ساويرس يكشف في حوار مع حابي خطط أوراسكوم للاستثمار بعد التقسيم
دعم القطاع المالي بالشركة وإعطاؤه دفعة قوية الهدف الرئيسي والأهم لعملية التقسيم
تداخل الأنشطة والأصول جعل السهم محل انتقادات من بعض المستثمرين.. والتقسيم يستهدف خلق شركتين متخصصتين في قطاعات محددة
قررنا تصفية ما تبقى من استثماراتنا السابقة في قطاع الاتصالات
نترقب طرح الصوت والضوء من جديد.. وأوراسكوم ستنافس بشكل مباشر وليس من الباطن
الشراكة في مجمع التحرير لا تصلح دون تملك..وتكلفة التطوير تتيح بناء قطعة فنية أفضل بوسط البلد
فشل مفاوضات الاستحواذ على حصة حاكمة بشركة شلاتين
مهتمون بالاستثمار في مشروع النقل متعدد الوسائط.. ولدينا الرغبة في تقديم عرض للمشاركة
التعاقد مع مجموعة بنوك على قرض بمليار جنيه لشركة أورا العقارية بخلاف مليار بنك مصر
نجاح أي منظومة جديدة تسعى الحكومة لإقامتها في أي مجال يحتاج مشاركة القطاع الخاص
مشروع منطقة الأهرامات ليس مرشحًا للربح على الإطلاق.. وأقدمت عليه للتاريخ ولبلدي ولاسمي
ياسمين منير ورضوى إبراهيم _ اقتنصت جريدة حابي حوارًا في توقيت مهم مع رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس على هامش مؤتمر شركته العقارية أورا ديفيلوبرز، كشف خلاله عن تفاصيل خطة تقسيم شركته أوراسكوم للاستثمار القابضة، التي تُجرى بالتوازي عملية هيكلة واسعة لاستثماراتها.
وأوضح ساويرس أن خطته تستهدف التركيز على قطاع واحد لكل شركة بعد التقسيم، إحداهما بالقطاع المالي والثانية جارٍ تحديد القطاع الاستثماري الأنسب لها، بين ثلاث مجالات رئيسية هي النقل واللوجيستيات والتصنيع الزراعي والعقارات.
وكشف ساويرس عن التوسعات محل الدراسة بكلا الشركتين، ومن بينها دخول قطاع المدفوعات الإلكترونية، ودراسة الاستحواذ على حصة حاكمة من بنك المصرف المتحد في إطار سعي الشركة للاستثمار في قطاع تمويل الشركات المتوسطة والصغيرة.
وحدد ساويرس عددًا من المشروعات والفرص الاستثمارية الجاذبة لشركة أوراسكوم –القاسمة- من بينها المشروعات التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام في مجالات التصنيع الزراعي والنقل متعدد الوسائط، إلى جانب الأراضي ذات المواقع الاستراتيجية التي آلت ملكيتها للصندوق السيادي المصري، وفي مقدمتها أرض مبنى الحزب الوطني بجوار المتحف المصري في ميدان التحرير.
كما لفت إلى إمكانية عرض شركة أورا العقارية على مساهمي أوراسكوم –القاسمة- في حال الاستقرار على التخصص في القطاع العقاري.
واستعرض ساويرس خلال الحوار آخر مستجدات خطة تطوير خدمات منطقة الأهرامات، والتي تترقب استقبال أول أتوبيس سياحي كهربائي في العالم تم استيراده من الصين، كما تناول سريعًا تطورات استثماره في مجال الذهب بالسوق المصرية.
وإلى نص الحوار
حابي: تحدثنا قريبًا عن الخطوط الرئيسية لخطة تقسيم شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة إلى شركتين إحداهما مالية والأخرى للاستثمار، ما هي تفاصيل الخطة الاستثمارية للشركتين، وما هي الإجراءات المترتبة عليها؟
ساويرس: في الحقيقة الهدف الرئيسي والأهم من عملية تقسيم أوراسكوم للاستثمار القابضة، هو دعم القطاع المالي بالشركة وإعطاؤه دفعة قوية، وجعله قطاعًا محددًا بشكل جيد جدًّا، فالسهم كان محل انتقادات من بعض المستثمرين نظرًا لعدم معرفتهم بالأنشطة التي تعتمد عليها الشركة بشكل واضح.
