بلومبرج _ لا يزال المستثمرون يعانون من صدمة ما حصل مع آنت جروب التي أوقفت إدراجها المزدوج في بورصتي شنغهاي وهونج كونج يوم الثلاثاء، قبل يومين من بدء تداول الأسهم المكتتب بها التي بلغت قيمتها 35 مليار دولار، والتي جعلت من هذا الاكتتاب الأكبر في العالم.
وعند الساعة 1:17 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (5:17 صباحاً بتوقيت جرينيتش)، قفزت أسهم علي بابا جروب هولدنجز المتداولة في بورصة هونج كونج بنسبة 5.92٪، لتسجل 293.60 دولار محلي (تعادل 37.86 دولار أمريكي).
اضغط لتحميل العدد التاسع والستون من نشرة حابي
وكانت الأسهم قد سقطت بنسبة 7.5٪ فور إعلان الإيقاف، وهو ما تسبب في تقليص ثروة مؤسس شركة علي بابا البليونير الصيني (جاك ما) بـ 3 بليون دولار في يوم واحد.
واضطرت آنت جروب إلى وقف الإدراج بعد أن سحب المنظمون الصينيون موافقتهم على الاكتتاب.
وذكرت الشركة أن هنالك “تغيير كبير” في البيئة التنظيمية، لكنها رفضت تقديم مزيد من التفاصيل.
ويرى بعض المستثمرين أن قرار الإيقاف له ما يبرره، حيث يسمح نموذج أعمال الشركة بفرض رسوم أعلى على المعاملات المالية، بينما تتحمل البنوك التي تديرها الدولة معظم المخاطر التي تحتاج إلى تنظيم.
وخلال مؤتمر صحفي جرى بتاريخ 24 أكتوبر، وفي رد فعل أتفق الكثيرون على أنه لم يكن موفقاً، ألقى (ما) اللوم على المنظمين العالميين، وأتهمهم بالتركيز المفرط على المخاطر، وانتقد الإجراءات الصينية التي تعمل على خنق الابتكار.
وأطلق (ما) هذه التعليقات قبل جلسة في مؤتمر للحزب الشيوعي، كان يهدف إلى رسم الخطط الاقتصادية للبلاد للـ 5 و الـ 15 سنة القادمة.
ولم يكن مفاجئاً أن يرد الحزب الحاكم على هذه التصريحات بإقرار قوانين جديدة تؤثر على أعمال آنت جروب، وأن يستدعي البليونير إلى اجتماع في بكين يوم الاثنين.
وعلى الرغم من رده الفعل السلبية من المستثمرين وتعرض شفافية الأسواق الصينية للتشكيك من كثيرين، إلا أن بعض المحللين والمستثمرين احتفظوا بتفاؤلهم بشأن هذا الاكتتاب.
فخلال حديث له مع بلومبرج، قال (رام بارامسواران)، مؤسس شركة (أوكتاهيدرون كابيتال مانجمنت): “ما هو واضح بالنسبة لي هو أن أعمال الإقراض ستنمو بشكل أبطأ خلال السنوات القليلة المقبلة. في الصورة الأكبر، سيكون هذا الأمر بخلاصته جيداً للقطاع ولشركة آنت جروب”.
ولا شك في أن المستثمرين قد تعلموا درساً قاسياً مما حصل مع آنت، وهو أن يأخذوا المخاطر السياسية بعين الاعتبار، عند أخذ في قراراتهم الاستثمارية. ومن المرجح أن تزداد أهمية هذا الأمر، بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية، حيث تواجه الصين ضغوطًا مستمرة من الولايات المتحدة على عملية تطوير التكنولوجيا الأساسية الخاصة بها.
أما كيندرا شايفر، رئيسة وحدة أبحاث قطاع التكنولوجيا في شركة الاستشارات (تريفيم شاينا) فلقد قالت: “هذا يوجه رسالة إلى عمالقة التكنولوجيا بأنه لا يجب عليهم أن يصبحوا أكبر من اللازم، وأن الحزب يبقى هو صاحب القرار. أما على الصعيد الدولي، فإن مثل هذه الحركات لا تساهم بأي شكل من الأشكال في تهدئة المخاوف العالمية من أن شركات التكنولوجيا الصينية التي تعمل في الخارج هي في الحقيقة تحت سيطرة بكين”.
خصم خاص بنسبة 50% على خدمات بوابة حابي