أحمد رضوان يكتب.. استثمار التفاؤل

aiBANK

بقلم أحمد رضوان رئيس تحرير جريدة حابي _ للعام الثالث على التوالي، ترصد جريدة حابي عبر استطلاعها السنوي الموسع، توقعات قادة مجتمع الأعمال لأداء الاقتصاد في العام الجديد، آملين أن تنعكس حالة التفاؤل التي كست نتائج الاستطلاع، على مناخ الأعمال بكل ما ينظمه، ويشرحه بوضوح كافٍ، ويضمن حرية لاعبيه ويعززها أيضًا.

لا شك أن عددًا ليس بالقليل من مؤشرات أداء الاقتصاد المصري قاومت التحديات التي تعاقبت في السنوات الماضية، وكان آخرها فيروس كورونا وما سببه من إغلاقات ووقف أعمال وتشتيت للخطط والهمم والأهداف، ولكن، وإلى حد ليس بالهين، تظل المؤشرات الكلية رغم أهميتها، تالية ومحمية بما يبحث عنه المستثمر من فرص يسهل الدخول فيها والاحتفاظ بها وكذلك التخارج منها، سواء على مستوى سرعة وبساطة الإجراءات بكل ما تعنيه من تراخيص وتصاريح وتسجيل وإشهار وموافقات ووضوح للمعاملات الحكومية بما فيها من التزامات مستقرة وحقوق معترف ومعمول بها في مختلف الدرجات الوظيفية، وأيضًا على مستوى وفرة ونشاط الأدوات الاستثمارية والتمويلية المتاحة.

E-Bank

اهتمت الحكومة في الشهور الأخيرة بالتشاور مع المستثمرين في عدد من الملفات، بعضها استثماري مثل دخول القطاع الخاص في مشروعات إحلال السيارات وتطوير مجمع التحرير وبناء مخازن السلع الاستراتيجية وغيرها، وبات واضحًا أن العمل في هذه الفرص يسير بصورة جيدة ولو على مستوى وضع شروطها بواقعية، وتحديد أسلوب الشراكات بها، والتزامات وحقوق الشركاء.

واهتمت الحكومة أيضًا بعقد لقاءات على ملفات تخص مشاكل قطاعات بعينها، مثل قضية تأخر مستحقات المصدرين، والتي تم حل الجانب الأكبر منها في زمن قياسي، بمشاركة عدد من البنوك وبأسلوب أتاح سيولة فورية وفي وقت بالغ الأهمية، وأيضًا ملف توفيق أوضاع المستثمرين في الساحل الشمالي والذي وصل إلى مرحلة إبرام التعاقدات.

هناك حاجة كبيرة لأن تنعكس نتائج هذه الاجتماعات -والتي كانت مثمرة بشهادة الحكومة والقطاع الخاص- على مختلف اللوائح والتشريعات والإجراءات المعمول بها، بحيث تكون أكثر عمومية وإتاحة وتخرج من كونها حلًّا لقضية هنا أو تهيئة لفرصة هناك، إلى ما هو أعم وأشمل وأكثر رسوخًا، وبالتالي أكثر فائدة لعدد أوسع من القطاعات والملفات.

لماذا نمت شركات التمويل الاستهلاكي بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة رغم تشعب وتعدد أوجه قنوات التمويل في مصر منذ عقود؟.. بمنتهى البساطة لأنها درست جيدًا سلوك المستهلك الراغب في خدمة سريعة وسهلة ولو كانت بتكلفة أعلى في مقابل المنفعة التي ستحققها له. وللمستثمر أيضًا (محليًّا كان أم أجنبيًّا) سلوكه الذي يجب دراسته وفهمه والعمل على تلبيته، خاصة مع المنافسة حامية الوطيس على جذب المستثمرين في عالم يكاد يئن من تراكم الديون ونضوب منابع الأموال.

الفرص التي تتيحها مصر تتسم بالضخامة والتنوع، عدد كبير من المشروعات القومية، ومعها عشرات الاحتياجات الضرورية الواجب توفيرها، لذا كان من الضروري أن يوازي النمو الاقتصادي الذي حققته مصر من قبل كورونا، نمو مماثل في حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وهو أمر ليس بالمستحيل حتى في ظل تداعيات كورونا.

أخيرًا.. وكعادتنا دائمًا، يحدونا أمل كبير عزيزي القارئ في أن تجد بين صفحات هذا العدد السنوي ما هو مفيد ومختلف، وأن نلتقي مرة أخرى في بداية 2022، لنؤكد أن حالة التفاؤل التي سيطرت على نتائج الاستطلاع المنشور في هذا العدد، جاءت بالفعل في محلها.

خالص الشكر والتقدير لكل من شاركنا في عددنا السنوي، خالص الشكر والتقدير لفريق حابي.

الرابط المختصر