ويعود ذلك لتداخل أنشطة أوراسكوم للاستثمار القابضة، فهي تمتلك الأصول المتبقية من نشاط الاتصالات التي كانت تستثمر فيه بتوسع سابقًا كالكابل البحري، إلى جانب عقارات.
وبناء على ذلك اتخذنا قرارًا، أولًا بتصفية ما تبقى من استثمارات قطاع الاتصالات، وفصل الشركتين، حتى نستطيع إعطاء القطاع المالي الدفعة المطلوبة، وبما يساعد شركاتنا التابعة في هذا القطاع على النمو بشكل واضح للمستثمرين، سواء بلتون أو ثروة كابيتال أو أي أنشطة جديدة تستهدفها بلتون، بالإضافة إلى أي أنشطة مالية جديدة نستهدف تقديمها عبر هذا الكيان المتخصص.
وبما أننا نمتلك نحو 75% من شركة بلتون المالية، فالفكرة أننا نبحث حاليًا ما هو الوعاء الأنسب لإدارة جميع الاستثمارات الحالية والمستهدفة بالقطاع المالي.
حابي: هل من الممكن أن ترفع حصة أوراسكوم في شركة ثروة كابيتال بدلًا من 30% حاليًا بما يسمح بمرونة أكبر لوضعها مع الخطط المستهدفة من التقسيم؟
ساويرس: من الممكن بالطبع، وبالفعل لدينا رغبة، ولكن الأهم من ذلك هو زيادة الأسهم حرة التداول في البورصة لدعم سيولة السهم لأنها منخفضة للغاية خلال الوقت الحالي.
حابي: هل من الوارد أن تكون شركة بلتون المالية القابضة هي المظلة لإدارة منظومة استثمارات أوراسكوم الحالية والمستهدفة في القطاع المالي؟
ساويرس: كل السيناريوهات واردة، ولكن الفكرة أن القرار في يد باقي المساهمين في شركة ثروة كابيتال وليس في أيدينا، وكل الخيارات متاحة لهم، ونحن نتحدث معهم باستمرار وسعداء بهذا الاستثمار.
حابي: هل تستهدف حصة حاكمة بشركة ثروة كابيتال؟
ساويرس: نحن جاهزون لكل السيناريوهات.
حابي: هل يعتزم نجيب ساويرس الاستحواذ على كيان بأي من أنشطة القطاع المالي خلال الفترة المقبلة، أم أن الاستثمارات في هذا القطاع ستكون من خلال الشركتين القائمتين حاليًا؟
ساويرس: في الحقيقة نجلي «أنسي» هو من سيتولى قيادة منظومة القطاع المالي عقب التقسيم، وهو يستهدف تطبيق فكر مختلف يعتمد على التكنولوجيا الحديثة، ويرغب في خلق بداية جديدة غير محملة بأعباء قديمة.
ولذلك لا يميل «أنسي» بقوة لعمليات الاستحواذ ولكنه يفضل تأسيس كيانات جديدة كليًّا وغير مقيدة بالأفكار التقليدية.
حابي: مجال المدفوعات الإلكترونية شهد حالة رواج استثماري خلال الفترة الأخيرة، هل هو ضمن خطة أنسي نجيب ساويرس لمنظومة القطاع المالي؟
ساويرس: كل هذه الأنشطة في خطتنا، والسوق المصرية كبيرة جدًّا، ومن الواضح أنها قادرة على استيعاب المزيد وخلق عدد من النماذج القوية كشركة «فوري».
حابي: ما هي السياسة الاستثمارية التي تعتمد عليها خطتكم لمنظومة القطاع المالي على مستوى التوسعات بعد التقسيم؟.. هل الدخول في شراكات بالتوسعات الجديدة أمر مرحب به أم تفضلون التوسع بشكل مستقل؟
ساويرس: بالطبع من الممكن جدًّا الدخول في شراكات ولكن العبرة بأن يكون الشريك على نفس مستوى الفكر.
حابي: هل هناك تحركات أو مفاوضات في هذا الإطار؟
ساويرس: لست المسؤول عن هذا الملف، ولا أعلم آخر تطوراته.
