخار التقليدي الكثير من جاذبيته بسبب انخفاض سعر الفائدة . لذا أصبح لزاماً على شركات التأمين أن تبحث عن منتجات بديلة لبث حياة جديدة في أقساط التأمين.
في أثناء ذلك ، تغيرت الصناعة نفسها مع تغير مشهد المخاطر ، وأصبحت شركات التأمين تحتاج إلى التوافق بشكل أفضل مع بيئة الأعمال الناشئة ، وإدارة تفضيلات العملاء المتغيرة ، وتحسين الكفاءة التشغيلية.
وظهرت قطاعات جديدة من العملاء، لهم مجموعة متنوعة من المتطلبات، مثل قطاع العاملين في اقتصاد العمل الحر حيث كشفت دراسة أجريت في عام 2018 أن أكثر من ثلث العمال الأمريكيين ينتمون لاقتصاد الأعمال الحرة سواء كانت وظائفهم أساسية أو ثانوية. وعادة لا يستطيع العاملون في هذا القطاع الحصول على مزايا جماعية أو تأمين صحي برعاية صاحب العمل مما يعني أن لديهم فجوة في التغطية التأمينية .
ومن قطاعات عملاء التأمين الفريدة الأخرى التي لديها احتياجات مختلفة اختلافًا كبيرًا : جيل الشباب الذين ينتمون للألفية الجديدة بالإضافة الى فئة المسنين. نظراً لأن المنتجات التقليدية لا تفي بمتطلبات هؤلاء العملاء ، فإن شركات تأمينات الحياة تعمل على تحديث محافظ المنتجات بعروض أكثر صلة بتلك القطاعات ومصممة خصيصا لهم.
وأكد على أن صناعة التأمين بدأت تتغير، حيث أصبح العملاء أكثر انفتاحاً وتقبّلاً لمشاركة بياناتهم الشخصية مع شركة التأمين لزيادة التحكم في المخاطر والاستفادة من خدمات الوقاية ، ويمكن لشركات التأمين استخدام هذه المعلومات لكي تتولي دوراً بارزاً في حياة العملاء.
وكلما زاد ذكاء العملاء تكنولوجياً ، كلما تطورت تفضيلاتهم، لاسيما وأنهم يبحثون الآن عن تجارب شاملة ومنتجات وخدمات معدّة خصيصا لهم، مما يعني أن شركات التأمين يجب أن تعيد التفكير في استراتيجياتها الحالية. وتتيح تطورات البيانات الضخمة والتحليلات والذكاء الاصطناعي وتقنية blockchain، فرصاً لشركات التأمين لتحسين كفاءتها التشغيلية وتعزيز تجربة العملاء.
وبحسب النشرة فإن شركات تأمينات الحياة تطلق المبادرات الصحية وتقدم عروضاً مرنة لإدارة المخاطر الناشئة بشكل أفضل، ولكي تتمكن من مواكبة بيئة النشاط التي تتسم بسرعة التغير ، تتعاون شركات التأمين مع شركائها في النظام البيئي.
وتسعى أيضًا إلى تقديم عروض تأمين رقمية بالكامل وتعمل على تقليل الزمن الذي تستغرقه دورة الشراء استجابة لرغبة حاملي الوثائق. وقد أدى استخدام الأدوات التحليلية القائمة على الذكاء الاصطناعي ، وتحليلات الوجه ، وتقنيات البلوك تشين، وعلم الوراثة اللاجينية Epigenetics إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية لشركات التأمين.
واستعرضت نشرة الاتحاد تقرير” أهم الاتجاهات في تأمينات الحياة 2020 ” الذي أصدرته شركة Capgemini (وهي إحدى الشركات العالمية في مجال الاستشارات والخدمات التقنية والتحول الرقمي.
وأوضح أن الاتجاه الأول يتمثل في إطلاق مبادرات صحية لمراقبة وإدارة وتحسين صحة حملة الوثائق، والثاني تقديم عروض ملائمة للشرائح الجديدة من العملاء، أما الاتجاه الثالث فهو تغيير بيئة العمل، والرابع التعاون البيئي الذي يفتح أمام شركات التأمين سبلاً لخدمة العملاء بشكل أفضل.
بينما تمثل الاتجاه الخامس في تطور تفضيلات العملاء بما يتناسب احتياجاتهم ، والخامس هو تقديم عروض رقمية بالكامل لتحسين الكفاءة التشغيلية لشركات التأمين وتقصير دورة الشراء لتحسين تجربة العملاء تعزيز الكفاءة التشغيلية
وجاء الاتجاه السادس ممثلاً في تعزيز عملية الاكتتاب من خلال الاستفادة من التحليلات والذكاء الاصطناعي، أما السابع هو استخدام مجموعة متنوعة من تقنيات البلوكتشين وتحقيق ربح طويل الأمد، والاتجاه الأخير خاص بعلم الوراثة اللاجينية Epigenetics والذي يمهد الطريق لتحديد أقساط تأمينات الحياة.
خصم خاص بنسبة 50% على خدمات بوابة حابي