محمد ماهر: الإنفاق الحكومي يطمئن المستثمرين في مواجهة غموض كورونا

التخصيم والتمويل يقودان القطاع بعد الموجة الأولى للفيروس

رنا ممدوح _ يرى محمد ماهر، الرئيس التنفيذي لشركة برايم القابضة للاستثمارات المالية، أن سياسة الإنفاق التي تتبناها الدولة خلال عام 2021 لامتصاص التداعيات المتبقية التي فرضتها أزمة كورونا على بعض جوانب الاقتصاد، هي الرهان الذي يعتمد عليه المستثمرون لتعافي الاقتصاد قريبًا.

وقال ماهر، إن الدولة فرضت بعض الحزم التحفيزية وأصدرت قرارات مسعفة ساهمت في صمود المؤشرات الاقتصادية أمام الجائحة مقارنة بباقي الدول المناظرة لمصر، وهو ما نستند إليه أيضًا لمواجهة الموجة الثانية من فيروس كورونا.

E-Bank

وتوقع انخفاض معدلات البطالة خلال العام الجديد، بدعم من استمرار سياسة الدولة لدعم العروق المغذية للاقتصاد من التأثر سلبًا بتداعيات الجائحة، مرجعًا ذلك إلى أن هذه السياسة تنعكس بدخول استثمارات جديدة إلى الشركات وخاصة المشاركة في حصة من الناتج المحلي.

وقال إن تدفق الاستثمارات الداخلية سينعكس إيجابيًّا على المواطن بتوفير مزيد من المشروعات التنموية وشبكة من الطرق لتسهيل احتياجاته اليومية.

ومع ذلك لفت محمد ماهر إلى أن هناك عدة نقاط تثير تخوف المستثمرين تجاه الاقتصاد المصري، ومنها تباطؤ معدلات النمو بفعل جائحة كورونا وما تفرضه من مستجدات تجبر الدولة على توظيف مواردها لتقليل التداعيات السلبية.

وحدد أيضًا ذلك التحدي من ضمن مخاوف المستثمرين داخل سوق المال المصرية، فمع انخفاض عدد الشركات المقيدة، وتراجع شريحة المستثمرين الأفراد عن العام الماضي، يترقب المستثمرون بنوع من القلق مدى صمود الاقتصاد أمام الموجة الثانية للفيروس.

ولكن أكد أن نقاط القوة لدى قطاع البورصة المصرية ما زالت تستحوذ على الكفة الراجحة للميزان، وذلك بفضل تحسن معدلات السيولة خلال 2020، وارتفاع أحجام التداولات اليومية لأكثر من مليار جنيه.

ورأى محمد ماهر، أن عام 2021 لديه محفزات قوية لتغطية مواطن الضعف التي عانت منها سوق المال المصرية، ولكن ذلك مرهون بالانتعاشة المرتقبة بحركة الطروحات والاستحواذات، لجذب رؤوس أموال جديدة إلى القطاع.

تحسن السيولة يدعم سوق المال خلال 2021 وبانتظار الطروحات لتعميق المكاسب

كما يراهن على زيادة استثمارات المؤسسات خلال عام 2021 لتقود موجة الصعود المرتقبة للأسهم القيادية والمكونة لمؤشر EGX30 الذي كان أكثر تضررًا خلال عام الأزمة، حيث بلغت خسائره نحو 23%.

وأكد ماهر أن جائحة كورونا كانت أقوى التحديات التي واجهت القطاع خلال عام 2020، موضحًا أن الأزمة أثرت بشكل متفاوت على أنشطة الشركة.

وقال إن الخسائر التي تكبدتها سوق المال المصرية منذ بداية الأزمة وحتى نهاية 2020 كانت من ضمن التحديات التي واجهت قطاع الخدمات المالية غير المصرفية بشكل عام، فعلى الرغم من الحزم التحفيزية التي صاغتها الحكومة لدعم البورصة المصرية، إلا أنها لم تستطع كسر القالب العرضي بخلاف مؤشر EGX70.

ولفت إلى أن تلك الحزم ساهمت في تحسين أحجام التداولات اليومية بالبورصة المصرية لتسجل معدلًا أعلى من مليار جنيه يوميًّا، وهو ما انعكس إيجابيًّا على نشاط قطاع السمسرة داخل برايم القابضة، ولكنه لم يحقق طفرات نمو قوية نتيجة لانحسار السوق بحركة عرضية خلال 2020، والأداء الباهت للأسهم القيادية.

وفيما يخص فرس الرهان لشركة برايم القابضة، يرى ماهر، أن نظام التخصيم والتمويل الاستهلاكي مرشحان لتحقيق نمو كبير خلال المرحلة القادمة، وأرجع ذلك إلى التداعيات التي فرضتها أزمة فيروس كورونا بعدم التنقل كثيرًا لتلبية الاحتياجات.

ولفت إلى أن قطاع تمويل الشركات أيضًا من أفضل ما تراهن عليه الشركة خلال الأعوام القادمة، بجانب التفاؤل بتحسن أداء سوق المال المصرية عن العام السابق.

برايم القابضة تعتمد في تعزيز ربحيتها على نشاط التمويل والتخصيم والسمسرة

وقال محمد ماهر، إن ذراعي الشركة للتخصيم والتمويل تعتمد عليهما برايم القابضة خلال عام 2021 لتحقيق معدلات ربحية تغطي بعض الخسائر التي سجلتها الشركة بعام أزمة كورونا، لافتًا إلى أن: «حصولنا على التراخيص الثلاثة لم يتعد الشهرين ولذلك نستهدف أن ترتكز استراتيجية الشركة القادمة على تفعيل تلك الأنشطة لرفع الإيرادات».

وألمح إلى أن مستهدفات برايم القابضة خلال العام الجديد هو تغطية الخسائر الناتجة عن الجائحة بالعام الماضي، معتمدة على نشاط السمسرة لديها وتحسن أداء البورصة منذ بداية العام، بينما رأى أن الإيرادات قد لا تصل للمستهدف خلال العام الجاري بسبب استمرار الموجة الثانية لفيروس كورونا في اجتياح دول العالم.

ولفت الرئيس التنفيذي لشركة برايم القابضة للاستثمارات المالية، إلى أن هناك عاملين أساسيين تعتمد عليهما الشركة في إعداد أسلحتها لتقوية منافستها داخل القطاع وهما جودة المنتج وتنمية الموارد البشرية وخاصة فريق البحوث لتلبية متطلبات المستثمرين بسوق المال المصرية.

واختتم ماهر تصريحاته متوقعًا أن يحقق الاقتصاد خلال 2021 نموًّا ولكنه لن يرتفع كثيرًا، نظرًا لأن الجائحة ما زالت قائمة، وغير معروف حتى الآن متي سيعمم اللقاح للجميع.

الرابط المختصر