حابي: ما هي أهم التغييرات التي قد تطرأ على وضع قيد شركات أوراسكوم للاستثمار القابضة في البورصة بعد تنفيذ التقسيم المرتقب لتصبح شركتا أوراسكوم المالية القابضة وأوراسكوم للاستثمار؟
ساويرس: سندرس الأمر مع الإدارات التنفيذية لشركتي بلتون المالية القابضة وثروة كابيتال، بهدف الوقوف على الشركة الأكثر جذبًا من وجهة نظر المستثمر في البورصة، ولكن الواضح بالنسبة لنا حاليًا، أننا لا نرى وجود ثلاث شركات مالية تابعة لنا مقيدة في البورصة أمرًا صحيحًا.
حابي: ما هو العدد الذي تراه مناسبًا للقيد بالبورصة؟
ساويرس: سنكتفي بشركة مالية واحدة مقيدة في البورصة.
حابي: هل هناك أي خطوات فعلية اتخذتها أوراسكوم على مستوى استهدافها للاستثمار في القطاع المصرفي؟.. وهل توصلتم إلى قائمة مختصرة بالبنوك التي ستخضع للدراسة من قبلكم؟
ساويرس: في الحقيقة البنوك اللبنانية التي تباع خلال الوقت الحالي قيمتها تتراوح ما بين 600 إلى 900 مليون دولار، «وهذه الأسعار غالية على إمكانياتنا»، وما زلنا نطمح أن ينظر البنك المركزي في تخفيف اللوائح، وإتاحة فرص أكبر لتمويلات قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، خاصة أن هذه الشريحة من الشركات ما زالت لا تحصل على كل احتياجاتها التمويلية المطلوبة، وهناك فجوة، ونحن لدينا طموحات كبيرة في العمل في القطاع المصرفي المصري عبر بنك متخصص في تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة.
حابي: «المصرف المتحد» يتوافق إلى حد كبير مع هذه المواصفات، وكانت هناك خطة خلال العام الماضي لطرح حصة حاكمة من البنك على مستثمرين مع اشتراط التخصص في تمويل قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، فهل من الممكن أن تتقدم للمنافسة عليه خلال الفترة المقبلة؟
ساويرس: هذا البنك حجمه معقول وقيمته مناسبة بالنسبة لنا، ومن الممكن أن ندرس الاستثمار به.
حابي: ستدرسون الاستثمار بوجه عام بغض النظر عن الحصة، أم ستستهدفون حصة حاكمة أو مؤثرة بالبنك.. كيف تفكر في هذا الاستثمار؟
ساويرس: العبرة ليست بطموحاتي أو أهدافي تجاه هذا القطاع بشكل مطلق، ولكن الإمكانيات تلعب دورًا كبيرًا في تحديد الفرص الاستثمارية المناسبة، ولذلك أرى أننا نستطيع الاستحواذ على حصة حاكمة في هذا البنك، هذا أمر ممكن.
حابي: نريد الانتقال للحديث عن خطتكم للشركة القاسمة والمتمثلة في أوراسكوم للاستثمار فيما بعد التقسيم، وماهية القطاعات المستهدف الاستثمار فيها تحت مظلتها، وما هي أقرب استثماراتها في مجال اللوجيستيات الذي كشفت عن استهدافك للاستثمار به من خلالها في تصريحاتك لجريدة حابي مؤخرًا؟
ساويرس: بالنسبة لشركة أوراسكوم للاستثمار، فأنا أفكر في اختيار قطاع محدد سواء قائم ضمن أنشطتها الحالية أو قطاع جديد نهائيًّا، وسأضعها في هذا القطاع، مع الاستفادة من كونها شركة مقيدة في البورصة، إلى جانب امتلاكها سيولة نقدية كبيرة، فهي من المتوقع أن يصل «الكاش» فيها إلى أكثر من 100 مليون دولار.
ومما لا شك فيه أن وضع السيولة النقدية إلى جانب ميزة القيد في البورصة، سيلعب دورًا كبيرًا في تعظيم عوائد تركيزها على الاستثمار في قطاع واحد فيما بعد التقسيم.
وهذا القطاع من الممكن جدًّا أن يكون أحد القطاعات التي تحدثنا عنها في وقت سابق، مثل اللوجيستيات أو التصنيع الزراعي ولكن بعيدًا عن مصنع «النيل للسكر» المملوك لي خاصة أنه يحقق خسائر منذ فترة.
