بقلم أحمد رضوان رئيس تحرير جريدة حابي _ كثيرون من يجيدون قنص التناقضات، قليلون من يملكون مهارة شرحها، وأقل القليلين من يقدمون هذا الشرح بحب ولطف، فيستقبله المتلقي بصدر رحب، بلا دفاع أو ضيق.
كان وحيد حامد من أقل القليلين.. ببساطة، «صنايعي» ماهر في قنص التناقضات وشرحها بإسهاب المحب، وسهولة المؤمن. ذلك المؤمن بقدسية هدف الإبلاغ أكثر من أي أهداف ذاتية أخرى.
غلبت الصورة ونقيضها على أعماله، مثلما غلب أثر النشأة والبيئة على أبطاله، لا شيء من العدم، كل سلوك بدايته نبتة غرسها الزمن، أما الغريب فهامشي ومحدود وبلا تأثير يستحق الذكر والاهتمام.
تتحرك أحداث وحيد حامد دائمًا بين واقع وواقع، لا مستحيل، لا نادر، الواقع كان يكفي ويفيض لصناعة عشرات الأعمال غير التقليدية.
أعمال كاشفة لتفاصيل حاضرة للعيون لكنها غائبة عن المدارك، وهذا أحد أهم ما ميز هذه الأعمال، وصنع وجذب لها جمهورًا واسعًا متباين الثقافات، يتوسم أضعفهم إيمانًا مع كل عمل جديد، مسائل مثيرة للجدل، أما أعلاهم فيترقب التنعم بوجبة دسمة من فك التناقضات الجديدة.
ترك وحيد حامد تراثًا غنيًّا يخاطب الجميع، من الصعب أن تجد نفسك بعيدًا عن شخوص أعماله أو بعض مواقفهم وأحوالهم وطباعهم وسلوكهم، وهذا ما جعله قريبًا من قلوب الكثيرين سواء كان لهم حظ من لقائه أم لم يحالفهم هذا الحظ، فهم يعرفونه، ويعرفون مآثره.
وداعًا وحيد حامد…