علاء الدين مرسي: كبار المستثمرين المستفيد الأول من الوحدات.. وليس الشباب
الأسعار لا تبشر بنجاح التجربة والوحدة وصلت إلى 9.1 مليون جنيه
شاهندة إبراهيم _ اعتبــر عـلاء الديــن مرســي، رئيــس جمعيــة مســتثمري المنيــا، أن حجــز وطلــب صغــار المســتثمرين علــى المجمعــات الصناعيــة الخاصــة بالصناعــات الصغيــرة الجاهــزة بالتراخيــص ً وفقــا للتعليمــات والتوجيهــات الحكوميـة المتبعـة لم يعط مؤشـرات أو تظهـر نتائجــه حتــى الآن حــول معــدلات الإقبــال عليهــا مــن عدمــه، مرجعا ذلــك إلــى ارتفــاع تكلفــة البيــع أو الإيجــار الخاصــة بالوحــدات الصناعيـة، وهـو مـا تسـبب بـدوره فـي انتظـار وترقــب المســتثمرين للنظــر فــي إمكانيــة التملــك أو التعامــل مــع باقــات الاســتئجار.
وتطــرق مرســي إلــى أن الرئيــس عبــد الفتــاح السيســي كان يســتهدف فــي المقــام الأول تشـييد ألـف مصنـع فـي المحافظـات، ومـن ثـم تخصيصهــا للشــباب ليســتفيد منهــا، ً فضــلا عــن أنهــا كانــت بغــرض توفيــر فرصــة عمــل أيضــا للخريجيــن الجــدد حتــى يخلقــوا هــم ً أيضا فرصا لأخرين، كمــا يبنــون كيان خاصا بهم يضطلــع بــدوره فــي المجتمــع.
وأشــار إلــى أنــه مــن الواضــح أن الحكومــة عندمــا أقدمــت علــى تنفيــذ هــذه المجمعــات شــهدت تكلفــة إقامتهــا وتشــييدها زيــادة مطـردة، ضاربا
مثـاًل علـى ذلـك بقيمـة تملـك المتـر التـي تخطـت 6200 جنيـه علـى مسـاحة وحــدة نحــو 300 متــر لتصبــح بقرابــة مليــون و900 ألــف جنيــه، وهــذا بــكل تأكيــد ليــس فــي مقــدرة الشــباب لتملــك مجمــع صناعــي، منوهـا إلـى أن اعتمـاد الشـباب علـى القـروض الائتمانيـة فـي بـدء أنشـطتهم الصناعيـة يخلـق بيئــة عمــل مليئــة بالضغــوط ويرفــع معــدلات المخاطــرة وهــو مــا يزيــد احتماليــة فشــلهم.
ولفــت إلــى أن تكلفــة الوحــدات الصناعيــة المطروحة سـتجذب شـريحة كبار المسـتثمرين ذات المــلاءة الماليــة العاليــة لينصــرف عنهــا طبقـة الشـباب المسـتهدفين فـي الأسـاس ً وفقـا لتعليمـات القيـادة السياسـية لعـدم تماشـيها مـع قدرتهـم الاسـتثمارية.
وطالـب عـلاء مرسـي فـي هـذا الصـدد، عنـد تدشــين الجهــات المنوطــة بهــذا الملــف عــددا آخـر مـن المجمعات الصناعية وتعميمها بشـكل واسـع المـدى فـي عـدد أكبـر مـن المحافظـات وفقـا للتوجيهـات الرئاسـية، بمراعـاة تخفيـض تكلفـة بنـاء الوحـدة بحيـث تتناسـب مـع القـدرة ً الماليــة للشــباب ليســتطيعوا تملكهــا وبــدء مزاولــة أنشــطتهم فــي الحــال بمــا يصــب فــي مصلحــة دفــع عجلــة الاقتصــاد، ً مؤكــدا أن الوضــع الراهــن لا يشــر بنجــاح التجربــة.
ويــرى أن التكلفــة المناســبة للوحــدة الصناعيـة لبـدء الشـباب حياتهـم العمليـة تـدور حـول 300 إلـى 500 ألـف جنيـه، مشـيرا أنهـا قـد تجذبهـم بشـكل كبيـر وترفـع معـدالات الإقبــال لديهــم، ً فضــلا عــن أنــه فــي حالــة لجوئهــم إلــى تمويــل مصرفــي يقدر على ســبيل المثــال بنحــو مليــون جنيــه حيــث يســتطيع شــراء الوحــدة وتملكهــا بالكامــل وتمويــل توفيــر معــدات وأجهــزة وخامــات بالمبلــغ المتبقــي، تصبــح المعادلــة وقتــذاك عادلــة ُوتنــذر بنجاحهــا.
وحــول القطاعــات الأكثــر ً احتياجا للمجمعـات الصناعيـة، أوضـح أن كل محافظـة لهــا ظروفهــا الخاصــة بهــا، بمعنــى أن التــي تتميــز بــأن تربتهــا زراعيــة فــإن ذلــك يســتلزم مشـروعات غذائيـة مـن فائـض الحاصـلات يتـم تصنيــع منتــج يقدم وينافــس فــي الســوق.
وتابــع: أمــا فــي حالــة المحافظــات التــي تتميــز بالخامــات المحجريــة فيتــم التفكيــر فــي الاســتثمارات التــي تناســبها وفــي نطــاق مجالهــا، ً فضــلا عــن اقتحــام مشــروعات الملابــس الجاهــزة فــي المناطــق التــي تتمتــع بمحالــج القطــن الكبيــرة، وأن يتــم تحديــد القطاعــات علــى حســب الأنشــطة المتوافــرة فــي كل محافظــة.
وفـي سـياق آخـر، أكـد علـى ضـرورة أن تكـون المجمعــات الصناعيــة صناعــات تكامليــة، بحيــث يتــم ربــط أنشــطتها مــع صناعــات قائمـة وناجحـة مـن المصانـع الكبيـرة، لضمـان التســويق والترويــج الجيــد لمنتجــات الشــباب والترويــج الجيــد لمنتجــات الشــباب.
خصم خاص بنسبة 50% على خدمات بوابة حابي