وبالإضافة إلى اللوجيستيات والتصنيع الزراعي، من الممكن أيضًا أن يكون القطاع الذي سنركز عليه هو قطاع النقل أو القطاع العقاري، الذي كان لنا فيه محاولة استحواذ مع شركة «الديار القطرية» ولكنها لم تكتمل مؤخرًا.
حابي: على صعيد القطاع العقاري، هل سيكون حينها عبر استثمارات جديدة كليًّا في القطاع، أم أنه من الممكن الاستحواذ على حصة من شركة أورا ديفيلوبرز للتطوير العقاري؟
ساويرس: من الممكن أن ندخل شركة «أورا» تحت مظلة أوراسكوم للاستثمار، ولكن الفكرة في هذه الحالة أن الرأي والحسم يكون لباقي المساهمين في أوراسكوم، نظرًا لكوني صاحب الاستثمار الثاني، وبالتالي امتنع عن التصويت في مثل هذه المواقف.
وسوف نعرض على المساهمين نقل ملكية «أورا ديفلوبرز» إلى أوراسكوم للاستثمار، وفي حالة ترحيبهم بذلك سنقوم بنقلها، فهذا أمر ممكن.
حابي: فيما يتعلق بقطاع اللوجيستيات والنقل، هناك تحركات قوية ومساع من الدولة على مستوى هذه المجالات، وبالفعل هناك عدد من المشروعات المطروحة للشراكة مع القطاع الخاص بصور مختلفة، هل تدرس الاستثمار بأحدها؟
ساويرس: هذا القطاع على وجه الخصوص من الممكن اتخاذ خطوة استثنائية بشأنه ونشارك الدولة في أحد المشروعات المطروحة في مجالات النقل واللوجيستيات.
وبالفعل هناك مشروع مطروح من قبل وزارة قطاع الأعمال العام في مجال النقل متعدد الوسائط، وفي الحقيقة وزير قطاع الأعمال العام مجتهد جدًّا وكفء ويتمتع بعقلية متفتحة وفكر متطور بدعم من قدومه من القطاع الخاص.
وهذه المواصفات من المهم توافرها بالمسؤول الذي يعمل على ملفات استثمارية، فهي أمور مهمة للغاية عن الدخول في شراكات، فلا بد أن يكون المسؤول الذي سيتخذ القرارات قبل وخلال الاستثمار ذا فكر مرن ومواكب لمتطلبات الاستثمار ويعلم جيدًا كيف يفكر القطاع الخاص وماذا يريد حتى يستطيع تحقيق الأهداف.
ونحن نرحب جدًّا بالاستثمار في مشروع النقل متعدد الوسائط الذي تطرحه وزارتا قطاع الأعمال العام والنقل، وفي حال رغبتهما في إشراك شركات من القطاع الخاص فنحن مستعدون.
حابي: وزارة قطاع الأعمال لديها أيضًا مشروعات زراعية وأخرى للتصنيع الزراعي تستهدف مشاركة القطاع الخاص في تنفيذها، فهل لديك النية للمنافسة على أي منها، خاصة أن قطاع التصنيع الزراعي ضمن القطاعات المرشح أن تركز عليها أوراسكوم للاستثمار بعد التقسيم؟
ساويرس: لم تتم دعوتنا للمشاركة في هذه المشروعات أو عرض أي منها علينا، ولكن إذا عرضت علينا سندرسها جيدًا، أو من الممكن أن نتقدم نحن بالعرض على الوزارة.
وأرى أن المشروعات المطروحة من قبل قطاع الأعمال بالفعل تحتاج للقطاع الخاص، وفي النهاية أرى أن أي منظومة جديدة ستسعى الحكومة لإقامتها دون إشراك القطاع الخاص ستتعرض للفشل، فالقطاع الخاص سيلعب دورًا كبيرًا في تحقيق الأهداف مثل الحفاظ على الأموال المستثمرة ورفع العائد عليها وإدارتها بصورة احترافية تسمح بتوسعها والبناء عليها فيما بعد.
حابي: اقتحمت أوراسكوم مجال السياحة والترفيه منذ فترة من خلال عقد إدارة وتشغيل خدمات منطقة الأهرامات، إلى أين وصلت أوراسكوم في هذا المشروع، وما هي خطوتها التالية في هذا المجال؟
ساويرس: أقدمت على العمل بمشروع منطقة الأهرامات للتاريخ ولبلدي ولاسمي، فهذا المشروع غير مرشح للربح على الإطلاق، كما أننا نتعامل مع مؤسسات بيروقراطية داخل وزارة الآثار، على عكس وزير السياحة والآثار نفسه الذي أراه متفتحًا للغاية وواعيًا بمتطلبات واحتياجات القطاع على مستوى السائحين والمستثمرين.
ولكن هيئة الآثار وأداء الموظفين مدغم بالبيروقراطية، ونحن نحاول في ظل هذا الوضع أن ننفذ المشروع على أفضل وجه.
فقد جلبنا أتوبيسًا كهربائيًّا من الصين علمًا أن هذا النوع من الأتوبيسات لم يطبق بعد في أي من بلاد العالم، ومصر ستكون أول دولة تشغل أتوبيسًا كهربائيًّا وسيتم وضعه في منطقة الأهرامات، ولكننا استغرقنا نحو شهرين لاستخراجه من الجمرك، وذلك لعدم وجود سابقة جمركية لهذا النوع من الأتوبيسات ما تطلب وقتًا للدراسة، وكان من المفترض خروجه من الجمارك خلال الأسبوع ولكن لا أعلم هل خرج أم تعطل الأمر مجددًا.
ونبني حاليًا في نفس موقع مبنى الهيئة الهندسية الذي كان كريهًا، وقد وثقنا كل شيء بالصور حتى لا يتهمنا البعض بالتجاوز في منطقة الأهرامات، فقد طورنا المبنى المتهالك وأقمنا مطعمين للسياح في مواجهة الأهرامات على أحدث مستوى، كما نقيم مبنى للزوار على أحدث النظم، يتسم بأنه مفتوح ومنظم ومزود بمنطقة ركن سيارات بعيدة عن الأهرامات.
كما نقيم أكثر من بانوراما في المحطات الرئيسية وسيكون للسائح أن يرى الأهرامات بأكثر من زاوية خلال رحلته بالأتوبيس، كما نعمل على تطوير المنطقة بأكملها.
وبالفعل جلسنا وتفاهمنا مع أصحاب الجمال والخيول، وأكدنا لهم استحالة استمرار المنظومة القديمة في التعامل مع السياح والممارسات الغريبة التي وصلت إلى حد أن يركب السائح بمبلغ وينزل من على الخيل أو الجمل بمبلغ آخر وكذلك المعاكسات وتشغيل حيوانات ضعيفة ومريضة وغيرها من الأمور التي كانت محل انتقاد، فنحن نحاول تطوير وتنظيم هذه المنظومة بالمحبة.
وقد ساعدناهم بقوة خلال فترة الكساد الأخيرة الناتجة عن أزمة فيروس كورونا، وحرصنا على توفير الطعام للخيول والجمال وكل المساعدات المطلوبة، ونسعى بمختلف الطرق لإقناعهم بأن الممارسات القديمة لن تستمر وعليهم الالتزام بالتطوير.
كما نقوم بنفس الأمر مع الباعة الجائلين بالمنطقة ويبلغ عددهم نحو 500 عامل ونعمل على إقامة أكشاك منظمة دون تحميلهم تكلفة سوى مبلغ إيجار رمزي لضمان توافر حد من الانضباط والرقابة، فالغرض في الأساس هو حماية السائح من أي ممارسات خاطئة.
فأغلب السياح التي تزور مصر تعلن شكواها من مضايقات الباعة الجائلين وأصحاب الخيول والجمال، وهذا أمر لا يجوز استمراره.
حابي: متى يتم الانتهاء من تطوير هذه المنظومة؟
ساويرس: من الممكن الانتهاء منها خلال شهرين ولكنها ستكون أقل من المستوى المطلوب، ويمكن أن تستغرق عامًا للحصول على نتيجة ممتازة.
والسؤال هنا، هل نحن اليوم في عجالة؟ فالهرم حاليًا يغرد وحيدًا وإذا عثرت على سائح أو اثنين ففي الغالب ضلوا طريقهم.
وعلى ذلك قررنا التنفيذ على أجل زمني أطول للوصول إلى المستوى الممتاز الذي نتطلع إليه، خاصة أن هذا مشروع قيم ويستهدف الأجيال القادمة، ويعلم الله أنه من منظور الجدوى الاستثمارية لا يمكن المشاركة في هذا المشروع على الإطلاق.
حابي: ماذا عن خدمات الصوت والضوء؟
ساويرس: في ملف الصوت والضوء، نحن انضممنا لشركة كانت حاصلة على الامتياز، ووثقنا في كفاءتها كشريك باعتبارها شركة أجنبية ولكنهم في النهاية لم ينفذوا أي شيء، لذلك تخارجنا من المشروع، ونترقب أن تطرحه الوزارة من جديد للمنافسة عليه بصورة مباشرة هذه المرة وليس عبر شريك أجنبي من الباطن.
حابي: هل سيتم الطرح من خلال وزارة الآثار أم وزارة قطاع الأعمال العام التي كانت مسؤولة عن النشاط وخطة طرحه للمستثمرين خلال السنوات الماضية؟
ساويرس: لا نعلم بعد، وسواء كانت وزارة الآثار أو وزارة قطاع الأعمال العام فالأمر لن يختلف، فعلاقتنا طيبة بكلا الوزارتين، والجميع يعلم أننا شركة لا تقوم سوى بالعمل الجيد، وعلى ذلك سنتقدم للمنافسة بالطرح.
حابي: هل تستهدف تولي تطوير وإدارة مناطق أثرية أخرى بخلاف منطقة الأهرامات؟
ساويرس: لا أفضل النظر إلى مشروعات ومناطق أخرى سوى بعد الانتهاء من المشروع بين أيدينا حاليًا، فتطوير منطقة الأهرامات كافٍ جدًّا، وعندما ننتهي منه ونقدم نتائج تنول استحسان الجميع سنقدم على الجديد.
فنحن نتعرض لمضايقات مختلفة حاليًا بسبب المصالح الواسعة غير المعلنة التي ستنتهي بسبب هذا المشروع، فالأمر يماثل ما يحدث في تطبيق منظومة آلية للجمارك، ومن يحارب هذا التطوير في الأساس هم موظفو الجمرك المنتفون من الوضع القائم سواء على مستوى البيروقراطية أو الفساد.
حابي: مع بداية تفعيل نشاط صندوق مصر السيادي، ذكرت اهتمامك بالاستثمار في تطوير وإدارة مجمع التحرير.. هل خاطبت الصندوق للاستثمار به؟
ساويرس: الصندوق يستهدف مشاركة القطاع الخاص بنظام حق الاستغلال وليس التملك، وهذه المنظومة غير صالحة وقد تفشل، فمن الذي يستثمر نحو 500 مليون دولار في تطوير مبنى قديم لا يمتلكه، فبنفس المبلغ يمكن شراء قطعة أرض بمنطقة وسط البلد وبناء قطعة فنية على أعلى مستوى، خاصة أن الجانب المعماري لمجمع التحرير يتسم بالغرف الضيقة كما أن المصاعد معطلة وغيرها من الأمور التي تقلل من جاذبيته، في حين يتم معاملته كمبني أثري، هو بالفعل أثري وفقًا لعدد السنوات وليس قيمة الأصل.
حابي: هل تفكر في مشاركة الصندوق السيادي بخطة تطوير منطقة باب العزب التي أعلن ملامحها قبل أزمة كورونا؟
ساويرس: سميح ساويرس كان قد أعلن عن اهتمامه بالمشروع، وأنا لا أفضل الدخول بالتوازي في نفس المشروعات التي يستهدفها أخي.
حابي: ما هي الأصول محل اهتمام نجيب ساويرس للمشاركة مع صندوق مصر السيادي؟
ساويرس: أرض مقر الحزب الوطني القديم من الأصول ذات الموقع الاستراتيجي، وهناك أيضًا أرض المعارض أو أي أراض أخرى تتمتع بموقع مميز، فيمكن تكوين الشراكة عبر دخول الصندوق بالأرض ونحن بالسيولة المالية والتنفيذ.
ولكني أرى بعيدًا عن الجانب الاستثماري، أنه من الأفضل أن يتم استغلال أرض مقر الحزب الواقعة بجوار فندق النيل هيلتون في خلق بقعة خضراء بهذه المنطقة، والبدء في وضع مجموعة من النقاط الخضراء في وسط العاصمة، كما يمكن ضمها إلى حديقة المتحف المصري القديم وخلق حديقة كبيرة تعطي مظهرًا جماليًّا وحضاريًّا، ورسالة إيجابية بأن الاتجاه للتطوير الشامل وليس فقط السعي وراء جذب الاستثمارات والأموال.
ولكن إذا لم يتم ذلك وستكون متاحة للمستثمرين، فأنا أولى وقادر على تنفيذ شيء جميل.
حابي: متى تعتزم مخاطبة الصندوق السيادي بمستهدفاتك الاستثمارية وبدء مباحثات الشراكة؟
ساويرس: علاقتي جيدة جدًّا بالدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، وكذلك تربطني علاقة طيبة مع المدير التنفيذي للصندوق السيادي في ظل عملنا سويًّا.
ونصيحتي التي يمكن توجيهها من خلالكم لمدير الصندوق، أن ينظم مؤتمرًا كبيرًا يدعو إليه كل المستثمرين، ويقوم خلاله بعرض كل الفرص الاستثمارية المتاحة والتصور المقترح للتطوير ومشاركة القطاع الخاص بكل منها، حتى يتسنى لنا التقدم ضمن باقي المستثمرين للتأكيد على الشفافية، حتى لا يقول أحد «إشمعنا نجيب».
فهذا الأمر يتكرر دائمًا عند إقدامي على مشروعات جديدة، إما أن أواجه بكلمة «إشمعنا» أو يتم عرقلة الأمر وإغلاق الفرصة أمامي.
حابي: ما هو مصير القرض الذي حصلت شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة على موافقاته من البنك الإفريقي والذي تصل قيمته إلى 170 مليون دولار؟
ساويرس: صلاحية القرض لم تنته ونجدده، ولكن البنك مستاء لعدم تقدمنا إليه بمشروعات لتنفيذها، وما يحدث أننا نتقدم بمشروعات ولكنها تتوقف في مراحلها الأولى بسبب العراقيل ثم نبحث عن مشروعات جديدة ونعيد الكرة مرة أخرى.
حابي: على الجانب الآخر.. ذكرت لجريدة حابي مؤخرًا أن شركة أورا العقارية تبحث الحصول على تمويلات جديدة.. ماذا تم بهذا الشأن؟
ساويرس: وقعنا بالفعل عقدًا مع بنك مصر بقيمة مليار جنيه، وجارٍ التعاقد مع مجموعة بنوك أخرى على قرض جديد بقيمة مليار جنيه أيضًا، وأرى أن هذه السيولة كافية وفقًا لنظام الاقتراض المرتبط بالمبيعات الذي نتبعه، فهذا النظام سهل جدًّا، فعندما نطرح مرحلة نتأكد أولًا من الانتهاء من بيعها بالكامل ثم الحصول على تمويل وفقًا لها، والعمل على مساندتها والانتهاء من عملية الإنشاءات في أسرع وقت.
حابي: هل ترى أن الاعتماد على سوق أوراق الدين سيحتاج إلى وقت؟
ساويرس: سوق الدين والاقتراض سينشط لأن هناك حاجة إلى تمويل ما دفع لطرح أنماط جديدة مثل السندات الخضراء، ومن الجيد أنه تم وقف العمل بشهادات ذات العائد 15%، فهذه النسبة كانت مرتفعة للغاية وتسببت في سحب مبالغ ضخمة بعائد مرتفع، في حين أن سعر الإقراض يدور حول 11%، فكيف للوضع أن يستقيم في ظل ذلك.
حابي: فيما يتعلق بالاستثمار في التنقيب عن الذهب في مصر.. ما هي تطورات المفاوضات مع الحكومة حول الاستحواذ على حصة 51% من شركة شلاتين للذهب؟
ساويرس: المفاوضات توقفت وفشلت.
حابي: هل تقدمت لفرص تنقيب جديدة بعد توقف هذه الصفقة؟
ساويرس: تقدمنا في المزايدة التي طرحتها الدولة للتنقيب عن الذهب في الصحراء الشرقية من خلال شركتنا التابعة Altus ، وننتظر حسمها.
خصم خاص بنسبة 50% على خدمات بوابة حابي